أكد طلعت حافظ الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية في المصارف السعودية عدم تأثر المصارف السعودية بأكبر عملية سطو إلكتروني في العالم تمت عبر اختراق ماكينات الصراف الآلي في 27 دولة في أنحاء العالم، من بينها صرافات في دولتين عربيتين هما الإمارات ومصر. وقال حافظ بحسب صحيفة الاقتصادية في عددها الصادر اليوم السبت : إن المصارف السعودية وعملاءها لم يتأثروا بعملية السطو، مؤكدا تطبيق السعودية معايير دولية صارمة في مجال أمن المعلومات، تعزز قدرتها على صد أي عمليات اختراقات إلكترونية داخلية أو خارجية. جاءت تصريحات المسؤول المصرفي السعودي عقب الإعلان أمس في نيويورك عن اتهام ثمانية أشخاص بانتمائهم إلى عصابة عالمية تنشط في مجال الجرائم الإلكترونية، تردد أنها سرقت مبالغ تصل إلى 45 مليون دولار، عبر اختراق حسابات بطاقات السحب الآلي، وسحب نقود من ماكينات الصراف في 27 دولة في أنحاء العالم. واتُّهم أفراد العصابة الثمانية، الذين قتل أحدهم في جمهورية الدومينيكان قبل أسبوعين، بسرقة ما يصل إلى 2.8 مليون دولار في غضون ساعات في مدينة نيويورك، وفقا لما نقلته ''الألمانية'' عن مصادر قضائية. وذُكر أن خلية نيويورك جزء من عصابة عالمية، اخترقت حسابات مصرفية مسبقة الدفع في جميع أنحاء العالم لإزالة القيود على السحب النقدي، واستخدمت ماكينات الصراف الآلي في 27 دولة، لسحب ما يصل إلى 40 مليون دولار في غضون 10 ساعات، في أواخر شباط (فبراير) الماضي. وذكرت وسائل إعلام أن هجومين منفصلين وقعا، أحدهما في كانون الأول (ديسمبر) تم الحصول فيه على خمسة ملايين دولار في أنحاء متفرقة من العالم، وآخر في شباط (فبراير) جرى خلاله سرقة نحو 40 مليون دولار في 10 ساعات، عبر 36 ألف عملية سحب. وتضمنت لائحة الاتهام التي وزعها الادعاء الأمريكي أن الجناة تمكنوا في الهجوم الأول من اختراق جهاز لقراءة بطاقات الائتمان، استُخدمت فيه بطاقات صرف آلي تابعة لشركة ماستركارد، وصادرة عن مصرف خليجي. أما في الهجوم الثاني، فتمكنت العصابة من اختراق نظام جهاز قراءة البطاقات الائتمانية في الولاياتالمتحدة، وسرقوا منه أرقام حسابات تخص بطاقات ''ماستر كارد'' أيضا، وصادرة عن مصرف خليجي آخر تكبد خسائر بلغت 40 مليون دولار. وتحدث مصرفيون أمس أن المتسللين استهدفوا بيانات بطاقات ائتمانية في بنك مسقط في سلطنة عمان وبنك رأس الخيمة الإماراتي. وفي تعليقه على الحادثة قال بنك رأس الخيمة الوطني أمس، إن عملاءه لم يخسروا أي أموال في عملية الاحتيال الإلكتروني. وقال جراهام هانيبيل الرئيس التنفيذي للبنك في بيان "ما فهمناه هو أن عملية الاحتيال شملت عددا من البنوك، ليست في الشرق الأوسط فقط، بل في الولاياتالمتحدة ودول أخرى". وقال هانيبيل إن الحادث الذي يخص بنك رأس الخيمة الوطني يتعلق بما حدث في كانون الأول (ديسمبر) 2012 لشركة في الهند تقدم خدمات للبنك. وقدر هانيبيل الخسائر المحتملة للبنك بنحو 17.4 مليون درهم (4.74 مليون دولار). وتمت عمليات السرقة بتوزيع أرقام الحسابات والبطاقات على أعضاء العصابة المالية وفقا للدول التي ينشطون فيها، حيث نفذوا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي أكثر من 4500 هجوم إلكتروني، وسحبوا خمسة ملايين دولار في 20 بلدا، منها 400 ألف دولار سحبها أعضاء خلية نيويورك. كما نفذ القراصنة في شباط (فبراير) الماضي أكثر من 36 ألف غارة على ماكينات الصرف الآلي في 26 بلدا، وسحبوا 40 مليونا من الدولارات في أقل من 10 ساعات، منها مليونان و400 ألف دولار في نيويورك. وتمت عملية السرقة عبر ماكينات الصراف الآلي لدول بينها اليابان، وروسيا، وفرنسا، وإسبانيا، وهولندا، وإيطاليا، ورومانيا، وجنوب إفريقيا، ومصر، والإمارات، وألمانيا، وكولومبيا، وبريطانيا، وسريلانكا، وماليزيا، وباكستان، وأوكرانيا، وكندا، ولاتفيا، والمكسيك، والولاياتالمتحدة. وقال ممثلو ادعاء أمريكيون: إن هيئات تنفيذ قانون من أكثر من 12 دولة تشارك في التحقيق. وقالت وقالت لوريتا لينش، النائب العام عن الضاحية الشرقية في نيويورك: إن المتهمين والمتآمرين معهم شاركوا في عملية احتيال مصرفي ضخمة امتدت من الإنترنت إلى مختلف أنحاء العالم. وأضافت أنه بدلا من استخدام الأسلحة والأقنعة، استخدمت منظمة الجريمة الإلكترونية أجهزة الكمبيوتر المحمول والإنترنت. وفي هذا الإطار يؤكد طلعت حافظ الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية في المصارف السعودية عملت على وضع ما وصفه ب'' حائط صد '' ضد الجرائم الإلكترونية، مشيرا إلى أن هذه المصارف تطبق ما يسمى بنظام الشرائح الذكية في بطاقات الدفع المصرفية سواء بطاقات الصراف الآلي العادية أو البطاقات الائتمانية والتي تصعب على القراصنة اختراقها لتمتعها بدرجة عالية من التشفير. وتابع حافظ ''المصارف المحلية تطبق المعيار الثنائي الذي يضفي مزيدا من الأمان عند استخدام العملاء بطاقاتهم المصرفية، حيث يسمح نظام Internet banking للعميل قبل تنفيذ العملية بتأكيد تمرير العملية''. ولفت إلى أن المصارف السعودية كافة متطابقة مع المعيار الدولي لحماية أمن المعلومات لبطاقات الدفع الصادر عن مجلس عالمي متخصص في هذا المجال.