تعد الزراعة والرعي وتربية المواشي بمنطقة جازان من أهم مصادر المعيشة التي يعتمد عليها ما يقارب 30% من سكان المنطقة، وما جعل جازان منطقة زراعية ذات أهمية اقتصادية إلا خصوبة أراضيها المنبسطة وكثرة هطول الأمطار بها وتوفر المياه الجارية في الكثير من الأودية بمختلف محافظاتها. وتشهد المنطقة هذه الأيام زيادة منسوب المياه بسبب هطول الأمطار الغزيرة والمتواصلة وجريان الأودية التي أروت الأراضي الزراعية البالغ مساحتها ( 521784دونم) التي تعتمد اعتماداً كبيراً على الأمطار والسيول بنسبة 70% مما زاد ذلك من إنتاج المحاصيل الزراعية ورعي المواشي حيث استبشر بذلك أصحاب المزارع الفلاحون والمزارعون بعد عام من الجفاف. "الرياض" تجولت في عدة مزارع بالمنطقة والتقت العديد من المزارعين والرعاة، في البداية قال عقيل آل إبراهيم (صاحب مزرعة) لقد رزقنا هذه الأيام بأمطار ولله الحمد وفرت علينا مصاريف السقاية بواسطة أجهزة (المواطير) التي تعمل على الوقود، مشيراً الى أن هذا العام زادت إنتاجية المحاصيل التي تعد مصدر دخل جيد للكثير من المزارعين. وبين عيسى واصلي "صاحب مزرعة ومواشي" إن كثرة هطول الأمطار هذه الأيام وبعد جدب استمر قرابة العام أثار حالة من الفرح والبهجة بيننا نحن المزارعين، حيث تعتبر هذه الأيام فرصة لنا للقيام بأعمال الزراعة والكسب من ورائها، كما هي أيضاً فرصة لرعاية المواشي خصوصا إن المراعي هذه الأيام متوافرة نتيجة سقوط الأمطار عليها، مما ساعد على رعي مواشينا ووفر علينا تكاليف أكل المواشي من أعلاف وشعير وبرسيم. وأضاف مفرح عقيل (صاحب منحل) بأن تساقط المطر بكثافة هذه الأيام خاصة في المناطق الجبلية ينقذ موسم العسل، ويمكن أن تنبت كميات من الزهور البرية تساعد النحل في توفير العسل بسهولة وبجودة عالية. مدير الزراعة بمنطقة جازان المهندس محمد ناصر شريم قال إن مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بالمنطقة حسب إحصاءات وزارة الزراعة أكثر من (240ألف هكتار) وهي كافية لإنتاج احتياجات المملكة من الكثير من المحاصيل التي ما زالت بحاجة لها بل ويمكن إيجاد فوائض إنتاجية يمكن تصديرها للخارج وما تشهده المنطقة هذه الأيام من هطول كميات كبير من الأمطار له الأثر الإيجابي على الزراعات وزيادة المحاصيل خاصة أنها جاءت بعد انحباس مطري، مشيراً إلى أن هذه الأمطار تغذي المياه الجوفية وتزيد من نسبتها وقد أنعشت المزارعين والرعاة وهي تبشر بموسم زراعي جيد ووفير.