أفادت الأممالمتحدة ان معارك اندلعت فجر امس الاحد، في مدينة نغونغو على الحدود بين اقليمي شمال كيفو وجنوبها في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، قبل ان تتوقف المعارك ظهراً. جاء ذلك في وقت دعت قمة مجموعة التنمية للجنوب الأفريقي في جوهانسبورغ امس، الى وقف فوري للمعارك شرق الكونغو وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية الى المنكوبين، فيما انتقدت كينيا عجز قوات الأممالمتحدة المنتشرة في منطقة المعارك عن وقفها. وفي كينشاسا، أوضح الناطق باسم قوة الأممالمتحدة في الكونغو الليوتنانت كولونيل جان بول ديتريش ان هذه المواجهات وقعت بين المتمردين بزعامة لوران نكوندا من جهة وميليشيات"ماي ماي"الموالية للحكومة ومتمردين روانديين ينتمون الى القوات الديموقراطية لتحرير رواندا من جهة اخرى. ولفت الى ان الجنود الكونغوليين لم يشاركوا في هذه المعارك. وتابع الناطق ان المعارك توقفت بعد وساطة من جانب الأممالمتحدة لإنهاء الأعمال الحربية. وتقع نغونغو على بعد 60 كلم غرب غوما، عاصمة اقليم شمال كيفو، وتشكل"بوابة جنوب كيفو"، وفق المصدر نفسه. وأكد برتران بيسيموا الناطق باسم متمردي نكوندا انه لم يبلغ بهذه المواجهات. وفي حزيران يونيو 2004 توغل متمردو نكوندا في جنوب كيفو واستولوا لوقت قصير على عاصمة الإقليم بوكافو. وحتى الآن، اقتصرت المواجهات التي تجددت في نهاية آب اغسطس الماضي، بين متمردي المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب والجيش الكونغولي وحلفائه في اقليم شمال كيفو، وذلك في انتهاك لوقف اطلاق نار تم التوصل اليه في كانون الثاني يناير الماضي. في جوهانسبورغ، دعا رئيس جنوب افريقيا غاليما موتلانتي باسم افريقيا الجنوبية الى"وقف فوري لإطلاق النار"في جمهورية الكونغو الديموقراطية بهدف تسهيل وصول المساعدات الإنسانية. وقال موتلانتي مفتتحاً قمة اقليمية طارئة مخصصة لبحث أزمتي الكونغو وزيمبابوي امس:"ندعو الى وقف فوري لإطلاق النار بهدف تسهيل وصول المساعدات الإنسانية الى النازحين"جراء النزاع بين المتمردين والجيش الحكومي في شرق تلك البلاد. واضاف:"نحن مقتنعون بأن لا حل عسكرياً"في الكونغو، مشدداً على ان"القمة ستبحث في شكل ملموس ما يمكن ان تقوم به للمساهمة في معالجة الوضع في الكونغو". وأكد موتلانتي ان"اي عودة للنزاع والحرب تهدد المكاسب التي حققها سكان منطقتنا بصعوبة بالغة ... نحن واثقون بأنه سيتم ايجاد حل، على رغم التحديات الضخمة التي نواجهها". في نيروبي، انتقد وزير الخارجية الكيني موسيس ويتانغولا عجز مهمة الأممالمتحدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية، وتحدث عن قوات"تتنزه"مزودة"قبعات زرقاً". وتساءل وزير الخارجية الكيني غداة قمة عقدت في نيروبي للبحث في الأزمة في جمهورية الكونغو الديموقراطية:"لماذا ارسل 17 الف رجل لا يستطيعون اطلاق النار، ولا يستطيعون نزع السلاح ويتنزهون معتمرين قبعات زرقاً؟" وأضاف في مؤتمر صحافي ان قمة يوم الجمعة الماضي، أبلغت بأن جنود مهمة الأممالمتحدة في جمهورية الكونغو لا يمكنهم الاشتراك مباشرة في مواجهات واسعة النطاق مع التمرد الكونغولي بزعامة لوران نكوندا. وقال:"ابلغنا ايضاً ان مجلس الأمن متحفظ عن اشراك قوات حفظ السلام في عمليات فرض السلام، ما يعني ان حضورها وهمي". وشارك في قمة نيروبي خصوصاً الرئيسان الكونغولي جوزف كابيلا والرواندي بول كاغامي برعاية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وتتهم كينشاسا كيغالي بدعم المتمردين، لكن رواندا تنفي هذه التهمة. لكن الوزير الكيني قال ان هذا الجانب من الأزمة لم يكن اساسياً في القمة. وأوضح:"لم توجه التهمة، كما اعتقد، الى اي رئيس شارك في القمة. وتمحور الاجتماع حول الكونغو. ولم يتوافر سبب لتطغى عليها المسألة الرواندية". واتهم قائد مهمة الاممالمتحدة في جمهورية الكونغو آلان دوس السبت، تمرد نكوندا وعناصر ميليشيات موالية للحكومة بارتكاب"جرائم حرب"في منطقة روتسورو شرق جمهورية الكونغو التي شهدت معارك عنيفة هذا الاسبوع. في الفاتيكان ، ندد البابا بنديكتوس السادس عشر بالمواجهات الدامية والفظائع التي ترتكب في جمهورية الكونغو الديموقراطية ووجه"نداء حاراً"من اجل العودة الى السلام وذلك في صلاة الاحد في ساحة القديس بطرس. وأعرب البابا عن أسفه لأن"أنباء مثيرة للقلق ما زالت تصل من منطقة شمال كيفو في جمهورية الكونغو الديموقراطية، وان مواجهات مسلحة دامية وفظائع منهجية أدت الى سقوط مزيد من الضحايا بين المدنيين الأبرياء". ولفت البابا الى"عمليات التدمير والنهب والعنف من كل الانواع التي ارغمت عشرات الآلاف من الاشخاص على التخلي عن القليل المتاح لهم للبقاء على قيد الحياة". واضاف البابا ان"التقديرات تشير الآن الى ان هناك اكثر من مليون ونصف المليون من النازحين". نشر في العدد: 16656 ت.م: 10-11-2008 ص: 15 ط: الرياض عنوان: اشتباكات محدودة في شرق الكونغو رغم دعوة قمة إقليمية الى السلام