في تطور ينذر بانهيار وقف اطلاق النار بين المتمردين "الحوثيين" والقوات الحكومية في محافظة صعدة اليمنية منذ نحو شهرين، رفض زعيم التمرد عبدالملك الحوثي التجاوب مع لجنة الوسطاء الرئاسية اليمنية - القطرية في تقديم جدول زمني محدد ونهائي لتنفيذ اتفاق وقف القتال الذي جرى بوساطة قطرية، خصوصاً ما يتعلق بانسحاب اتباعه من كل المواقع والجبال التي يتمركزون فيها وعودتهم إلى مناطقهم وتسليم الاسلحة الثقيلة والمتوسطة الى السلطات المحلية في صعدة. وأكدت مصادر في اللجنة ل"الحياة"أن الحوثي قدم أول من أمس جدولاً زمنياً مدته 23 يوماً لتنفيذ انسحاب رجاله، لم يتطرق فيه إلى الانسحاب من مناطق الفقعة ومطرة وعزان والحمراء والمدورة وجبال نشور، وهي المناطق التي لا تزال تحت سيطرة أتباعه، مشترطاً استمرار سيطرته على هذه المناطق وسحب القوات الحكومية منها، ومدعياً أنه يملك ما يثبت أنها ملك له، وأن له الحق المطلق في السيطرة عليها. وقالت المصادر نفسها إن اللجنة، وبعد مراجعة لبنود الاتفاق بين الحوثي والحكومة، لم تجد ما يثبت بقاء المتمردين في هذه المناطق، وبالتالي قررت منح الحوثي"مهلة نهائية وأخيرة غير قابلة لأي تراجع أو مساومة مدتها 48 ساعة تنتهي ظهر اليوم بالتوقيت المحلي، كي يقدم خلالها التزاماً واضحاً وصريحاً بتنفيذ بنود الاتفاق، وفي مقدمها اخلاء تلك المناطق وتسليم السلاح ومغادرته وعدد من مساعديه اليمن إلى قطر خلال 20 يوماً. وقررت اللجنة الرئاسية والجانب القطري في صنعاء أول من أمس اعتبار البرنامج الزمني نهائياً وملزماً وغير قابل للتعديل، وتم تسليم نسخة منه لعبدالملك الحوثي والسلطة المحلية في محافظة صعدة، على أن يتم الإعلان من جانبهما التزام تنفيذه خلال مدة أقصاها 48 ساعة. وكان البرنامج الزمني الذي أقرته اللجنة اليمنية - القطرية تضمن في بنده الأول نزول عناصر التمرد من جبال عزان والحمراء والمدورة وآل غبير وعزابة، خلال يومين ليتركز الجيش فيها، ثم يلي ذلك تنفيذ البند الثاني الذي ينص على معالجة الأوضاع في مناطق جمعة بن فاضل وشعلل وذويب وجزاع خلال يومين، ثم يأتي البند الثالث الذي ينص على نزول"الحوثيين"من جبال المصنعة ورهوان وعسيله وجروف دهيم، وبالتالي يتم الافراج خلال يوم واحد عن ربع المعتقلين"الحوثيين". في حين ينص البند الخامس على إخلاء منطقة مطرة ليتمركز الجيش فيها خلال 4 أيام ثم يتم بحسب البند السادس الافراج عن نصف المعتقلين خلال يوم واحد، ليتم الانتقال الى البند السابع القاضي بإخلاء مناطق النقعة وفرد وأخلة، ليتمركز الجيش فيها خلال 4 أيام. وينص البند الثامن على الافراج عن الربع الباقي من المعتقلين"الحوثيين"خلال يوم واحد، ويؤكد البند التاسع على تسليم الحوثي وأتباعه الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والافراج عمن لديهم من مختطفين خلال يوم واحد. فيما يلزم البند العاشر من البرنامج عبدالملك الحوثي ومساعديه عبدالكريم الحوثي وعبدالله الرزامي بالانتقال الى قطر خلال يومين تنفيذاً لما جاء في بنود اتفاق انهاء التمرد والحرب. وكانت لجنة الوساطة اليمنية - القطرية رفضت العودة الى صعدة لمواصلة مهمتها الميدانية ما لم تحصل على التزام كامل ونهائي من الجانبين بتنفيذ برنامجها الزمني لاتفاق وقف اطلاق النار وانهاء الحرب. وأكدت مصادر ديبلوماسية عربية في صنعاء ل"الحياة"ان قطر أبدت تذمراً من مماطلة"الحوثي"ومحاولته النكوص عن تنفيذ الاتفاق الذي ابرم برعايتها، وقالت ان الدوحة أبلغت عبر قنواتها الديبلوماسية طهران بتطورات جهود وساطتها لإنهاء التمرد الحوثي في محافظة صعدة اليمنية ومحاولات"الحوثي"المتكررة إفشال جهودها من خلال وضع شروط جديدة والتنصل من التزاماته بموجب الاتفاق، خصوصاً أن الوساطة القطرية تمت بناء على رغبة طهران وموافقة صنعاء قبل نحو 3 أشهر.