اتهمت حركة «طالبان باكستان» أجهزة الاستخبارات المحلية بالوقوف خلف تفجيرين انتحاريين استهدفا في وقت مبكر أمس الجامعة الإسلامية العالمية في العاصمة إسلام آباد أمس، وأسفرا عن مقتل سبعة أشخاص بينهم الانتحاريان، وذلك لتشويه سمعة الحركة من خلال إعلان استهدافها مراكز تعليم في البلاد، رداً على الحملة التي يشنها الجيش ضدها في إقليمجنوب وزيرستان القبلي. وتخضع الجامعة الإسلامية لرقابة أمنية مشددة باعتبارها تبعد مسافة قصيرة من مركز قيادة الشرطة في العاصمة ومقر أكاديمية الاستخبارات العامة الذي استهدفه هجوم في العام الماضي. كما تضم اكثر من 800 طالب من 42 دولة إسلامية، غالبيتهم من الأفغان والصينيين (تركستان الشرقية) ووسط آسيا. واللافت أن المدارس والكليات التابعة للجيش أعلنت وقف الدراسة مع بدء الحملة العسكرية في جنوب وزيرستان السبت الماضي، تحسباً لتنفيذ «طالبان»عمليات لخطف مدرسين أو طلاب، من أجل الضغط على الحكومة والجيش لوقف الحملة. وفيما أعلنت الشرطة اعتقال مشبوهين متهمين بالتورط بالانفجارين، ألمحت أوساط أمنية الى احتمال ضلوع الاستخبارات الإيرانية بالهجوم، رداً على مقتل عدد من قادة «الحرس الثوري» في عملية انتحارية تبنتها جماعة «جند الله» في إقليم سيستان بلوشستان جنوب شرق إيران الأحد الماضي، واتهام طهران كلاً من بريطانيا والولايات المتحدةوباكستان بالتورط، وهو ما نفته الدول الثلاث. واستقبلت الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد طلاباً من السنّة الإيرانيين قبل سنوات، ما أزعج السفارة الإيرانية في باكستان التي تبنت خلال العامين الماضيين سياسة دعم الجامعة مادياً، في مقابل استقبالها طلاباً من الأقلية الشيعية الباكستانية الموالية لطهران. في غضون ذلك، أعلنت «طالبان» أنها استعادت عدداً من التلال التي أكد الجيش الباكستاني قبل يومين سيطرته عليها في منطقة كوتاكي في جنوب وزيرستان. واعترف الجيش بضراوة مقاومة «طالبان» لجنوده، وزرع مقاتلي الحركة كميات كبيرة من الألغام في مختلف المناطق، ما أعاق تحرك الجيش وتقدمه، ومنحَ الحركة فرصة ضرب قواته في أماكن وأودية عدة انطلاقاً من مخابئ جبلية. وأجبرت ضراوة المعارك في جنوب وزيرستان قائد الجيش الجنرال أشفق برويز كياني على توجيه نداء، عبر منشورات ألقتها طائرات عسكرية، إلى زعماء القبائل في المنطقة، وفي مقدمهم قادة قبائل محسود التي ينتمي إليها الزعيم الجديد ل «طالبان باكستان» حكيم الله محسود. وشدد النداء على ضرورة دعم تحرك الجيش لتخليص المنطقة من سيطرة الجماعات المسلحة، وأكد أن عمليات الجيش «لا تهدف الى القضاء على قبائل محسود المشهود بوقوفها دائماً إلى جانب باكستان، بل تستهدف الذين يعملون ضد مصلحة البلد، ويرتبطون بأجهزة أجنبية». وفي تطور لافت، أعلن الملا سانغين القائد في حركة «طالبان» الأفغانية أنه سيقود قوة من 1500 مسلح لقتال الجيش الباكستاني في جنوب وزيرستان، علماً أن الجيش الأميركي في أفغانستان أعلن قبل أسابيع مقتل سانغين في عمليات جنوب شرق البلد.