ركز خطباء الجمعة في العراق أمس على الوضعين الأمني والسياسي في البلاد وطالبوا في خطبهم، التي تزامنت مع ذكرى عاشوراء، العراقيين باستلهام العبر والدروس من واقعة الطف. ودعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي المسؤولين الى تطبيق"شعار الاصلاح"، وطالب بمحاربة الفساد الاداري والمالي، الأمر الذي أكد عليه أيضاً عبدالعزيز الحكيم مطالباً البرلمان بالإسراع بإقرار القوانين التي تأخر اقرارها. وحض الشيخ الكربلائي، خطيب وإمام الصحن الحسيني في كربلاء وممثل المرجع الاعلى آية الله علي السيستاني خلال خطبته امس، العراقيين على"استلهام الدروس والعبر من واقعة الطف وادراك المخاطر التي تحيط بالبلاد في الوقت الحالي". ولفت الى"المخاطر التي يتعرض لها العراقيون من اطراف كثيرة وأولها الارهاب". وقال ان"الوعي بات امراً مطلوباً في المرحلة الراهنة للحفاظ على المكاسب التي تم تحقيقها في الاسابيع الماضية في الجانب الامني"، مشدداً على"ضرورة الاستفادة من نهضة الحسين في هذا المجال واستنهاض البصيرة والوعي لادراك حقيقة المخاطر التي يتعرض لها الشعب العراقي". وطالب الكربلائي العراقيين باتخاذ"موقف موحد ضد الفتن التي يحاول البعض اشعالها بينهم"مذكراً المسؤولين والقائمين على الحكم بأن"شعار الاصلاح بات امراً ضرورياً ويتوجب ان يأخذ حيزاً كبيراً من حياتهم"وطالبهم بالسعي للاصلاح ومحاربة الفساد الاداري والمالي في جميع الميادين. من جانبه دعا السيد عبدالعزيز الحكيم، زعيم"المجلس الاعلى الاسلامي العراقي"في خطبة القاها بين حشود من المواكب الحسينية في جامع الخلاني في بغداد، دول الجوار والدول الاقليمية الى"لعب دور ايجابي في دعم الامن والسلام في البلاد وتقديم المساعدة اللازمة في ضبط حدودها مع العراق ودعم العملية السياسية بالشكل الذي يخدم العراق والعراقيين"، كما دعا حكومة نوري المالكي الى اعادة بناء مرقدي الامامين العسكريين في سامراء، معتبراً اعادة بنائهما نهاية للفتنة الطائفية في البلاد. وطالب الحكيم السياسيين بتحديد مفهومي المصالحة والمشاركة في العملية السياسية وعدم الخلط بينهما لتسهيل التوصل الى اتفاقات توافقية حول بعض الامور العالقة، وشدد على ضرورة اسراع مجلس النواب في اقرار المشاريع والقوانين المهمة التي تأخر اقرارها خلال الاسابيع الماضية. وأكد الحكيم اهمية المصالحة الوطنية ودعا الكتل المنسحبة الى العودة على اسس ومفاهيم جديدة للمصالحة وفق الدستور العراقي، وانتقد مزاجية بعض القوى السياسية واستغلال المصالحة الوطنية وتحويل المشاركة الى وسيلة للتعطيل. وناشد الحكيم اجهزة التفتيش والنزاهة وضع آليات صارمة لمنع ابتزاز المواطنين واحترام حقوقهم والقضاء على الفساد المستشري في دوائر الدولة. كما جدد دعوته الحكومة الى اخراج العراق من البند السابع لمجلس الأمن من خلال تطوير اداء الاجهزة الامنية. وشدد سليم المنذري خطيب وإمام المدرسة الخالصية في الكاظمية على"ضرورة الالتزام بمنهج الامام الحسين في طلب الاصلاح في البلاد بعدما بدأت بوادر الفرقة تنهش جسد العراقيين والأمة"، كما دعا المسؤولين الى اتباع نهج الحسين في محاربة الفساد والمفسدين في الدولة والمجتمع، وطالب الاهالي بتنزيه المواكب الحسينية من البدع والخرافات والالتزام بإحياء علم آل البيت. وطالب الشيخ علي الحسين، خطيب وإمام جامع سعاد النقيب في الغزالية، الحكومة الالتفات الى التطورات الامنية الاخيرة في البلاد ومندداً ببعض ذوي النفوس الضعيفة الذين يسعون الى تقويض الاستقرار النسبي الحاصل في البلاد، وطالب افواج الصحوة باليقظة والانتباه من العمليات العسكرية التي استهدفتهم في الاسابيع القليلة الماضية.