سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أيام في بلاد الديموقراطية والإرهاب وپ"الحرب على الإرهاب" عشية اغتيال بوتو . الحزام القبلي البشتوني ملاذ "طالبان" الباكستانية ... وقيادة تنظيم "القاعدة" الدولي 2 من 4
يصر الأميركيون على ان أسامة بن لادن وأيمن الظواهري يختبئان في منطقة الحزام القبلي البشتوني في باكستان. هذا الأمر لم ينفه أيضاً الرئيس الباكستاني برويز مشرف عندما أعلن قبل أيام انه يتوقع ان يكون مخبأ قيادة القاعدة في منطقة وزيرستان ضمن الحزام القبلي. وقبل ايام زار جنرال اميركي هذه المنطقة ونقلت صحف اميركية عنه قوله انه لاحظ ان الجيش الباكستاني المتواجد في مواجهة الميليشيات الأسلامية والعشائرية ضعيف التجهيز، وان افراد طالبان والقاعدة يفوقونه استعداداً وقوة في هذه المناطق. هنا تحقيق عن منطقة القبائل والحزام البشتوني : يشكل الحزام القبلي البشتوني في اقصى شمال غربي باكستان امتداداً جغرافياً لإقليم سرحد عاصمته بيشاور. هذا الحزام الذي يعتقد الأميركيون بأن قيادة تنظيم"القاعدة"تقيم فيه او تتردد اليه، يمتد على مساحات كبيرة على الحدود مع افغانستان، وتشكل العشائر البشتونية التي تقيم على طرفي الحدود نسبة تتعدى 90 في المئة من سكانه. وهذا الأمر يدفع الأميركيين الى الاعتقاد بأن اسامة بن لادن وأيمن الظواهري يختبئان فيه، اذ من المسلَّم به في باكستان ان البيئة البشتونية التي تنشط حركة"طالبان"في اوساطها تشكل ملاذاً آمناً لقيادة"القاعدة". اما اختيار هذه القيادة المناطق الباكستانية بدلاً من المناطق الأفغانية على الشريط الحدودي، فمرده الى ان المناطق الأفغانية تبقى عرضة لغارات الأميركيين ومطارداتهم، في حين يعتبر الحزام القبلي الباكستاني خارجاً الى حد كبير عن سلطة الحكومة الباكستانية، وهذا الخروج مكرس بمواثيق واتفاقات بين الحكومة والقبائل منذ انشاء دولة باكستان أواسط القرن العشرين، علماً ان الرئيس برويز مشرف كان أعلن أخيراً انه يعتقد بأن بن لادن موجود بين منطقتي باجور القبلية الباكستانية وكونر الأفغانية. انها منطقة مواجهات دائمة هذه الأيام بين الجيش الباكستاني وما يسمى"الطالبان الباكستانية"مدعومة بزعماء قبائل بشتونية. وتتركز المواجهات في منطقة وزيرستان الشمالية، علماً ان الشريط القبلي البشتوني يضم سبع مناطق هي: شمال وزيرستان وجنوب وزيرستان وأوراكز ايجنسي وكرم ايجنسي وخيبر ايجنسي وباجور ايجنسي ومهمند ايجنسي. وهذه المناطق تخضع ادارياً الى الحكومة الفيديرالية مباشرة، على رغم انها جزء من ولاية سرحد. ومنذ بدء"الحرب على الإرهاب"تعرضت الحكومة الباكستانية لضغوط اميركية كبيرة لحضها على انتزاع السيطرة على هذه المناطق من زعماء العشائر البشتون الذين يعتقد الأميركيون بأنهم يحمون قيادة"القاعدة"وعناصرها، فبدأت المواجهات بين الحكومة وعدد من ميليشيات القبائل في هذه المناطق. تجمع مصادر عديدة في باكستان على حقيقة وجود مقاتلين أجانب في منطقة القبائل الباكستانية، وبين من يقر بذلك احزاب اسلامية يقيم زعماؤها في اسلام آباد وهي ممثلة في مجلسي النواب والشيوخ، لكن هؤلاء ينفون وجود قيادة"القاعدة"في هذه المنطقة. ويقول عضو مجلس الشيوخ عن منطقة القبائل، القيادي في جمعية علماء الاسلام السيناتور صالح محمد:"العرب والشيشان والطاجيك الذين يقيمون في هذه المنطقة جاؤوا اليها خلال سنوات"الجهاد"الأفغاني، وأقاموا فيها ولم يرجعوا الى بلادهم لأسباب أمنية، وأصبحوا من اهل المنطقة. والقبائل البشتونية تتولى حمايتهم كضيوف". لكن"الحرب على الارهاب"التي تدور رحاها في الحزام القبلي لا تقتصر على تعقب المقاتلين العرب وقادة تنظيم"القاعدة"، فثمة حركة واسعة في هذا الاقليم لما يسمى"طالبان الباكستانية"التي اعلن قبل اسابيع عن تشكيلها لكنها تعمل منذ سنوات تحت اسماء اخرى. وقبل اسابيع قليلة اجتمع قادة مجموعات اسلامية في منطقة القبائل، بينها حركة تطبيق الشريعة وپ"مجاهدو وزيرستان"وأعلنوا قيام حركة الطالبان الباكستانية وشكلوا مجلس شورى لهذه الجماعة مؤلفاً من 40 عضواً، وأعلنوا ان بيت الله محسود هو أمير هذه الجماعة وان مولوي عمر هو الناطق الرسمي باسمها، علماً ان محسود هو قائد مجموعة اسلامية مقاتلة في جنوب وزيرستان. ومن اهداف هذه الجماعة كما افادت مصادر اسلامية في باكستان تطبيق الشريعة وطرد الجيش الباكستاني من المناطق القبلية وعدم التفاوض مع الحكومة في صورة فردية. لكن نشاط حركة الطالبان الباكستانية سبق الاعلان عنها بسنوات. فحركة تطبيق الشريعة المحمدية التي تنشط ايضاً في وادي سوات تخوض مواجهات واسعة في كثير من مناطق الحزام القبلي مع قوات الجيش الباكستاني. وهذه الجماعة شكّلتها كوادر من الجماعات الاسلامية التقليدية الجماعة الإسلامية وجماعة علماء الاسلام انشقت عن هذه الأحزاب، لأنها لا تركز على ضرورة تطبيق الشريعة فوراً. لكن المصدر الأساس الذي تغذت منه"الجماعات الجهادية"في الحزام القبلي، والتي تشكل اليوم حركة الطالبان، يتمثل في آلاف الباكستانيين الذين تطوعوا في بداية الحرب في افغانستان عام 2001 للذهاب الى هذا البلد والقتال هناك الى جانب حركة الطالبان الأفغانية. وفي اثناء هذه الحرب قتل منهم من قتل واعتقل من اعتقل، بينما فر آخرون الى مناطق الحزام القبلي واستمروا هناك في القتال عبر الالتحاق بپ"مجموعات جهادية"كانت موجودة اصلاً في هذه المناطق. اما قبل هذا التاريخ فكان نشاط"الجماعات الجهادية"في الحزام القبلي يأخذ شكل تمردات مسلحة، آخرها في 1995 في عهد حكومة بينظير بوتو الثانية. وقامت الحكومة آنذاك بتوسيط زعماء القبائل، وتمكنت من وضع حد لهذا التمرد عبر وعود بتسهيل تطبيق الشريعة وإقامة محاكم اسلامية في تلك المناطق. لكن المحلل السياسي الباكستاني علي مهر يعتبر ان استقلال القبائل في ادارة شؤون الحزام القبلي يعود الى فترة تأسيس باكستان، عندما أبرم اتفاق شفهي بين الزعماء القبليين ومؤسس باكستان محمد علي جناح، يقضي بأن تتولى القبائل حماية الحدود وألا ترسل الحكومة جيشها الى"الحزام". واستمر هذا الوضع حتى عام 2001، اذ بدأت الولاياتالمتحدة تمارس ضغوطاً على السلطة لحضها على دخول هذه المناطق. يعتبر الحزام القبلي الواقع على الحدود مع افغانستان، بؤرة التوتر الرئيسة في باكستان وهو على رغم عدم تجاوز سكانه نسبة 4 في المئة من عدد سكان باكستان البالغ نحو 170 مليون نسمة، يشكل احد مصادر التوتر في معظم انحاء البلد. اذ يربط معظم التفجيرات والمواجهات بين السلطات وپ"الارهابيين"بدعم او تدريب من جماعات تقيم في هذا الحزام الضيق، بدءاً بأحداث المسجد الأحمر وصولاً الى العمليات الانتحارية التي تحدث في كل انحاء باكستان مستهدفة مواقع مدنية وعسكرية. ويبدو ان مساعي"الجماعات الجهادية"لتطبيق الشريعة في انحاء كثيرة من الحزام القبلي، نجحت في جوانب كثيرة. فأوضاع النساء في هذه المناطق تعتبر مثالاً تستحضره الأطراف الانتخابية المناوئة للاسلاميين في باكستان، فتشير بال وشا بهرام، مسؤولة التنسيق الخارجي في"حزب الشعب الباكستاني"الذي كانت تتزعمه بينظير بوتو حتى اغتيالها، الى عمليات قطع أيد تعرضت لها نساء في منطقة القبائل بسبب مشاركتهن في الانتخابات. وتضيف:"هناك مناطق في اقليم الحدود تعقد فيها مجالس عشائرية تقرر منع المرأة من المشاركة في الانتخابات. حصل ذلك ايضاً في بيشاور عام 2005 اثناء الانتخابات البلدية، عندما قرر مجلسان عشائريان منع النساء من التوجه الى صناديق الاقتراع". والواقع ان النفوذ الانتخابي الأبرز في مناطق الحزام القبلي تتمتع به جماعتا"علماء الاسلام"بقيادة مولانا فضل الرحمن وپ"الجماعة الاسلامية"بقيادة قاضي حسين امين، إضافة طبعاً الى زعماء العشائر البشتونية الذين يوزعون ولاءاتهم بين حزب"الرابطة الاسلامية"بقيادة الرئيس برويز مشرف وبين الأحزاب الاسلامية. فقر "الحزام" الفقر والعوز هما احد المعالم الرئيسة التي يمكن رصدها في الحزام القبلي، ويجمع المراقبون على انهما من الأسباب الرئيسة لانتشار"الجماعات الجهادية"في هذه المناطق. فنسبة كبيرة من طلاب المدارس الدينية هم من ابناء الحزام القبلي نسبتهم في المدارس الدينية تفوق بأضعاف نسبتهم الى عدد سكان باكستان، وهؤلاء يلجأون الى هذه المدارس نظراً الى ما توفره لهم من رعاية وإقامة وطعام. ويشرح القيادي في"حزب الشعب"بابور اعوان خطة حزبه في مكافحة الارهاب بأنها تتمثل في السعي الى دمج سكان الحزام القبلي في حركة النهوض الاقتصادي. ويشير الى ان"تحسين الوضع المعيشي في هذه المناطق يشكل الجزء الأكبر من مهمة القضاء على الارهاب في باكستان"، ويلاحظ ان المدارس الدينية تخرّج سنوياً عشرات الآلاف من العاطلين من العمل الذين لا يستطيع السوق استيعابهم، ما يسهل على الجماعات الارهابية استقطابهم. ولكن، يبقى ان العامل الحاسم الذي يدفع الى الاعتقاد بلجوء قيادة تنظيم"القاعدة"الى الحزام القبلي، هو الانسجام الاجتماعي والتقليدي بين طرفي الحدود الباكستانية والأفغانية، حيث تقيم العشائر البشتونية وتعبر الحدود في شكل طبيعي ويومي من دون عوائق تذكر. وليست عملية تماهي"طالبان الباكستانية"مع شقيقتها الأفغانية الا ضرب من هذا القبيل سواء لجهة تبني الاسم او لجهة نوع"الدعوة"المتمثلة بطلب تطبيق الشريعة. ولا يبدو ان ثمة حدوداً تنظيمية تفصل نشاط كلتا الحركتين الطالبيتين، فعناصرهما من البشتون الذين لا يقيمون وزناً للحدود التي وضعها"المستعمر"لفرزهم بين افغان وباكستانيين، وهم قاتلوا سوية الروس والأميركيين في افغانستان، ومثلما تخرج الملا محمد عمر من المدارس الدينية الباكستانية تخرج ايضاً الملا محسود أمير"الدعوة"الباكستانية. محاولة التمييز بين الحركتين الطالبانيتين تبدو ضرباً من العبث في اقليم الحدود الباكستاني، والتاريخ المتأخر لإعلان نشوء"طالبان الباكستانية"يبدو من دون قيمة إذ باشرت نشاطها منذ سنوات، وافتتحته من خلال خطف اربعة عمال صينين في عام 2004 كانوا يعملون في شركة تنفذ مشاريع في منطقة الحزام القبلي. وتولى عملية الخطف في حينه عبدالله محسود الذي اعتقلته القوات الأميركية في بداية الحرب على الارهاب، وأرسل الى غوانتانامو ثم افرج عنه بعد وقت ليعود ويلتحق بالمقاتلين في الحزام القبلي ويصبح أميراً لجماعة منهم. وأسفرت عملية خطف العمال الصينيين عن مقتل احدهم وتحرير الثلاثة الآخرين على يد الجيش الباكستاني. الطائفي... القبلي وخيبر ولا يخلو الحزام القبلي الباكستاني من عنف طائفي، فهناك نحو 10 في المئة من سكانه من ابناء الطائفة الشيعية، وتسجل التقارير الصحافية سنوياً سقوط عشرات القتلى من ابناء هذا الحزام، في عمليات عنف طائفي تقع بين السكان. لا تبعد الحدود الأفغانية - الباكستانية حيث الحزام القبلي عن منطقة بيشاور اكثر من خمسين كيلومتراً هناك حيث بوابة خيبر الشهيرة. وربما بدأت حدود الحزام القبلي من نصف هذه المسافة، ما يعني انه يضيق عرضاً الى نحو عشرين كيلومتراً، لكن امتداده الفعلي هو في الطول، اذ يفوق الألف كيلومتر. وفي هذه المساحة الهائلة التي يختلط فيها البشتون الأفغان بپ"أخوانهم"الباكستانيين، ثمة عابرون كثر. اللاجئون الأفغان الذين تحاول الحكومة الباكستانية اعادتهم الى بلادهم يعاودون"لجوءهم"الى باكستان عبر هذه المناطق. وپ"طالبان الأفغانية"ترسل مقاتليها من افغانستان الى هذه المناطق، لأهداف كثيرة. والمقاتلون العرب الذين توجهوا الى افغانستان قبل سنوات لجأوا الى الحزام القبلي هرباً من"الحرب على الارهاب". اما قيادة تنظيم"القاعدة"فيؤكد معظم المصادر انها تقيم فيها لأيام ليست قليلة من كل سنة. ويشدد الصحافي الباكستاني حامد مير الذي اشتهر بمتابعته قضايا"القاعدة"والاسلاميين، على ضرورة التمييز بين التمرد في وادي سوات الذي يبعد نحو مئتي كيلومتر عن منطقة الحزام القبلي، وبين ما يجري في منطقة القبائل. يقلل مير من اهمية التمرد في سوات ويشير الى دور الحكومة في"تكبير شأن"مولانا فضل الله زعيم التمرد هناك. ويشير الى وجود مقاتلين أجانب في منطقة القبائل، لا يستهدفون الجيش والحكومة وانما مساندة حركة طالبان الأفغانية في حربها على الأميركيين. في سوات، وبحسب مير، العنف داخلي وناجم عن اضطهاد الحكومة لپ"المجاهدين"، اما في الحزام القبلي فالعنف موجه الى"عدو"خارجي. ينتظر مير من المستمع اليه ان يميّز بنفسه بين عدالة القضيتين. بشتونية من "حزب الشعب" تتحدر بال وشا بهرام من إقليم سرحد الحدودي الذي يضم الحزام القبلي البشتوني، وهي وإن ولدت في إسلام آباد ولا تجيد اللغة البشتونية، لكنها في نشاطها في"حزب الشعب الباكستاني"الذي كان سيرشحها الى مجلس النواب القادم تركز على قضايا تتعلق بالبلاد التي تنحدر منها. بهرام التي لم تتجاوز ال27 من عمرها وأنجزت ديبلوماً في العلوم الاقتصادية من إحدى جامعات استراليا تحدثت لپ"الحياة"عن الأوضاع في المناطق القبلية وفي ولاية سرحد عموماً قبل حادث اغتيال بوتو زعيمة الحزب الذي تنتمي إليه: كيف تصفين لنا الوضع الإنساني في مناطق القبائل؟ - النشاط المسلح في منطقة القبائل ساهم في تراجع الوضع الإنساني ووضع المرأة خصوصاً كما ضاعف من حال الفقر المنتشرة هناك. والذين لا يتعاونون مع المسلحين في هذه المناطق يتعرضون لمخاطر كبرى. فخلال الفترة القريبة تم تنفيذ عقوبات وحشية بحق نساء، تم قطع رؤوسهن وأيديهن من جانب المسلحين المتشددين، ثم ان تطبيق الشريعة في تلك المناطق يقتصر على النساء دون الرجال الذين يسمح لهم بفعل ما يريدون فعله. ما هي الخطوات التي تنوون - في الحزب - القيام بها لإنصاف المرأة في تلك المناطق؟ - حزب الشعب يرى انه لا يمكن معالجة معاناة المرأة إلا من خلال الحقوق السياسية والمشاركة. الآن هي غير قادرة على عرض مشاكلها لأن القانون لا يحميها من رد الفعل الناجم عن ذلك. هل تعنين ان القانون لا يحمي المرأة في منطقة القبائل تحديداً؟ - وضع المرأة في الحزام القبلي لا يختلف عنه في المناطق الريفية الأخرى، حتى في البنجاب المرأة الريفية لا تستطيع الخروج من المنزل للاقتراع. زعيم اكبر عشائر الحزام القبلي ... القيادي في جمعية "علماء الإسلام" محسود : بن لادن ليس عندنا لكننا سنحميه إذا لجأ إلينا تعتبر عشيرة محسود التي يتزعمها عضو مجلس الشيوخ الباكستاني الشيخ صالح محمد محسود، احدى اكبر العشائر في منطقة الحزام القبلي. ومن بين ابناء العشيرة خرج العديد من قادة حركة"طالبان الباكستانية"، أبرزهم عبدالله محسود الذي قتل قبل نحو شهرين في اشتباك مع الجيش الباكستاني. أما الشيخ صالح فهو قيادي في جمعية"علماء الإسلام"التي يتزعمها مولانا فضل الرحمن وهي من الأحزاب الإسلامية الأساسية في باكستان وكان مفترضاً ان تخوض الانتخابات، علماً ان الشي خ صالح نال شهادة العالمية من الجامعة الحقانية ولديه مدرسة دينية اسمها"الجامعة الإسلامية المحمودية"تضم 350 طالباً في منطقة وزيرستان الجنوبية. هنا حوار معه: كيف تصف الوضع في الحزام القبلي الآن، تحديداً في منطقة وزيرستان؟ - في وزيرستان الجنوبية الأوضاع هادئة ومستقرة ولا إطلاق نار بين الجيش وپ"طالبان الباكستانية". لكن الأوضاع الأمنية في وزيرستان الشمالية متوترة، وهناك اشتباكات بين الآونة والأخرى. اشرح لنا أسباب التوتر؟ - الحزام القبلي في باكستان من وزيرستان الجنوبية الى منطقة باجور ايجنسي يعتبر معقلاً للإسلاميين وتسود المشاعر الدينية فيه. وعندما احتل الروس أفغانستان تحولت هذه المنطقة الى منطقة إمداد للمجاهدين، وعندما انسحبوا رجع من المجاهدين من رجع الى أفغانستان وبقي في منطقة القبائل من بقي. وعندما هاجمت الولاياتالمتحدةأفغانستان عاد الجميع الى هذا البلد للقتال فيه إذ لا فرق بين الروس والأميركيين، فالكفر ملة واحدة. لكن ثمة من يقاتل الدولة الباكستانية في هذه المناطق؟ - عناصر"طالبان الباكستانية"لا يحاربون الدولة، لكنهم يقولون انهم في موقع الدفاع عن النفس. هم لا يبادرون الى مهاجمة الجيش. يقولون ان الحكومة الباكستانية تعتبر الخط الأول في ما يسمى الحرب على الإرهاب، وما دامت كذلك فهي مثل أميركا. وهذا رأيهم طبعاً. انتم تتولون الوساطة بين الحكومة وجماعة"طالبان الباكستانية"، فهل يمكن أن تخبرنا عن آخر مستجدات هذه الوساطة؟ - أنا انتخبت عضواً في مجلس الشيوخ قبل نحو سنة وعشرة شهور، وقبل ذلك وبعده لعبت دوراً ايجابياً في رأب الصدع بين الطرفين وتبنيت مواقف محايدة، وما زلت عضواً في لجنة المصالحة المكونة من 21 عضواً في وزيرستان الجنوبية كما ارأس لجنة المصالحة المكونة من 25 شخصاً في منطقة وزيرستان الشمالية. وبسبب دوري هذا نلت شهادة تقديرية من حاكم إقليم سرحد. هناك اتفاق أبرم في عام 2002 في وزيرستان الجنوبية بين الحكومة والفصائل المقاتلة والعشائر، وهذا الاتفاق أعطى نتائج والمنطقة كانت تنعم بالأمن منذ ذلك التاريخ. أما في وزيرستان الشمالية فقد أبرم اتفاق عام 2006 ولم يعطِ النتائج المرجوة، وكل طرف يلقي باللائمة على الآخر. لكن لجنة المصالحة تحمّل الحكومة مسؤولية فشل هذا الاتفاق. اللجنة المؤلفة من شيوخ العشائر، اتفق الطرفان على ان تكون على علم بأي تحرك كي تتخذ ما يلزم من إجراءات لكن الحكومة لم تلتزم وهاجمت مواقع"طالبان"الباكستانية من دون إشعارنا بذلك. وعلى ماذا ينص هذا الاتفاق؟ - عندما اندلعت الحرب بين الجيش وپ"طالبان الباكستانية"تحركنا نحن شيوخ العشائر لرأب الصدع، وكانت بنود الاتفاق على الشكل الآتي: 1 - عدم تكثيف وجود الجيش في مناطق التوتر. 2 - عدم استحداث مواقع جديدة للجيش. 3 - تبادل إطلاق الأسرى لدى الطرفين. 4 - إجلاء الأجانب. 5 - إعادة تعيين الموظفين الذين فصلوا. 6 - التعويض عن الخسائر. 7 - الالتزام باشعار مجلس الأعيان في حال وجود أي ملاحظة لدى أي طرف ليتخذ ما يلزم. الولاياتالمتحدة تتهمكم انتم أبناء الحزام القبلي بإيواء قادة تنظيم"القاعدة"في مناطقكم؟ - الاتهام الأميركي لنا بأننا نؤوي بن لادن والظواهري عندنا لا أساس له من الصحة. لم يأتِ أي من قياديي"القاعدة"الى مناطقنا في أي يوم. اما العرب والشيشان والطاجيك فجاءت بهم اميركا للجهاد ضد الروس، وهؤلاء مساكين تركوا أوطانهم وسكنوا في أفغانستان، وعندما هاجمت الولاياتالمتحدة هذا البلد جاؤوا واستقروا في مناطقنا، علماً أن أعدادهم قليلة ويقيمون في مناطق متفرقة ولا يمكن ان يشكلوا أي تحد للنظام... بالتالي هناك مبالغة في تصوير خطورتهم. أميركا تصوّر كل مسلم غيور على دينه بأنه إرهابي، وهذا سبب اتهامها لنا بإيواء قيادة"القاعدة". ولكن إذا لجأ بن لادن الى مناطقكم، هل تحمونه؟ - من التقاليد التي ورثها القبليون انهم إذا أعطوا الأمان والحماية لأي لاجئ إليهم، يتفانون في الدفاع عنه ولا يسلمونه، ناهيك عن أن بن لادن والظواهري تحولا الى رمزين للجهاد العالمي. قد نطلب منهما ألا يأتيان، ولكن إذا جاءا لن نسلمهما، وهذا من تقليدنا. نحن نتفانى في حماية الضيف وفي الدفاع عنه. قد يعزز كلامك الشكوك الأميركية بإيواء قادة"القاعدة"في مناطقكم... - أتحدى الإدارة الأميركية أن تأتي بدليل واحد على اتهامها لنا بإيواء قادة"القاعدة"عندنا. هل تعتقدون بعدالة الحرب التي تخوضها"القاعدة"؟ - الإسلام ملة واحدة والكفر ملة واحدة. رابطة الإسلام موجودة بين"طالبان"في باكستان وبين زعماء العشائر في الحزام القبلي، وكلانا يندد بجرائم أميركا في سجون باغرام وغوانتانامو وأبو غريب.