كيف يمكن ان تثق بأن الرصيد الذي تُظهره الأرقام الواردة في جداول منشورة الكترونياًً في بيانات على موقعك المصرفي في شبكة الإنترنت صحيحة؟ الجواب ان من الأفضل مراجعة المصرف مباشرة ودورياًًً للتأكد من الرصيد والاطلاع على «حركة حسابك»، وما اذا كانت عمليات غير مشروعة جرت من دون علمك! الشركة الأميركية – البريطانية «أم 86 سيكوريتيز» قالت امس ان الآلاف من الزبائن الذين يستخدمون حساباتهم للدفع والتحويل الكترونياً كانوا ضحية عصابات الجريمة التي غزت الشبكة العنكبوتية، وتم سحب ارصدة بعض «طيبي القلوب» الواثقين من امن الشبكة العنكبوتية والعمليات التي يجرونها. وذكرت الشركة، التي لها مكاتب في كاليفورنيا ولندن، ان فرعاً للجريمة المنظمة يتخذ موقعه في احدى دول شرق اوروبا اطلق عبر الشبكة «الفيروس الذكي» الذي يدخل الى حسابات مصرفية معينة ويدقق في الرصيد ويحول مبالغ منه الى سلسلة حسابات معقدة ليضيع اثرها ومن ثم يرسل الى صاحب الحساب «رسالة ضمان» تؤكد ان الرصيد عند مستواه. وأطلقت الشركة اسم «زيوس في 3» على الفيروس المصرفي الذكي الجديد وقالت «ان زيوس استخدم قبل ثلاث سنوات وتم تطويره ليستطيع التقاط، ليس فقط كلمة الدخول السرية، بل مختلف المعلومات الخاصة بالحساب المصرفي». وأشارت الى ان مختلف البرامج الخاصة بمحاربة القرصنة كما ان برامج امن الشبكة المختلفة لا تستطيع اكتشافه او وقف غاراته. وقال نائب رئيس شركة «أم 86 سيكوريتيز» برادلي انستيز في شرحه للظاهرة «ان زيوس في 3 واحد من موجة فيروسات جديدة يتم تطويرها دورياً تقتحم اسرار المستهلك وبريده الإلكتروني فور الاتصال الإلكتروني مع مواقع مؤمنة في العادة». ومع ان الناطقين باسم مصارف بريطانية رئيسية قالوا امس «ان مواقعهم المصرفية محمية» الا ان الناطق باسم «اتش اس بي سي»، اكبر مصرف بريطاني، حض عملاءه في بريطانيا والشرق الأوسط «على اتخاذ الحيطة والحذر واتباع الإجراءات الكفيلة التي ينصح بها المصرف، الخاصة بحماية امن حساباتهم». لكنه طمأن الزبائن الى «اننا ملتزمون تعويض من يثبت انه ضحية سحب الأموال بطريقة غير مشروعة». وحذر خبراء المعلوماتية من ان الفيروسات لم تعد موجودة فقط في المواقع الإباحية والخاصة بالمقامرة، بل انتقلت عدواها الى مواقع محركات البحث وحتى الى مواقع «فايسبوك» و»تويتر» و»نيويورك تايمز» وغيرها على رغم محاولات الحماية وتجديد برامج محاربة الفيروسات. وقالت «أم 86 سيكوريتيز» ان الفيروس الجديد يدخل الى الكومبيوتر الشخصي عبر «نقطة ضعف» في «مايكروسوفت اكسبلورر» او «آدوب ريدر» عند الاتصال بمواقع مشروعة. ومن ثم يختبئ او ينام حتى يستيقظ لاحقاً فور الاتصال بموقع مصرفي او دخول حساب المصرف. ومن خصائص الفيروس الذكي انه لا «يسرق اموال الفقراء» ولا يمكن ان يبدأ نشاطه الا اذا كان في الحساب المصرفي اكثر من 1500 دولار تقريباً. وكانت المصارف البريطانية عانت العام الماضي من عمليات احتيال عبر الشبكة وصلت قيمتها الى نحو60 مليون استرليني.