قتل خمسة جنود أميركيين وسط العراق أمس في أكثر الهجمات دموية ضدها، منذ أكثر من عامين، فيما قتل 20 عراقياً بينهم تسعة عسكريين وأربعة من أسرة واحدة في هجمات متفرقة. وأعلنت القوات الأميركية أن «خمسة جنود قتلوا في وسط العراق»، من دون تفاصيل أخرى. لكن مصدراً في وزارة الداخلية العراقية قال إن «خمسة صواريخ سقطت في قاعدة مشتركة للقوات العراقية والأميركية في منطقة البلديات، شرق بغداد حوالى السادسة صباح اليوم» (أمس). وأضاف أن «مسلحين قتلا عندما انفجرت قاعدة الصواريخ المثبتة في شاحنتهما أثناء عملية الإطلاق». وتصاعدت أعمدة الدخان من القاعدة العسكرية التي تضم أيضاً مقر الفرقة الأولى للشرطة الوطنية العراقية. وحصيلة القتلى الأميركيين اليوم هي الأعلى خلال يوم واحد منذ أكثر من عامين حين قتل خمسة جنود أيضاً في 11 أيار (مايو) 2009. وفي 22 أيار الماضي قتل جنديان في هجوم على دورية في بغداد. وباحتساب الجنود الذي قتلوا أمس يرتفع عدد الجنود والعاملين مع الجيش الأميركي الذين سقطوا في العراق منذ اجتياحه ربيع عام 2003 الى 4459 قتيلاً. في موازاة ذلك، شهدت العاصمة العراقية ومدينتا تكريت والرمادي (100 هجوم شنها مسلحون قتل خلالها 20 عراقياً وأصيب نحو 34. وقال مصدر أمني في صلاح الدين إن «انتحارياً يستقل سيارة مفخخة فجر نفسه في البوابة الرئيسية لمجمع القصور الرئاسية في تكريت». وأعلن ضابط في الجيش العراقي برتبة نقيب أن «12 شخصاً بينهم تسعة عسكريين قتلوا في الهجوم» الذي وقع قرابة الساعة التاسعة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي، فيما أصيب 20 . وأكد مصدر في قوى الأمن الوطني أن «بين القتلى العقيد الركن نوري صباح المشهداني آمر فوج استخبارات الفرقة الرابعة الى جانب اثنين من ضباطه وآخرين». وقال المصدر إن «هجوم اليوم (أمس) وقع بعد وقت قليل من تسلم الجيش المهام الأمنية قرب القصور الرئاسية بدل عناصر الشرطة على خلفية هجومي الجمعة». وجاء الحادث في تكريت بعد ثلاثة أيام من مقتل 24 شخصاً وإصابة 75 في تفجير استهدف مصلين في وسط المدينة تبعه هجوم انتحاري داخل المستشفى العام استهدف أقرباء جرحى التفجير الأول. وكانت مجموعة مسلحة هاجمت في 29 آذار (مارس) الماضي مقر المحافظة في تكريت واعتصمت فيه لبعض الوقت قبل أن يتم القضاء عليها، ما أدى الى مقتل 58 شخصاً. ووقعت أحداث الجمعة بعد يوم من مقتل عشرة عراقيين وإصابة أكثر من 15 بينهم عناصر في الشرطة والجيش في أربعة انفجارات بينها ثلاثة هجمات انتحارية هزت مدينة الرمادي. وتجددت أعمال العنف في الرمادي أمس حيث فجر مسلحون مجهولون منزل مدير مركز الشرطة شرق المدينة المقدم جمعة عبد الرحمن أسود، ما أدى الى مقتل أربعة من أسرته وإصابة اثنين آخرين. والقتلى الأربعة هم «والدة أسود وعمه وشقيقه وزوجة شقيقه، أما الجريحان فهما طفله وابنة شقيقه». في بغداد، قتل صباح أمس جندي عراقي وعنصران من قوات «الصحوة»، فيما أصيب شخصان في هجومين منفصلين بأسلحة مزودة كواتم للصوت في الأعظمية شمال المدينة. وقتل شخص وأصيب عشرة آخرون بانفجار سيارة مفخخة في شارع فلسطين. وتأتي هذه الحوادث قبل أشهر قليلة من انسحاب القوات الأميركية من البلاد في نهاية العام الحالي، وفقاً لاتفاق بين بغداد وواشنطن. ويستعد للبحث في إمكان طلب تمديد فترة بقاء الجنود الأميركيين. وعلى رغم مرور ثماني سنوات على سقوط نظام الرئيس صدام حسين بعد غزو القوات الأميركية للعراق، ما زالت البلاد تشهد أعمال عنف يومية من تفجيرات وهجمات انتحارية وعمليات اغتيال. وأفادت حصيلة أعلنتها وزارات الدفاع والداخلية والصحة الأسبوع الماضي أن 177 شخصاً قتلوا بينهم 102 من المدنيين وأصيب 266 بينهم 115 مدنياً خلال أيار الماضي.