حصدت هجمات، بينها اثنان انتحاريان، نحو 80 عراقياً بين قتيل وجريح قبيل تأديتهم صلاة عيد الفطر الذي صادف أمس الخميس أول أيامه لدى معظم الشيعة العراقيين. واعتبر سياسيون"مذبحة العيد"، التي توّجت موجة من العنف بدأت منتصف شهر رمضان المبارك، نتاج مجموعة ملفات متأزمة، بينها استمرار مأزق الاتفاق الامني بين بغدادوواشنطن، واستمرار الخلافات بين القوى السياسية، والجدل حول مصير عناصر"الصحوات"فضلاً عن الاسترخاء الأمني. وذكرت الشرطة العراقية أن"انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه لدى قيام الحرس بتفتيشه أثناء دخول المصلين إلى حسينية الرسول في منطقة بغداد الجديدة جنوب شرقي العاصمة، لأداء صلاة العيد، ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً واصابة 30 آخرين". وفي هجوم آخر فجّر انتحاري سيارة مفخخة أمام مدخل أحد المساجد في منطقة الزعفرانية جنوببغداد ما أدى الى مقتل ثمانية، بينهم أربعة جنود عراقيين، واصابة عشرة أشخاص آخرين. وفي بعقوبة، قتل ستة أشخاص وجرح ثلاثة عندما أطلق مسلحون النار على حافلة تقل عائلة كانت متوجهة لأداء صلاة العيد. وأوضح الناطق باسم خطة فرض القانون في بغداد اللواء قاسم موسوي ان منفذ الهجوم الأول في حي بغداد الجديدة"فتى صغير السن فجر نفسه على بعد 80 متراً من المسجد". واعتبر الناطق باسم الجيش الاميركي اللفتنانت كولونيل ستيفن ستوفر ان"الاستخدام المروع لفتى في هجوم انتحاري يبين الى أي مدى يتصف تنظيم القاعدة في العراق بالشيطانية"، ولفت الى ان قوات الامن العراقية التي أوقفت المهاجم الانتحاري خارج المسجد منعت وقوع"خسائر أكبر في الأرواح". وربط النائب المستقل في البرلمان العراقي وائل عبد اللطيف بين التوتر الامني الاخير والملفات الحساسة التي لم تحسم في البلاد، ومنها الاتفاق الامني مع الولاياتالمتحدة. وقال عبد اللطيف ل"الحياة"ان"ازمة الثقة بين أطراف الحكومة في قضية دمج عناصر مجالس الصحوات، وحال الاسترخاء الامني بالاضافة الى الخلافات المتواصلة حول الاتفاق الامني المعلق مع واشنطن من أبرز الأسباب لتصاعد وتيرة العنف مؤخراً". وكان خطيب الصحن الحسيني في كربلاء مرتضى القزويني طالب، خلال خطبة العيد امس، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعدم التوقيع على الاتفاق الامني مع الولاياتالمتحدة لتضمنه"بنودا تبيح لقوات الاحتلال الاميركي التجاوز على العراقيين ومقدساتهم من دون اي رادع قضائي". وحمّل النائب عن كتلة"الفضيلة"محمد اسماعيل الخزرجي الحكومة العراقية مسؤولية تصاعد العنف"لفشلها في انجاح مشروع المصالحة الوطنية". ودعا الحكومة الى"تبني مشروع مصالحة حقيقي يجمع كل الاطراف"، مؤكداً ان"التفجيرات الاخيرة تقف وراءها جهات تريد الضغط لتحقيق مكاسب سياسية". وكانت سلسلة تفجيرات تعرضت لها بغداد خلال النصف الثاني من شهر رمضان وايام العيد على رغم اعلان وزارة الدفاع الاميركية انخفاض معدلات العنف بنسبة 77 في المئة مع تحذيرها من ان الأمن في العراق"هش"ويمكن ان يتراجع على رغم التحسن الذي شهده في الفترة الاخيرة. على صعيد آخر، حكمت محكمة عسكرية اميركية في المانيا على الجندي الاميركي ستيفن ريبوردي بالسجن ثمانية اشهر لدوره في اغتيال اربعة معتقلين عراقيين العام الماضي، بعد اعترافه بأنه مذنب في التستر على الجريمة، نافياً ان يكون شارك مباشرة في عمليات الاغتيال. وجاء هذا الحكم على ريبوردي بعد اسبوعين من الحكم على عسكري اميركي آخر بالسجن سبعة اشهر في القضية ذاتها. ولم تقدم المحكمة العسكرية تفاصيل اخرى بشأن القضية. وبحسب وسائل اعلام اميركية فان اربعة معتقلين عراقيين قتلوا بالرصاص حين كانوا مغلولي الايدي ومعصوبي الاعين.