علمت "الحياة" أن حسابات مصرفية تابعة لسعوديين ومقيمين في السعودية، تعرضت للقرصنة من عصابات مصرفية في دول عربية أبرزها الإمارات وسورية في الشهرين الماضيين. فيما كشف مصرف سعودي كبير لموظفيه أمس، عن"حالات احتيال تعرضت لها حسابات الزبائن من الإمارات"، ونتيجة لذلك قرر المصرف إلغاء أكثر من 14 ألف بطاقة صراف لزبائنه واستخراج أخرى جديدة. وطلب من زبائنه عبر رسائل بواسطة الهاتف الخليوي، التوجه إلى أقرب جهاز صراف آلي وتغيير أرقامهم السرية"فوراً". وأثار هذا الإجراء ذعراً بين آلاف المواطنين الذي خافوا على حساباتهم خصوصاً رجال الأعمال. وطالبت إدارة المصرف الموظفين أمس، ب"عدم تحصيل رسوم الصرافة من الزبائن المزمع وقف بطاقاتهم، نظراً إلى وجود أخطار من تكرار حالات الاحتيال". وأفادت مصادر أن مؤسسة النقد العربي السعودي، طلبت من المصارف السعودية الحذر من عمليات قرصنة إلكترونية تستهدف حسابات سعوديين تنفذ من خارج المملكة. وأوضح المواطن سلمان الحمود ل"الحياة"، أن حسابه المصرفي تعرض للقرصنة، وسُحب رصيده بالكامل، لافتاً إلى أن"بعد استخراج كشف حساب، تبين سحب المبلغ من رصيده من طريق صراف آلي في سورية". فيما اشتكى مواطن آخر من فقدان راتبه الشهري بالكامل 9 آلاف ريال، وبعدما استخرج كشف حساب، اتضح له أن المبلغ سُحب من طريق دبي. وأوضح موظفون مصرفيون، أن زبائن كثراً من أربعة مصارف تضرروا من هذا الأمر، وأوضحوا أن هذه الظاهرة"بدأت قبل أكثر من شهرين، وهي في تزايد". ورجحوا أن يكون السبب الرئيس استخدام الصرافات الآلية في هذه الدول لسحب المبالغ من الأرصدة في المصارف السعودية. ولفتوا إلى أن آلاف المودعين في المصارف الإماراتية"تضرروا من هذه القرصنة، التي لم يعلن مصدرها بعد، أو العصابات التي تقف خلفها"، وقدّروا تخطي المبالغ عشرات ملايين الريالات. وكانت حال مماثلة من الذعر، أصابت قطاع المصارف الإماراتي في أيلول سبتمبر الماضي، بعد أنباء عن تعرض مصارف لسطو إلكتروني أدى إلى سحب أموال من أرصدة زبائن، ما دفع البنوك إلى اتخاذ إجراءات أمنية والطلب من الزبائن تغيير الأرقام السرية لبطاقات الائتمان والدين، بعد استخدام محتالين بطاقات مزورة لسحب أموال من حسابات. وذكروا أن مصرف"لويدز تي أس بي"، أعلن في بيان في حينه، أنه"حضّ جميع الزبائن على ضرورة تغيير الأرقام السرية لبطاقاتهم، بعد ازدياد عمليات الاحتيال ببطاقات الائتمان على مستوى البلاد، وفي إطار خطة منسقة مع مصارف أخرى في الإمارات". وأصدرت مصارف"لويدز تي أس بي"وإتش أس بي سي"، و"سيتي بنك"، وأبو ظبي الوطني، ودبي، بيانات حذرت فيها زبائنها من هذا الخطر، بعد موجة من الاحتيال لسحب الأموال سواء في الإمارات أو خارجها". ولفت مصرفيون إلى أن الفارق بين المصارف السعودية والإماراتية، أن الإماراتية، وعدت بسداد المبالغ المسحوبة للزبائن الذين خسروا أموالهم، كما لجأ بعضها إلى وقف التعاملات في بعض الأماكن في الخارج للحد من المشكلة، لكن المصارف السعودية لم تعد أحداً من زبائنها المتضررين بإرجاع المبالغ المسحوبة، وطالبتهم برفع شكاوى إلى مؤسسة النقد العربي السعودي. وأكدوا أن الخلل تتحمله المصارف، ولا علاقة للزبائن فيه. وأعلنوا أن المصارف في الإمارات، طرحت بعد هذه الحادثة إجراءات أمنية جديدة، للحد من القرصنة التي تعرض لها عدد من حسابات الزبائن.