كرّرت سوق الأسهم السعودية في تعاملات أمس السيناريو ذاته، الذي بدأت به في جلستي الاثنين والثلثاء الماضيين، المتمثل بهبوط حاد في الأسعار بضغوط من تدافع المتعاملين إلى البيع للابتعاد عن خسائر، قد تحدث في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الممتدة إلى كل الأسواق المالية بما فيها العربية. ودفع ذلك المؤشر العام للسوق السعودية إلى كسر حاجز ال 6 آلاف نقطة هبوطاً، وكان تخطاه صعوداً منذ تموز يوليو 2004 ليرفع خسارته عند هذا المستوى إلى 9 في المئة. وتراجعت الاسهم إلى مستويات متدنية مشجعة للشراء. وأدت زيادة الطلب عليها إلى حدوث ارتداد في الأسعار لتقلص خسائرها. ويسترد المؤشر 6 في المئة من خسارته مطلع الجلسة، التي أنهاها عند مستوى 6160.52 نقطة، في مقابل 6253.72 نقطة أول من أمس، بخسارة نسبتها 1.49 في المئة، لترتفع خسارة المؤشر في الجلسات الثلاث الأخيرة بعد العطلة إلى 1298 نقطة نسبتها 17.4 في المئة. فيما بلغت خسارة الأسهم في الجلسات الثلاث 65 بليون دولار نسبتها 17 في المئة. واستمر النزف بعنف في أسواق الأسهم الخليجية ايضاً، من دون بوادر على توقفه، متأثراً بأزمة الأسواق المالية العالمية، وفاق في بعضها معدلاته اليومية في الأسواق حيث مصدر للأزمة. وقدر حجم الخسائر المالية في أسواق دول مجلس التعاون الست بأكثر من 100 بليون ريال سعودي 27 بليون دولار، منها 39.5 بليون درهم 10.6 بليون دولار إماراتي في سوق الإمارات وحدها، ليصل إجمالي الخسائر في سوق الأسهم الإماراتية خلال أربعة أيام تلت عيد الفطر إلى 142 بليون درهم. واشتركت أسواق المنطقة في معظمها، بتسجيل حال من الذعر والهلع وعدم التقاط أنفاس، في الاندفاع نحو التخلص من الأسهم، ما تجلّى خلال انهيار معظم الأسواق الكبيرة في الدقائق الأولى من بدء عمليات التداول فيها، بنسبة تزيد على خمسة في المئة وتركت السوق السعودية المرتبة الأولى في ترتيب الخاسرين حتى الساعات الأخيرة من إقفال السوق ، إلى سوق الدوحة الذي احتل المرتبة الأولى مسجلاً 8.75 في المئة تراجعاً ثم دبي 8.43 فالسعودية، فمسقط 7.21، فأبو ظبي 6.5، وأخيراً سوق البحرين بنسبة 2.7 في المئة. وأقفل مؤشر سوق الكويت على تراجع 1.4 في المئة. ولوحظ أن أسواقاً خليجية تمكنت في الساعات الأخيرة من التداول من تقليص خسائرها، بعد إقدام المصارف المركزية العالمية على خفض مستوى الفائدة، في مقدمها السوق السعودية. وخسرت البورصة المصرية أكثر من 72 بليون جنيه مصري 13 بليون دولار خلال أيلول سبتمبر الماضي، وسجل مؤشرها امس تراجعاً بنسبة 11 في المئة.