حذّر "المنتدى الاقتصادي العالمي" من ان "يدفع التركيز المتزايد على الأسواق المالية المضطربة والتوترات السياسية المتفاقمة هذه السنة، الحكومات والشركات إلى تجاهل الأخطار الأقل إلحاحاً مثل التغيرات المناخية". واعتبر ان من شأن ذلك ان"يزيد صعوبة التعامل مستقبلاً مع هذه القضايا الحرجة البعيدة المدى". وأعطى مثالاً عن احتمال ان يصبح التحرك لتخفيف آثار التغيرات المناخية"مهدداً إذا تعرض الاقتصاد العالمي لضعف ملموس، على رغم ان قرارات كثيرة تشكل المسار المستقبلي للمناخ العالمي، يجب اتخاذها في السنوات الخمس المقبلة". ورأى ان التقاعس في مواجهة الأخطار البعيدة المدى"لن يؤدي سوى إلى إضعاف قدرة العالم على مواجهة تحديات المستقبل". وسيكون تقرير"الأخطار العالمية"الذي يستند إلى آراء أكثر من مئة شخصية تعمل مع المنتدى، جزءاً من جدول أعمال اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا الشهر. وتناول تقرير المنتدى أربع قضايا رئيسة، هي الخطر المالي العام والأمن الغذائي ومشاكل سلسلة الإمداد ودور الطاقة. ورأى ان"الخطر المالي العام هو الأكثر إلحاحاً والأشد حدة من زاوية التكلفة الاقتصادية". كما"لا يمكن استبعاد احتمال حدوث كساد في الولاياتالمتحدة، في حين ان اعتماد بريطانيا على القطاع المالي سيجعلها في وضع هش". وأبرز قضية الأمن الغذائي في ظل عوامل، منها التغيرات السكانية والمناخية وأسلوب الحياة، معتبراً أنها"دفعت بالعالم إلى مرحلة من الارتفاع المستمر في الأسعار". ويجتمع مئات من زعماء أكبر شركات العالم ومسؤولون سياسيون في منتجع دافوس السويسري هذا الشهر. ويُرجح ان يكون المناخ العام للاجتماع"أقل تفاؤلاً بكثير"مما كان عليه قبل سنة، عندما كان الاقتصاد العالمي لا يزال ينعم بواحدة من أطول فترات النمو منذ الحرب العالمية الثانية. ويأتي الاجتماع هذه السنة بعد أشهر من"أزمة الائتمان"العالمية واضطرابات أسواق رأس المال. ومن بين الأخطار الاقتصادية هذه السنة، أشار المنتدى إلى انخفاض حاد في سعر الدولار، وتباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، وارتفاع الضرائب في الدول الغنية وانخفاض أسعار المساكن في الولاياتالمتحدةوبريطانيا وأوروبا. ولا يزال سوء الأحوال الجوية الناجم عن التغيرات المناخية على رأس قائمة الأخطار البيئية. كما حذر التقرير من ان"تزداد التحديات تعقيداً وتداخلاً، ما يصعب على الشركات والدول تحديد الطرف المسؤول والتحرك لتخفيف حدة الأخطار الرئيسة". وعبّر المنتدى عن مخاوف من حدوث ركود في الولاياتالمتحدة خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، كما شكك في قدرة النمو الذي يقوده الاستهلاك في آسيا، على القيام بدور الموجه للاقتصاد العالمي. وحذر من ان العالم يبدو متجهاً نحو زيادة بعيدة الأجل في أسعار المواد الغذائية. وأشار إلى ان"حجم"الأزمة المالية وپ"طبيعتها"في عامي 2007 و2008، أثارا شكوكاً جدية في شأن هشاشة النموذج الراهن لأسواق المال.