في مثل هذه السن والتجربة، لن يرهبني الانتحاريون وتفجيراتهم. فثمة معركة دائرة بباكستان يخوضها الباكستانيون من أجل الجيل الشاب. وهي معركة من أجل مستقبل باكستان أمةً ديموقرطية. ومن شأن هذا الجيل أن يحسم تردد الامة بين الاعتدال أو التطرف، التعليم أو الأمية، النظام الديكتاتوري أو الديموقراطية، التسامح أو المغالاة في العصبية الطائفية، الحرب أو السلم. وأنا عدت، هذا الاسبوع، الى باكستان لأقود معركة الديموقراطية. وأعلم حق اليقين أن القوات المسلحة تعتبرني عدوة لها. فضياء الحق، وهو الديكتاتور المتطرف الذي حكم باكستان في الثمانينات، قال أن أفدح خطأ ارتكبه هو تركي على قيد الحياة، وعدم تصفيتي عندما تسنت له الفرصة. ولم تخش الحشود التي استقبلتني في مطار كراتشي المخاطر المحدقة بها، وقدمت من كل حدب وصوب. وهي وجه الاعتدال في باكستان. وحريّ بالانتخابات المقبلة أن تكون حرة وعادلة. ولن يتوانى المتطرفون عن استعمال ترسانة دماء لعرقلة ارساء الديموقراطية. فهم يتوسلون العنف لمصادرة حرية الباكستانيين في التجمع والتعبير. والحق أن الاعتداء الذي استهدفني، اثر عودتي الى باكستان، هو اعتداء على جميع القوات السياسية الباكستانية الساعية الى الديموقراطية. وهو اعتداء على باكستان وعلى مسار العملية السياسية، وانتهاك لحقوق الإنسان. فهذا الاعتداء هو رسالة تهديد وابتزاز وجهت الى الأحزاب السياسية والمجتمع المدني. وغالباً ما يستكين الإرهابيون الى الديكتاتورية. وفي ظلها تزدهر أنشطتهم وتنمو خلاياهم. فهم يدركون أن الديموقراطية والاعتدال يقضيان عليهم، ويجلبان الخراب عليهم. ولذا، لا يوفر هؤلاء وسيلة لتعطيل مسار الديموقراطية، والسيطرة على الدولة ومنع الاحتكام الى القانون. ولا شك في ان المجرمين القتلة الذين أراقوا دماء 140 شخصاً الأسبوع الماضي، بكاراتشي، يخالفون جوهر تعاليم الإسلام. ويعجز المتطرفون عن القضاء على أحلام الباكستانيون في الديموقراطية والمستقبل الأفضل. وأنا أتعاطف مع من قضى، أو جرح في التفجير الإرهابي، ومع أهاليهم. فهم بذلوا أرواحهم من أجل الديموقراطية، وحقوق الناس الأساسية. والوفاء لهؤلاء المواطنين المقدامين يكون بقيام دولة باكستانية معتدلة وديموقراطية. عن بينظير بوتو، رئيسة"حزب الشعب"الباكستاني ووزيرة وزراء باكستان بين 1988-1990،"فايننشال تايمز"البريطانية، 21/10/2007