تخوّف وزير الزراعة العراقي علي البهادلي، من أن يهدّد انحباس الأمطار أو تأخر هطولها الأراضي الزراعية بالجفاف ويزيد معاناة المزارعين إضافةً إلى إحداث صعوبات مهنية وأمنية. وصرح لوكالة"فرانس برس"إن الأمطار التي تبدأ بالهطول عادة في تشرين الأول أكتوبر, لم تروِ الأرض هذا العام وبدأت الحبوب التي بذرت في الشتاء الماضي تتعرض للتعفن أو تأكلها الطيور. وتابع:"إذا هطل المطر في الأسابيع المقبلة ستنبت المزروعات متأخرةً, وعلينا أن نزوّد المزارعين بالبذور لتعويض ما فاتهم". وحصر الوزير المشكلة الرئيسة في محافظة نينوى شمال العراق حيث تنتظر حقول حنطة مساحتها 450 ألف هكتار هطول المطر. وتوقّع أن ينخفض"إنتاج المحاصيل ويكون لشح الأمطار اثر سيئ جداً على كمياتها وعلى الماشية لأننا نعاني أيضاً من نقص في الأعلاف ويجب أن نجد مصدراً بديلاً"، وسيلحق احتباس الأمطار ضرراً بالسدود والآبار". وأضاف إن أحوال مزارعي المنطقة الوسطى والجنوبية الذين يعتمدون على الري من دجلة والفرات لن تتضرر، طالما أن السدود تحتوي على كمياتٍ من المياه تكفي لشهر آخر. وعرض وزير الزراعة العراقي لجملة مشكلاتٍ زراعية تفاقمت بعد الغزو الأميركي للبلاد في 2003،"فالأوضاع الآن افضل مما كانت, لكن تبقى مشكلات عدة تتعلق بالزراعة, مثل نقص الكهرباء والطرق الرديئة والأوضاع الأمنية المتردية". وأشار إلى أن"معظم أراضي وسط البلاد وجنوبها مالحة, ولا يمكن استخدام أسمدة فيها, ما يحرم البلاد كفايتها من إنتاج زراعي". والى أن القطاع الزراعي يحتاج"إلى معدات وأصناف نباتية افضل. وعلى رغم التحسن التدريجي في الوضع الأمني يجب ضمان أمن الطرقات لإيصال المحاصيل الزراعية من قبل الفلاحين إلى الأسواق". وتمثل التمور المنتج الزراعي الوحيد الذي يصدره العراق, لكن البهادلي أشار إلى"تعرضها إلى أضرار جراء العمليات العسكرية وأعمال العنف الطائفي". ويعاني"مزارعو التمور مشاكل كثيرة فهناك ملايين الأشجار في حاجة إلى عمليات تلقيح, والإنتاج منخفض والنخيل بات عاجزاً عن العطاء". وستطلب"إعادة صناعة التمور إلى عهدها السابق, جهوداً كبيرة". وشدد البهادلي على أهمية"اعتماد أراض زراعية جديدة وأساليب حديثة لزيادة الإنتاج، فالعراق لا يحصل على ما يكفي من الإنتاج الزراعي على رغم أن أراضيه هي الأكثر خصوبة في الشرق الأوسط".