قتل 5 أشخاص، بينهم جنديان أميركيان، وأصيب أكثر من 24 بهجوم انتحاري بواسطة سيارة مفخخة استهدف دورية مشتركة للقوات الاميركية والعراقية في محافظة ديالى (شمال شرقي بغداد)، فيما ضاعفت الهجمات الاخيرة التي شهدتها المحافظة من مخاوف الاهالي في شأن عودة التردي الأمني خصوصاً بعد تفجير 3 سيارات مفخخة في غضون اسبوع واحد ما ادى الى مقتل واصابة العشرات. وتضاربت التصريحات الأمنية في شأن عدد ضحايا الهجوم الذي استهدف دورية مشتركة للقوات الأميركية والعراقية صباح امس في منطقة جلولاء في محافظة ديالى. وأكد بيان عسكري أميركي «مقتل جنديين أميركيين من قوة الشمال واصابة ستة آخرين بجروح عندما انفجرت سيارة يقودها انتحاري قرب دورية مشتركة» للجيشين العراقي والاميركي في منطقة جلولاء. واشار الى «نقل الجرحى الى مستشفيات عسكرية اميركية لتلقي العلاج». واضاف ان «احد عناصر الشرطة قتل كما لقي مدنيان مصرعهما في الهجوم إضافة الى اصابة 24 آخرين بجروح». وتبعد جلولاء مسافة 160 كلم شمال شرقي بغداد، ويسكنها خليط من العرب السنة والاكراد. وبذلك، يكون ما مجموعه 4405 جنود او عاملين مع الجيش الاميركي قتلوا في العراق منذ اجتياحه ربيع عام 2003. واوضح مسؤول امني ل «الحياة» أن انتحارياً يقود سيارة مفخخة هاجم دورية مشتركة للقوات الأميركية والعراقية في مدينة جلولاء ما أدى إلى مقتل 3 عراقيين، بينهم احد افراد الشرطة ، واصابة 22 عراقياً بينهم ضابط برتبة رائد واربعة من افراد الشرطة. وأشار المسؤول إلى أن «القوات الاميركية تعرضت إلى هجوم واطلاق نار كثيف من اسلحة خفيفة بعد الهجوم الانتحاري» واضاف أن «الهجومين اسفرا عن مقتل جنديين أميركيين واصابة اثنين آخرين بجروح والحاق اضرار مادية بآليات الدورية» إضافة الى سيارات مدنية ومحال تجارية. وكانت مصادر أخرى أعلنت مقتل 6 جنود أميركيين في الهجوم من دون أي تأكيد أميركي. وكانت عبوة ناسفة انفجرت الخميس مستهدفة رتلاً من القوات المشتركة العراقية والأميركية قرب ناحية السعدية، فيما تعرضت دورية للجيش الأميركي لهجوم بعبوة اخرى شرق قضاء الخالص، فيما فجّر انتحاري يقود دراجة نارية نفسه بدورية اميركية في قضاء المقدادية الاربعاء الماضي ما أسفر عن مقتل مدنيين. ويخشى غالبية سكان بعقوبة من عودة التردي الأمني الى المدينة في وقت تم العثور فيه على جثة معلم قرب قضاء خانقين. وتشير المعلومات الامنية الى ان عدد ضحايا العنف بلغ 254 قتيلا وأكثر من 600 جريح بينهم 19 منتسباً للاجهزة الامنية منذ بداية العام. وتعتبر محافظة ديالى حالياً ابرز معاقل التنظيمات المسلحة الموالية لتنظيم «القاعدة» في البلاد. من جهته نفى الناطق باسم قيادة شرطة ديالى الرائد غالب عطية الكرخي ل «الحياة» ان يكون تصاعد الهجمات في المحافظة ناجم عن الازمة الاخيرة بين القيادات الامنية وقوات الصحوة، فيما حذر القيادي البارز في «الصحوة» ابو عزام التميمي من ان «الوضع الامني سيشهد المزيد من الهجمات» محملا الاجهزة الامنية «مسؤولية انفلات الاوضاع الامنية في المحافظة». ولفت الى ان قرار سحب تراخيص السلاح من عناصر الصحوات صب كلياً في مصلحة التنظيمات المتشددة. وأبرز تصاعد العنف على مدى الشهرين الماضيين، بعد الانتخابات البرلمانية غير الحاسمة التي جرت في اذار (مارس) الماضي، هشاشة التحسن في الاوضاع الامنية في البلاد. وعلى رغم التراجع الكبير في مستوى العنف منذ بلغ الاقتتال الطائفي ذروته في عامي 2006 و2007 إلا ان التفجيرات وأعمال القتل ما زالت شائعة. وانسحبت القوات الاميركية من المدن العراقية صيف العام الماضي وتعمل على انهاء العمليات القتالية رسمياً بحلول أول أيلول (سبتمبر) المقبل وخفض عدد الجنود الاميركيين من حوالي 90 ألفاً الى 50 ألفاً.