سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غارة جوية أميركية تقتل 16 مدنياً قرب سامراء ... واردوغان يفكر في عقوبات تجارية ضد العراق . بغداد تعلن إجراءات وتعاوناً مع أنقرة وواشنطن تنتقد حكومة إقليم كردستان
وعد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي تركيا امس باغلاق مكاتب منظمة "حزب العمال الكردستاني" ومنعها من العمل في بلاده، بعدما وصفها بانها"منظمة ارهابية سيئة"، لكنه لم يُشر الى كيفية تنفيذ المنع والوسائل الذي سيُطبق بها قراره. واشار الى تعاون مع الجانب التركي واجراءات في مواجهة"الارهاب السيء". وسقط ما يصل الى 16 عراقياً بينهم ست نساء وثلاثة أطفال في غارة جوية اميركية قرب سامراء. وقال المالكي، خلال استقباله في بغداد وزير الخارجية التركي علي باباجان ان"حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية سيئة واتخذنا قراراً بغلق مكاتبه وعدم السماح له بالعمل على الاراضي العراقية"، واكد"سنعمل على كل ما يحد من نشاطاته الارهابية التي تهدد العراق كما تهدد تركيا". راجع ص 2 و3 و4 واكد بيان عن المكتب الاعلامي للماكي ان"رئيس الوزراء اكد حرص الحكومة العراقية على اقامة افضل العلاقات مع الجارة تركيا وفق رؤية وطنية دستورية تستند الى مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم السماح للمنظمات الارهابية بإتخاذ الاراضي العراقية منطلقاً للاضرار بعلاقاتنا مع دول الجوار والمصالح المشتركة التي تربطنا معها"، مؤكداً"استنفاد الوسائل السياسية والحوارات واللقاءات وعمل اللجنة الثنائية المشتركة واللجنة الثلاثية التي تضم الجانب الاميركي، وعدم اعتماد العمل العسكري باعتباره الخيار الوحيد". واعرب وزير الخارجية التركي عن دعم الحكومة العراقية واحترام بلاده لوحدة واستقرار وسيادة التراب العراقي والرغبة في التعاون بهدف"صد خطر الارهاب الذي يتعرض له الشعبان العراقي والتركي"آملاً"انهاء وجود حزب العمال الكردستاني على الاراضي العراقية وحل هذه الازمة عبر التعاون بين البلدين". في المقابل أعربت الولاياتالمتحدة امس عن استيائها ازاء امتناع الحكومة الاقليمية الكردية في شمال العراق عن"ضبط المتمردين الاكراد، الذين شنوا هجمات داخل تركيا ما أسفر عن مقتل عشرات الجنود". وقال ديفيد ساترفيلد المنسق الاميركي لشؤون العراق ومستشار وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ان بيانات الادانة التي أصدرتها الحكومة الاقليمية الكردية ضد متمردي"الكردستاني"كانت"جيدة لكنها ليست كافية... هناك حاجة لتحرك، وقد مر وقت طويل دونما تحرك ملموس ضد هذه الجماعة الارهابية... هذا ليس شيئا تجهله القيادة الكردية من وجهة نظرنا.. نحن غير سعداء بعدم التحرك ضد حزب العمال الكردستاني". لكنه اضاف:"نحن لا نعتقد بان عملية عبر الحدود ستخدم مصلحة أي طرف... الكردي أو العراقي أو التركي". وفي لندن، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان بلاده تفكر في فرض عقوبات اقتصادية على العراق بسبب ايواء المتمردين الاكراد. واوضح، امام رجال اعمال بريطانيين في احد فنادق لندن التي زارها امس، ان العقوبات يمكن ان تاخذ شكل قيود على صادرات المنتجات الحيوية التي تصدرها تركيا الى جارتها الجنوبية. وقال اردوغان:"يجب على العراق ان يتعاون في مكافحة الارهاب"، مؤكدا انه"يساء استغلال نيات تركيا الحسنة". وتحدث عن"المساهمات المهمة"التي قدمتها تركيا بامداد العراق بالكهرباء والماء والغذاء والادوات المنزلية والاجهزة الالكترونية. في الجانب الداخلي العراقي، قال الجيش الاميركي انه قتل 11 شخصاً في هجوم بطائرة هليكوبتر على مجموعة من الرجال شوهدوا وهم يزرعون قنبلة على الطريق في منطقة شمال بغداد امس. لكن الشرطة وبعض السكان قالوا ان القتلى مزارعون ونساء وأطفال. وقالت الميجر بيجي كاجيليري الناطقة باسم الجيش الاميركي في شمال العراق ان طائرة هليكوبتر هجومية رصدت خمسة رجال يزرعون قنبلة على الطريق، قرب مدينة سامراء على بعد 100 كيلومتر شمال بغداد. وأضافت أن الهليكوبتر"اشتبكت"مع الرجال وواصلت اطلاق النار بعدما التجأوا الى منزل قريب. لكن الشرطة وسكان في قرية دجلة قالوا ان مجموعة الرجال الذين هاجمتهم الهليكوبتر كانوا ثلاثة مزارعين خرجوا من منازلهم فجرا لري حقولهم. وقال عبد الرحمن اياده أحد اقارب الضحايا ان رجلين قتلا في اول ضربة وركض الناجي عائدا الى منزله حيث تجمع سكان آخرون. وأضاف أن الضربة الجوية الثانية دمرت المنزل تماما مما اسفر عن مقتل 14 شخصا، بينهم ستة افراد من عائلة ابراهيم جاسم وخمسة من عائلة أخرى. وقال النقيب عبد الله العيسوي أن حصيلة القتلى هي 16 شخصا، هم سبعة رجال وست نساء وثلاثة أطفال. وأقر الجيش الاميركي بأن بين القتلى خمس نساء وطفل، لكنه القى باللائمة على المسلحين لاستخدامهم منزل المدنيين ملاذاً من هجوم القوات الاميركية. واضاف ان عضواً معروفا من خلية لزرع القنابل قتل ايضا. وهذه الغارة الجوية هي الثالثة التي تسفر عن قتلى في صفوف المدنيين خلال اسبوعين. وتأتي في الوقت الذي يخضع فيه اعتماد الجيش الاميركي على القوات الجوية لاستهداف المسلحين لتدقيق متزايد من جانب الحكومة العراقية وبعثة الاممالمتحدة في العراق. واعرب مسؤولون في الاممالمتحدة عن قلقهم من عدد المدنيين الذين يقتلون في غارات جوية، وقالوا انه يجب توخي المزيد من الحذر في العمليات العسكرية لحمايتهم.