تستأنف قطر دورها كوسيط بين الحكومة اليمنية والمتمردين "الحوثيين" لإنهاء التمرد في محافظة صعدة، في مقابل تنفيذ الدوحة تعهداتها لجهة المساهمة في تمويل إعمار ما خلفته الحرب. وجاء التطور بعما قتلت القوات الحكومية نحو 50 متمرداً من أتباع الحوثي في مواجهات شهدتها المنطقة الواقعة شمال غربي البلاد خلال الأيام القليلة الماضية، وسقط فيها ايضا 19 جندياً بالاضافة الى عشرات الجرحى. وعلمت"الحياة"من مصادر متطابقة في صنعاء ان المفاوضات بين ممثلي الحكومة و"الحوثيين"ستُستأنف اليوم في الدوحة للمرة الاولى منذ اندلاع الموجهات بين الطرفين العام 2004، بعدما جرت جولاتها السابقة في صعدة نفسها. وهي تأتي بعد زيارة للدوحة قام بها رئيس الوزراء اليمني علي مجور الذي تطرق في محادثاته مع المسؤولين القطريين الى استئناف الوساطة القطرية التي توقفت في تشرين الأول اكتوبر الماضي من دون شروط مسبقة من جانب المتمردين على حد قوله. وقالت المصادر إن الوفد الرسمي اليمني سيكون برئاسة الدكتور عبدالكريم الارياني المستشار السياسي للرئيس علي عبدالله صالح، فيما يمثل"الحوثيين"الشيخ صالح هيره والشيخ ناصر قرشه، بالاضافة الى عضو البرلمان يحيى الحوثي الموجود خارج اليمن منذ أكثر من عام، والمطلوب للسلطات اليمنية، وهو شقيق زعيم التمرد عبدالملك بدر الدين الحوثي. واضافت المصادر أن الحكومة اليمنية وافقت على معاودة التفاوض مع"الحوثيين"شرط استئنافه من حيث توقف العام الماضي، وعلى أساس تنفيذ الاتفاق الذي وقّع عليه الجانبان في حزيران يونيو الماضي برعاية قطرية والذي يتضمن التزام"الحوثيين"بتسليم كل الأسلحة الثقيلة والمتوسطة الى السلطات الحكومية وإخلاء الجبال والتحصينات والقرى في محافظة صعدة وانتقال عبدالملك الحوثي وعدد من أتباعه الى الدوحة كمنفى اختياري في مقابل عفو عام يشمل جميع أتباع الحوثي ويضمن عودتهم الى قراهم وبيوتهم بأسلحتهم الشخصية كمواطنين، باستثناء المطلوبين في قضايا جنائية، وإعادة إعمار محافظة صعدة وتعويض المتضررين من الحرب بتمويل تدعمه قطر في اطار صندوق لإعادة الإعمار. وكان مجور اختتم أمس زيارة لقطر استمرت يومين، سلم خلالها رسالة الى اميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من الرئيس صالح. وأكدت مصادر متطابقة أن الرسالة ركزت على دعم التعاون بين البلدين والتعاون والتنسيق بشان قضايا اقليمية ودولية. وعلمت"الحياة"أن محادثات رئيس الوزراء اليمني مع نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ركزت على ملف التعاون الاقتصادي بشكل أساسي، اضافة الى تبادل وجهات النظر حول آفاق التعاون الثنائي وقضايا سياسية تهم البلدين. ولم تغب الوساطة القطرية بين الحكومة اليمنية و"الحوثيين"عن المحادثات، وقالت مصادر يمنية مطلعة ردا على سؤال ل"الحياة"إن"الوساطة، بل المساعي القطرية الطيبة قطعت اشواطا بعيدة، وهناك تواصل قطري مستمر في هذا الشأن"، لافتة الى"وجود لجنة قطرية تذهب الى صعدة من وقت لآخر، وهي موجودة في الميدان، والمشكلة حوصرت بشكل كبير". وذكرت المصادر ان الجانبين اتفقا في المحادثات على عقد اجتماع للجنة المشتركة في صنعاء في غضون الشهرين المقبلين.