نفى رئيس "صحوة الأنبار" الشيخ أحمد أبو ريشة أنباء ترددت عن انعقاد مؤتمر ل "مجالس الصحوة والانقاذ" في بغداد، واعتبر أن"ليس من حق أي أحد التصريح باسم الصحوة من دون موافقتنا"، مشيراً إلى ملاحقة زعيم هذه المجالس في بغداد محمد سعيد العنزي قانونياً وإصدار مذكرة اعتقال في حقه. وقال الشيخ أحمد أبو ريشة في اتصال مع"الحياة"إن"ما جاء على لسان رئيس مجلس الانقاذ الشيخ حميد الهايس في خصوص عقد مؤتمر للصحوات في بغداد غير صحيح"، مشيراً الى أننا"ننوي عقد مؤتمر خاص بمكاتب الصحوة البالغ عددها 125 مكتباً موزعاً بين بغداد وبعض المحافظات بما فيها الأنبار، لكننا لم نحدد حتى اللحظة مكان انعقاد هذا المؤتمر وزمانه". وأضاف:"لا يحق للهايس عقد أي مؤتمر أو انجاز أي مشروع باسم الصحوة قبل الرجوع الينا". وأكد أبو ريشة إصدار مديرية شرطة الانبار مذكرة اعتقال في حق مسؤول مكاتب"الصحوة"في بغداد محمد سعيد العنزي، مشيراً الى"رفع دعوى ضد العنزي وإصدار مذكرة اعتقال في حقه بتهمة انتحاله صفة زعيم مجالس الصحوة في بغداد من دون علمنا". وأضاف:"لا نعلم هوية الذي نصب العنزي بهذا المنصب حتى قبل الرجوع الينا أو استشارتنا"، لافتاً الى أن"الصحوة لن تسمح لأحد بأن يحتال على انجازاتها وينسبها اليه". وكان رئيس"مجلس انقاذ الأنبار"حميد الهايس طالب الادارة الأميركية في العراق والحكومة العراقية بإجراء تغيير شامل في هيكلية مفوضية الانتخابات في محافظة الأنبار، وأكد في تصريحات أمس"وجود خلاف في وجهات النظر بين مجلس الانقاذ وأبو ريشة على خلفية دخول الأخير في هيئة ادارة محافظة الانبار الى جانب الحزب الاسلامي". وتابع أن"مؤتمراً لمجالس الصحوات سيعقد قريباً ليشارك فيه أكثر من ثلاثة آلاف شخص من كل مدن العراق". وزاد:"سينبثق عن المؤتمر المزمع عقده عن تشكيل كيان سياسي جديد باسم ثوار العراق". وفي شأن تصريحات السفير الأميركي في بغداد ريان كروكر عن مبالغ منحها الأميركيون إلى"مجالس الصحوة"تبلغ قيمتها الاجمالية 150 مليون دولار، أوضح أبو ريشة أن"المبلغ الذي أشار اليه كروكر معقول جداً، ولا سيما أن عدد عناصر الصحوة بلغ 80 ألفاً. وإذا احتسبنا لكل فرد منهم مبلغاً قدره 400 دولار، فأعتقد بأن الرقم سيكون أكثر من ذلك بكثير". وأكد أن"كل مجالس الصحوة في بغدادوالمحافظات وقعت عقوداً مع القوات الأميركية في خصوص مطالب مجلس الانقاذ في الانبار بتغيير هيكلية مجلس المحافظة". وقال إن"مجلس المحافظة خرق منذ تشكيله القانون والدستور لجهة تجاوزه الحد القانوني لعدد أعضائه، لكن بعض زعماء الصحوة في بغداد أكد أن المبلغ الذي أشار اليه السفير الاميركي مبالغ فيه". وقال زعيم صحوة السيدية غرب بغداد العقيد كريم ناجي ل"الحياة"إن"الرقم الذي أشار اليه السفير الأميركي في تمويل مجالس الصحوة غير صحيح"، وأضاف أن"الاتفاقات الأمنية مع الأميركيين لم تشمل كل مكاتب الصحوة في بغداد والمناطق المجاورة لها"، مشيراً إلى أن"الفرد الواحد من الصحوة يتقاضى حالياً راتباً شهرياً قدره 400 دولار". وتابع أن"علينا ألا ننسى أن الاتفاقات الموقعة مع الاميركيين حديثة العهد، أي أنها لم تكن موجودة قبل عامين أو أكثر وإذا ما أردنا احتساب المبلغ مقارنة بأمد هذه الاتفاقات وعدد المشمولين بها، سيكون المبلغ حتماً أقل بكثير مما أعلنه السفير الأميركي". وقال ل"الحياة"رئيس"صحوة ابو غريب""أبو عزام"إن"القوات الأميركية عندما أبرمت هذا الاتفاق معنا، تعهدت تقديم كل سبل الدعم المادي واللوجستي لفصائل الصحوة المتعاقدة معها"، وتوقع شمول"المبلغ المعلن رواتب الصحوة وتكاليف تسليمها". وكان السفير الأميركي قال في تصريحات صحافية إن"بلاده مولت قوات الصحوة البالغ عديدها 80 ألف شخص ب150 مليون دولار". وفي هذا الاطار، أعلن مسؤول في"مجلس الصحوة"التابع لاحدى البلدات شمال بغداد انسحاب أكثر من 230 من عناصره احتجاجاً على تأخر رواتبهم لفترة شهرين. وقال هذا المسؤول إن"حوالي 230 عنصراً من مجلس الصحوة في بلدة المشاهدة 40 كلم شمال بغداد انسحبوا من عشرة حواجز أُقيمت في الشارع العام الرئيسي الذي يربط محافظة صلاح الدين ببغداد بسبب تأخر رواتبهم". وأضاف أن"عناصر الصحوة تلقت مبلغ 130 دولاراً فقط بعد شهرين من الخدمة ضمن برنامج الصحوة الذي تدعمه القوات الأميركية لإعادة الأمن الى المناطق الساخنة". وتابع:"كان من المفترض أن يتسلم كل شخص 300 دولار شهرياً، لكن هذا لم يحصل". وكان الجيش الأميركي باشر العام الماضي محاورة المسلحين المناوئين الذين يطلق عليهم تسمية"المواطنين المحليين المعنيين"بغية تجنيدهم بمبلغ 300 دولار شهرياً لمحاربة"القاعدة". ووفقاً لآخر احصاء لدى الجيش الأميركي، يبلغ عدد عناصر"مجالس الصحوة"حوالي 80 ألف رجل. ويشكل العرب السنة بين هؤلاء حوالي 80 في المئة والباقي للشيعة، في حين توجد بعض مجالس الصحوة المختلطة من السنة والشيعة. وأوضح المسؤول في المشاهدة أن"الشيخ محمود جمعة زعيم أكبر مجموعات الصحوة في المشاهدة قال إن القوات الأميركية طلبت التعاقد مع 250 شخصاً فقط، لكنه جند 400 مقاتل بسبب البطالة المتفشية في هذه المناطق". وتابع أن"عناصر الصحوة في المشاهدة طالبت بإقالة الشيخ محمود وبتزويدها تجهيزات أفضل". يشار الى أن المشاهدة المحاذية للطارمية كانت من أخطر المناطق ومعقلاً مهماً لتنظيم"القاعدة"قبل أن تطرد من البلدة بفضل"مجلس الصحوة".