طالب مسؤولون وشيوخ عشائر من القوميتين التركمانية والعربية في محافظة كركوك المتنازع عليها مع الأكراد بإجراء استفتاء مستقل للمدينة إذا ما أعلن إقليم كردستان انفصاله من العراق. وكان رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، قال الأسبوع الماضي إنه «آن الأوان لإجراء استفتاء الاستقلال (لإقليم كردستان) عبر الحوار وليس عن طريق الحرب والعنف». لكن رئيس الجبهة التركمانية العراقية أرشد الصالحي قال ل «الحياة» إن «ملف الاستقلال يخص بالدرجة الأولى الإقليم والأحزاب الرئيسية الثلاث فيه (الاتحاد الوطني والتغير والديموقراطي)». وأضاف أن «المناطق الكردستانية معروفة، وهي ثلاث محافظات: دهوك وأربيل والسليمانية، أما المناطق الأخرى فهي مناطق متنازع عليها وفق الدستور العراقي، وغياب السلطة المركزية العراقية ومشاكل الإقليم السياسية الداخلية قد تؤثر في سير الاستقلال في هذا التوقيت». وأوضح الصالحي أن «كركوك تعتبر مركزاً للتركمان. وعلى رغم كل ما جرى لهم فيها من استهداف، فهم متمسكون بأرضهم ويدعون إلى استفتاء قانوني من دون ضغوط لحسم مصير المدينة، لا عبر فرض الحلول بالقوة أو الأمر الواقع لأن ذلك ستنتج منه تداعيات خطرة مستقبلاً». إلى ذلك قال عضو مجلس محافظة كركوك السابق وأحد وجهاء القومية العربية في كركوك، إسماعيل الحديدي، ل «الحياة» إن «العرب يؤمون بأن أبناء المحافظة جميعاً هم من يقررون مصيرها بين ثلاثة خيارات، إما تحوليها إلى إقليم مستقل أو بقائها مع العراق أو ضمها إلى كردستان... من دون إجبار». وأضاف أن «أزمة كركوك قديمة وتحتاج إلى حسم، لكن أوضاع البلاد الحالية غير مهيئة بسبب داعش وانهيار الوضع السياسي في بغداد، موضحاً أن «العرب في كركوك لا يملكون أرضاً ولا ممتلكات لذلك». ويقول إقليم كردستان إن كركوك، التي تضم ثروة نفطية هائلة، كردستانية بالكامل، فيما ترفض حكومة بغداد ذلك. وحدد الدستور العراقي محافظة كركوك ومناطق أخرى بالمادة 140 التي تخص المناطق المتنازع عليها. وكان مستشار مجلس أمن كردستان، مسرور بارزاني، دعا دول المنطقة إلى احترام خيار الأكراد في تأسيس دولة مستقلة، وسط مطالبات كردية داخلية أخيراً بإعادة رسم الحدود التي رسمتها اتفاقية سايكس بيكو قبل مئة عام، وقسّمت على أساسها المناطق التي يسكنها الأكراد بين كلٍ من العراق وسورية وتركيا وإيران.