سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حرب نفسية في الساعات ال72 الأخيرة من السباق الرئاسي . المد الديموقراطي يكتسح غالبية الولايات "الجمهورية" وأوباما يغازل المحافظين المعتدلين لانتزاعهم من ماكين
النبرة التفاؤلية هي كل ما تبقى للمرشح الجمهوري جون ماكين في الساعات ال72 الأخيرة من السباق الرئاسي الأميركي، وفي ظل تراجعه في استطلاعات الرأي ووقوف حزبه على المنعطف الأصعب منذ السبعينات من القرن العشرين، نتيجة نقمة الأميركيين على سياسات الرئيس جورج بوش، داخلياً وخارجياً. وعكست الأرقام الأزمة المتفاقمة للجمهوريين، واتساع المد الديموقراطي وشعبية باراك أوباما الى ولايات جنوبية ووسطية، لم يحصدها أي ديموقراطي منذ ليندون جونسون في الستينات من القرن العشرين. وأعطت استطلاعات عطلة الأسبوع الأخير قبل التصويت الثلثاء المقبل، تقدماً لأوباما بفارق سبع نقاط استطلاعي زغبي وغالوب على المستوى الوطني، وهو هامش كبير مقارنة بدورات سابقة وتقدم بوش على جون كيري عام 2004 بمعدل 3 نقاط مئوية، ثم فوزه في السباق بفارق نقطتين. كما أعطت الاستطلاعات تقدماً لأوباما في الولايات التقليدية الحاسمة وهي: أوهايو وبنسلفانيا وفلوريدا، فيما استكمل صعوده في ولاية فرجينيا التي ستستضيف مهرجانه الانتخابي الأخير في الحملة بعد غد. ولم يفز بفرجينيا أي ديموقراطي منذ العام 1964، ويتقدم أوباما هناك بمعدل سبع نقاط، بحسب استطلاع لشبكة"سي أن أن". واعتبر المستشار الديموقراطي المخضرم جيمس كارفيل الذي هندس انتصارات بيل كلينتون، أن حملة ماكين ليست المسؤولة عن خسارة محتملة للجمهوريين الثلثاء، بل حمّل المسؤولية لبوش وأدائه في البيت الأبيض. ولمح أوباما الى ذلك في مقابلة بثتها شبكة"أن بي سي"، مشيراً الى ان إدارة بوش هي التي قادت البلاد الى الطريق الخطأ، وليس الحزب الجمهوري. وأضاف:"تعرض الحزب الجمهوري للخطف من قبل جزء غير كفء وأيديولوجي من الحزب". وأكد اوباما قدرته على"الوصول إلى جزء كبير من المعتدلين الجمهوريين الذين يتوقون الى التغيير أيضاً". ودخلت الحملتان في حرب نفسية أمس، مع تأكيد ماكين"ثقته"بالانتصار، فيما حافظت حملته على نبرة متفائلة. ووصلت طوابير الاعلانات الديموقراطية الى عقر دار المحافظين في ولايتي جورجيا ونورث داكوتا اللتين فاز فيهما بوش بمعدل يزيد على 15 نقطة مئوية، فيما يتقدم ماكين في الولايتين بنقطتين فقط. كما يتعادل المرشحان في كارولينا الشمالية وميسوري. وضخت حملة أوباما مزيداً من الاعلانات هناك، كما زادت اعلاناتها في ولاية أريزونا مسقط رأس ماكين، حيث الفارق أربع نقاط لمصلحة الاخير. لكن استطلاعاً ل"أسوشييتد برس"أظهر أن واحداً من كل سبعة ناخبين ما زال متردداً، وهي نسبة عالية قد تنقذ ماكين ليل الثلثاء، في حال تحول هؤلاء الى معسكره. وتجاهلت حملة ماكين خلافات بدأت تظهر الى العلن، بين مستشاريه ومرشحته لمنصب نائب الرئيس سارة بايلن. وأكدت الاخيرة قدرتها على حشد تجمعات كبيرة واثارة الحماسة في القاعدة المحافظة، فيما تحولت صورتها الى مادة دسمة لأزياء التنكر، خلال احتفال الأميركيين بعيد جميع القديسين أمس. وتجنب ماكين الاجابة عن سؤال عن طموحات بايلن الرئاسية في الدورة الانتخابية المقبلة عام 2012 بعدما لمحت في مقابلة بثتها شبكة"أي بي سي"الخميس الى ان لديها طموحات في هذا المجال، أياً تكن نتائج الانتخابات. ورداً على سؤال عما اذا كانت بايلن تمثل مستقبل الحزب الجمهوري، قال ماكين متردداً:"أعتقد ذلك... كنائبة رئيس". واستمرت كواليس الحملة الجمهورية في محاولة نبش فضائح لأوباما، اذ انضم السناتور الجمهوري السابق بيتر فيتزجيرالد إلى مستشار حملة ماكين، إيد أوكالاهان، في الدعوة إلى فتح تحقيق في الصفقة التي اشترى بموجبها أوباما وزوجته منزلاً وفناء من صديقه رجل الأعمال الأميركي السوري الأصل طوني رزقو المتهم بالفساد. إلا أن الناخب الاميركي بدا أكثر تأثراً بالهمّ الاقتصادي المهيمن على السجال والذي يقف وراء صعود أسهم الديموقراطيين في البيت الأبيض والكونغرس.