استدعت الحكومة القطرية موفديها في اللجنة البرلمانية والرئاسية اليمنية المشرفة على تنفيذ اتفاق وقف التمرد في محافظة صعدة شمال غربي البلاد بين اتباع عبدالملك الحوثي والحكومة، في ساعة متقدمة من ليل الأحد - الاثنين، تمهيداً لانسحاب قطر من الوساطة إثر تلقي موفديها في صعدة رسالة من زعيم التمرد اعتبرت تراجعاً عن التزاماته السابقة. وأكدت ل"الحياة"مصادر في لجنة الوساطة ان الحوثي طلب في رسالته مهلة جديدة مدتها شهر لإقناع اتباعه بإخلاء بقية مواقعهم في مناطق نشور والنقعة وسحار وحيدان وغيرها. وأضافت ان الرسالة تضمنت عبارات واتهامات قاسية للجنة الوساطة وخلت من أي جديد حول تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة واطلاق المحتجزين من أفراد الجيش، بالإضافة الى رفض أحد أهم مساعدي الحوثي، عبدالله عيضة الرزامي، التزام اتفاق وقف التمرد الذي وقعه الحوثي بوساطة قطرية، وهو ما اعتبرته اللجنة محاولة لكسب الوقت وعدم رغبة في تنفيذ الاتفاق. وأشارت المصادر نفسها الى أن الموفدين القطريين أبلغوا حكومتهم بما تضمنته رسالة الحوثي أول من أمس، وعلى اثر ذلك استدعت الدوحة موفديها للتشاور وتقويم الوضع والاطلاع على تطورات الأحداث في صعدة، ما اعتبره المراقبون تمهيداً لانسحاب قطر من الوساطة. غير أن المصادر أكدت ان الجانب اليمني في اللجنة مستمر في مهمته بانتظار نتائج الموقف القطري، لافتة الى احتمال اندلاع اشتباكات جديدة بين"الحوثيين"والقوات الحكومية في حال انهيار الاتفاق وعدم اتخاذ"الحوثيين"خطوات عملية للسماح بمعاودة الوساطة القطرية. وفي هذا السياق، أكدت ل"الحياة"مصادر قريبة من الحوثي أن المتمردين سلموا نحو 58 موقعاً في مديريات قطابر ومجز وسحار وكتاف والصفرة وبني معاذ وضحيان الى لجنة الوساطة، وان القوات الحكومية ستتمركز فيها. وأضافت ان"الحوثي"أبلغ اللجنة بأنه يطلب مهلة شهر لمواصلة تنفيذ الاتفاق وأنه أبلغ مساعده الرزامي بضرورة التجاوب مع لجنة الوساطة، غير أن الرزامي اشترط الحصول على ضمانات لأمنه في حال سلك مسلك"الحوثي"في التفاوض. لكن مصادر في لجنة الوساطة اعتبرت موقفه توزيعاً للأدوار مع الحوثي للتنصل من الاتفاق وكسب الوقت لإعادة التفاوض. الى ذلك، طالب نواب في"البرلمان"يمثلون محافظة صعدة الحكومة والمؤسسات والجمعيات الخيرية بتوفير الإغاثة لنحو 700 أسرة نزحت من قراها في منطقة رازح بسبب الحرب بين المتمردين والقوات الحكومية والتخفيف من معاناتهم وتقديم المعونات اللازمة التي تسهل عودتهم الى قراهم وبيوتهم وإعادة إعمار ما دمرته الحرب في المحافظة تجنباً لكارثة انسانية.