أفاد مصدر مطلع في إسلام آباد بأن قياديا ميدانيا في تنظيم طالبان باكستان لقي مصرعه أثناء قصف صاروخي أميركي استهدف منطقة كشاي بمقاطعة جنوب وزيرستان المحاذية لأفغانستان وخلف حوالي 15 قتيلا. ونقل المصدر عن مقربين من القائد الأفغاني جلال الدين حقاني المطلوب أميركيا أن عمر خان وهو أحد القادة الميدانيين لطالبان باكستان قتل في القصف الصاروخي الأميركي الذي نفذ فجر الاثنين على منطقة كشاي. وأضافت تلك المصادر أن عدد قتلى الغارة الأميركية وصل إلى 15 شخصا بينهم ثماني نساء وأطفال من عائلة القيادي عمر خان، وسبعة من حراسه. وكان مسؤولون في المخابرات الباكستانية قد تحدثوا في وقت سابق عن قصف طائرات تجسس بدون طيار -يشتبه في أنها أميركية- معسكر تدريب في أحد معاقل طالبان باكستان في جنوب وزيرستان متسببة بمقتل نحو عشرين شخصا. وحسب تلك المصادر فإن القصف استهدف مجمعاً قرب بلدة الأضحى، وهي إحدى المناطق التي يسيطر عليها زعيم طالبان باكستان بيت الله محسود. وأفاد مسؤول باكستاني بأنه تم تدمير المجمع الذي كان يستعمل للتدريب في غياب دلائل على أن المستهدف بالهجوم هو بيت الله محسود. ويعتبر ذلك الهجوم أول عملية أميركية تستهدف مناطق خاضعة لسيطرة محسود منذ أن صعدت واشنطن ضرباتها الجوية داخل الأراضي الباكستانية مطلع هذا العام. وفي سياق متصل قصفت قوات باكستانية مواقع لمسلحين في منطقتي تانغ خاتا وتشهار مانغ في باجور المحاذية للحدود الأفغانية. وأفادت قناة تلفزيونية باكستانية محلية بأن ثمانية مسلحين على الأقل قتلوا وأصيب العديد في الهجمات التي دمرت عدداً من المخابئ الحصينة. وكان الجيش الباكستاني أعلن في وقت سابق أن قواته تمكنت من السيطرة على منطقة لوي سام، التي ينظر إليها على أنها المعقل الرئيس لحركة طالبان في منطقة باجور. وفي هجوم آخر أكد مسؤول في المخابرات الباكستانية أن نحو 15 مسلحاً قتلوا الأحد في اشتباكات مع مليشيا القبائل المؤيدة للحكومة في منطقة وادي سوات شمال غرب إسلام آباد، وقد اندلعت الاشتباكات بعد أن خطف مسلحون نحو سبعين من زعماء القبائل وقتلوا ثمانية منهم. كما صرح مسؤول آخر يأن ثلاثة جنود من القوات شبه العسكرية قتلوا وجرح خمسة آخرون في هجوم انتحاري استهدف نقطة تفتيش في منطقة مهمند القبلية قرب الحدود مع أفغانستان. ومن جهة أخرى تستضيف العاصمة الباكستانية إسلام آباد اليوم الاثنين اجتماعا لمجلس القبائل البشتونية المصغر (لويا جيرغا) بهدف بحث تطورات الأوضاع على الحدود بين باكستانوأفغانستان، إضافة إلى إمكانية الحوار مع حركة طالبان. ويشارك في الاجتماع -الذي تنظمه الحكومة الباكستانية- خمسون ممثلا عن القبائل البشتونية، نصفهم من باكستان ونصفهم من أفغانستان، بالإضافة إلى عدد من مسؤولي البشتون في البلدين. وقالت مصادر قبلية بشتونية باكستانية إن الاجتماعات تهدف إلى (تعزيز بناء الثقة) بين الجانبين القبلي والحكومي في باكستانوأفغانستان، وبحث الوسائل الممكنة لتحقيق السلام في منطقة الحدود الباكستانية الأفغانية بالتعاون مع زعماء القبائل بالمنطقة. وسيتابع المجلس المصغر أيضا القرارات الصادرة عن المجلس الموسع الذي عقد جلساته في أغسطس/آب من العام الماضي بالعاصمة الأفغانية كابل.