قبل أيام من الانتخابات الرئاسية يخوض المرشحان الجمهوري جون ماكين والديموقراطي باراك اوباما سباقا مع الزمن في وقت تشير فيه الاستطلاعات الى منافسة حامية مع تقدم طفيف لاوباما. واستانف المرشح الديموقراطي جولاته الانتخابية الخميس بعد ان رافقه الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون الى تجمع انتخابي بالقرب من اورلاندور في فلوريدا حضره قرابه 35الف شخص قبيل منتصف الليل بقليل. ومن المقرر ان يعقد اوباما ثلاثة لقاءات انتخابية الخميس في ثلاث ولايات مختلفة اذ سيذهب الى ساراسوتا (فلوريدا) وفرجينيا بيتش (فرجينيا-شرق) وكولومبيا (ميسوري-وسط). واعطت هذه الولايات الثلاث اصواتها لجورج بوش عامي 2000و 2004ولكن اوباما يامل في الفوز بها الثلاثاء المقبل. وقال المرشح الديموقراطي لشبكة (اي بي سي نيوز) "عندما تغلق مكاتب الاقتراع مساء الثلاثاء لا اريد ان اقول لنفسي ان هناك شيئا لم افعله هنا او نقطة في برنامجي لم اشرحها هناك او يدا لم اصافحها في مكان ثالث". اما المرشح الجمهوري جون ماكين الذي ما زال يامل في تغيير المعادلة في اللحظة الاخيرة فقام بحملة الخميس في اوهايو (شمال) وهي الولاية التي حسمت الانتخابات الرئاسية في العام 2000.وقال ماكين لانصاره "هناك فارق يقدر ببضع نقاط ولكننا نقلله". وحاول ماكين اعادة الجدل الى مسائل الامن القومي مؤكدا ان خصمه لم يعط الاميركيين "اي سبب" يقنعهم بانه قادر على حماية اميركا من اعتداء ارهابي. واعتبر المعسكر الديموقراطي ان هذا الهجوم "يائس وغير نزيه". ونشرت الخميس ارقام جديدة حول معدل النمو ما سيعيد الحملة الانتخابية الى القضايا الاقتصادية. وسجل الاقتصاد الاميركي تراجعا في النمو بنسبة 0.3% خلال الربع الثالث من العام الجاري وهو اكبر تراجع يسجله منذ سبع سنوات. وحتى اذا كان هذا التراجع في اجمالي الناتج القومي اقل مما كان متوقعا فإنه يشكل نبأ سيئا للمعسكر الجمهوري الذي يتولى السلطة منذ ثماني سنوات. وانخفض حجم الانفاق الاستهلاكي بنسبة 3.1% في الربع الثالث من العام وهو اول انخفاض منذ العام 1991.وقال اوباما في بيان ان "هذه الارقام هي نتيجة مباشرة للسياسة الكارثية لادارة بوش التي جلعت مصالح وول ستريت في مرتبة اهم من مصالح المواطن الاميركي المتوسط وهي سياسة ايدها ماكين طوال السنوات الثماني الماضية ويريد مواصلتها خلال السنوات الاربع المقبلة". واتهم اوباما الادارة الاميركية بانها قادت الاقتصاد الاميركي "نحو الهاوية". وفي مقابلة مع شبكة (ان بي سي) مساء الخميس، قال اوباما ان الرئيس المقبل "سيرث على الارجح ركودا كبيرا". واكد فريق ماكين من جهته ان "اوباما يريد تسريع التراجع الاقتصادي" متهما المرشح الديموقراطي بانه يرغب في زيادة الضرائب و"اعادة توزيع الثروة". وتزامن نشر اخبار تراجع الاقتصاد الاميركي مع اعلان مجموعة اكسون موبيل النفطية تسجيل ارباح قياسية بلغت قرابة 15مليار دولار في الربع الثالث من العام الجاري. من جانب آخر وأمام تجمع لمؤيديه أصيب ماكين بحرج عندما لم يتلقى اجابة بعد مناداته لجو السباك واكتشف غيابه. وما لبث ان انتشرت اللقطة على الانترنت بمساعدة ديمقراطيين مبتهجين. وقال ماكين في التجمع "اعتقدت انك معنا اليوم يا جو" وبحث ماكين عنه دون حظ ثم تلاحق نفسه وقال "لا يهم كلكم جو، قفوا جميعاً". وتحول السباك جو ورزلباكر الى رمز لحملة المرشح الجمهوري التي تصارع للحاق بأوباما. وافادت استطلاعات عدة نشرت الخميس ان اوباما مازال متقدما. وحسب استطلاع (واشنطن بوست) و(اى بي سي نيوز) فان المرشح الديموقراطي يتفوق بفارق 8نقاط (52% مقابل 44%) ولكن المؤشر اليومي لمؤسسة زغبي يشير الى تقدمه بفارق 5نقاط فقط. وقالت شبكة "سي ان ان" ان اوباما يتقدم في عدة ولايات ستحسم الانتخابات من بينها بنسلفينيا (55% مقابل 43% ) وكارولينا الشمالية (52% مقابل 46%) ونيفادا (52% مقابل 45%) واوهايو (51% مقابل 45%). وحسب استطلاع للراي ستنشره صحيفة نيويورك تايمز الجمعة فان اوباما يتقدم على ماكين بفارق 12نقطة (52% مقابل 41%). وتؤكد الصحيفة ان معظم الناخبين حددوا خياراتهم ونسبة الناخبين المترددين انخفضت الى 5%. كما اظهر استطلاع آخر ان 59% من الناخبين الاميركيين يعتبرون ان ساره بايلن مرشحة الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس، ليست مؤهلة لشغل ذلك المنصب، مما يزيد الجدل حول تأثيرها على حملة المرشح الجمهوري جون ماكين. وبين الاستطلاع الذي نشرت نتائجه صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "سي بي اس" الاخبارية ان اراء 41% من المستطلعين في بايلن ليست جيدة مقارنة مع 36% اعربوا عن تأييدهم لها بينما قال 24% انهم لم يسمعوا عنها ما يكفي او انهم لم يقرروا بعد رأيهم فيها. وقال 59% انهم يعتبرون انها غير جاهزة لتصبح نائبة للرئيس فيما لم تتعد نسبة من قالوا انها جاهزة لذلك المنصب 35%. واثار اختيار المرشح الجمهوري جون ماكين لساره بايلن للتنافس على منصب نائب الرئيس جدلا حول ما اذا كان لاختيارها اثر سلبي ام ايجابي على حملته. وقد اثارت بايلن المحافظة اهتماما بالحملة الجمهورية الا ان البعض يعتبر كذلك انها جعلت العديد من المستقلين يبتعدون عن الجمهوريين. وقال 32% من المستطلعين ان بايلن اثرت على تصويتهم بينما قال 65% انها لم تؤثر. وحقق المرشح الديموقراطي لمنصب نائب الرئيس جو بايدن نسبة افضل. وقال 74% من الناخبين انهم يعتبرون ان بايدن الذي يشغل مقعدا في مجلس الشيوخ منذ 36عاما جاهز للقيام بهذه المهام، فيما قال 18% انه غير مستعد. وتأتي هذه النتائج في أعقاب الفيديو الذي بثه أوباما مساء الأربعاء على سبع شبكات تلفزيون رئيسية في الولاياتالمتحدة كإعلان لمدة 30دقيقة شرح فيه موقفه وفلسفته السياسية مزوداً بالصور التاريخية لعائلته وصورا من خلال حملته الانتخابية خصوصا اللقاءات مع الناس والعمال وهو يستمع الى مشاكلهم. وشاهد الدعاية أكثر من 33مليون شخص في امريكا.