دخل سباق الرئاسة الأميركية أسبوعه الأخير، واقتربت نتائج الاستطلاعات من الواقعية وتقلص الفارق بين المرشحين الديموقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين الذي حقق تقدماً طفيفاً في ولايات صوتت تقليدياً لحزبه ويراهن الديموقراطيون على خطف أصواتها. وأعادت نتائج الاستطلاعات طرح السؤال الأصعب أمام الديموقراطيين حول مدى استعداد الأميركيين وخصوصاً الشريحة التقليدية من الناخبين، للتصويت لمرشح أفريقي - أميركي في الرابع من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وأعطى استطلاع ل"رويترز - سي سبان - زغبي"أمس، تقدماً لأوباما بخمس نقاط على ماكين 49 في المئة في مقابل 44 في المئة، بعدما كان الفارق تجاوز العشرة في المئة الأسبوع الماضي. كما عكست استطلاعات"ستراتيجك فيجن" و"راسموسن"تحسناً في وضع ماكين في ولايات أوهايو وكارولينا الشمالية وفلوريدا حيث بات المرشح الديموقراطي يتقدم بنسب لا تتجاوز الثلاثة في المئة. الا أن أوباما حافظ على تقدمه في ولايات في الغرب كولورادو ونيفادا وفي الوسط أويوا وويسكونسن وفي بنسلفانيا شرق والتي سيحتاج اليها ماكين للفوز الأسبوع المقبل، نظراً الى العدد الكبير للأصوات الانتخابية فيها. ورأى مراقبون ان تقارب الاستطلاعات في الأسبوع الأخير من السباق هو من طبيعة الانتخابات الأميركية، في ظل الاستقطاب الحاد في المجتمع الأميركي بين المحافظين والليبراليين، وصعوبة التكهن بمواقف الناخبين المترددين حتى اللحظات الأخيرة. الا أن العامل الاستثنائي في هذه الحملة هو في كون أوباما أول مرشح افريقي - أميركي للرئاسة، ومدى تأقلم الناخب مع هذه الظاهرة وخصوصاً في الولايات التقليدية مثل أوهايو وبنسلفانيا والتي تحمل إرثاً عنصرياً في مناطقها الريفية، كما حذر نواب ديموقراطيون من بينهم جون مارتا. ويراهن أوباما على قدرات تنظيمية ومادية هائلة في هذه الولايات لتعويض الفارق عن"الصوت العنصري"والذي يقدر بنسبة سبعة في المئة على الصعيد الوطني بحسب استطلاع لأسوشييتد برس وبنسب أكبر في تلك الولايات. وتوجهت المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس سارة بايلن الى بنسلفانيا أمس، في وقت عكست استطلاعات الرأي تحولها الى عبء على ماكين، اذ اعترض 51 في المئة من الاميركيين على أدائها بحسب استطلاع لصحيفة"واشنطن بوست"وشبكة"أي بي سي". ورأى 58 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع أنها غير مؤهلة للمنصب. وتعكس النتيجتان تراجعاً حاداً عن التأييد الذي رافق اختيارها في أيلول سبتمبر الماضي، والذي قارب ال60 في المئة. وحاول اللوبي الجمهوري ضخ المزيد من التبرعات في الحملة في الأسبوع الأخير، في حين اعترضت اللجنة الحزبية للديموقراطيين على حصول ماكين على قرابة سبعة ملايين دولار من 6652 متبرعاً وهو مبلغ يتجاوز الحدود المسموح بها للتبرع. وأوردت اللجنة هذا الرقم في سياق شكوى قالت انها سترفعها اليوم الى اللجنة الانتخابية الفيديرالية. وجاء في الشكوى ان"تحليل المعلومات، يوضح ان حملة مكين تلقت 6653 مساهمة مالية تزيد كل واحدة منها بألف دولار على الأقل، عن الحد المسموح به في حملة الانتخابات التمهيدية وهو 2300 دولار لكل فرد".