استنكرت الحكومة العراقية، امس، الغارة الاميركية على سورية لكنها جددت في الوقت نفسه مطالبتها بإيقاف عمل المنظمات التي تنشط من الاراضي السورية منطلقا. وأكد علي الدباغ، الناطق باسم الحكومة العراقية، في اول شجب عراقي رسمي للغارة:"رفض قيام الطائرات الاميركية بضرب مواقع داخل الاراضي السورية باعتبار ذلك جزءا من سياسة الحكومة والدستور الدائم الذي لا يسمح بأن تكون اراضي العراق مقرا او ممرا للاعتداء على دول الجوار". وقال الدباغ إن"الحكومة بدأت بالتحقيق في الحادث داعية القوات الاميركية الى عدم تكرار مثل هذه الاعمال". واضاف ان الحكومة"تجدد مطالبتها بإيقاف عمل المنظمات التي تتخذ من الاراضي السورية منطلقا او ممرا لتدريب وتسليح الارهابيين الذين يستهدفون العراق وشعبه"، داعيا"الحكومة السورية الى مزيد من التعاون والتنسيق لمصلحة البلدين". واصدر مجلس النواب العراقي بيانا يؤكد"قلقه"حيال الهجوم"المؤسف"داعيا في بيان"الحكومة الى اطلاعه واطلاع الجانب السوري على نتائج التحقيق". وربما يكون شجب الحكومة العراقية للغارة مهما من الناحية السياسية في وقت تحاول فيه بغداد وواشنطن انقاذ اتفاق متعثر للسماح للقوات الاميركية بالبقاء في العراق لمدة ثلاث سنوات. ويقول زعماء شيعة عراقيون إن أحد العناصر التي تثير قلقهم هو أن الاتفاق لا يمنع القوات الاميركية من استخدام العراق كقاعدة لشن هجمات على جيرانه. وتواصلت الادانات للغارة الاميركية على سورية، فأعربت القاهرة عن قلقها من التداعيات المحتملة للغارة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي إن مصر تعتبر تلك العملية"خرقاً جسيماً لسيادة سورية على أراضيها"، معرباً عن الأسف لوقوع ضحايا مدنيين من جراء تلك العملية، وقدم التعازي لسورية وأسر الضحايا. وأضاف زكي أن بلاده تطالب جميع الأطراف بالامتناع عن أية أعمال أو إجراءات او تحركات من شأنها زعزعة الاستقرار في الإقليم أو أي دولة، والالتزام بمبادئ حسن الجوار خصوصا في ظل الظروف المتوترة التي تشهدها المنطقة. وفي بكين، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية يانغ يو للصحافيين:"إننا نعارض اي عمل يلحق الضرر بسيادة ووحدة اراضي دول اخرى". واضافت:"على الاطراف المعنية معالجة المسألة حفاظا على السلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط".