يلتقي أقطاب السياسة والأعمال في دافوس للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يطمح لايجاد علاجات بعيدة المدى لعالم أنهكته «حرب العملات والمخاطر على اليورو وشبح الانفجار الاجتماعي». وتنطلق بعد غد الإثنين المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا؛ الذي يعتبر أكبر منتدى عالميا للمال والسياسة؛ ويشهد المنتدى هذا العام إطلاق شبكة الاستجابة للمخاطر، وخلق آلية لقادة القطاعين العام والخاص تساعدهم على التعرف على المخاطر والتخفيف منها، وذلك قبل حدوث الأزمات، ويفتتح منتدى دافوس دورته ال41 غداً الأربعاء لمدة خمسة أيام، بمشاركة نحو 2500 مشارك، من ضمنهم عدد من رؤساء العالم والقادة السياسيين والاقتصاديين ومديري البنوك وعدد من رجال الأعمال والثقافة والأكاديميين ورجال الدين ومنظمات المجتمع المدني، وذلك من أجل التصدي للمشاكل الأكثر إلحاحا والمخاطر التي تهدد المجتمعات في المستقبل. ويناقش المنتدى الاقتصادي العالمي في اجتماعه السنوي الذي يعقد بعنوان «جرينر دافوس» معالجة المخاوف المتعلقة بالتأثر البيئي. وتهدف مبادرة «نحو دافوس أكثر خضاراً» أو «تواردز ايه غرينر دافوس» الى تخفيض حجم التلوث بالمواد المشعة والنفايات في البيئة. ويهدف المنتدى خلال اجتماعه الى تقليل مستوى وجود الكربون. وقال رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي لفتات كلاوس شواب: لدينا في العالم وضع حيث النظام السياسي والمؤسسات تجد نفسها امام تعقيد يتخطى قدراتها ويتحتم عليها مواجهته، مشيرا الى ان هذه التعقيدات تهدد ب "انهاك" العالم فعليا. كلاوس: العالم منهمك في إخماد النيران بدون التخطيط للمدى البعيد.. و«دافوس» غداً سيخصص للاستراتيجيات الجديدة والعالم اليوم مقسوم بين الدول المتطورة على غرار أوروبا التي تجهد للنهوض بعد الانهيار الاقتصادي والمالي الذي أصابها في السنوات الاخيرة، والقوى النامية الجديدة التي تسعى لتجنب التضخم جراء الفورة الاقتصادية. ولفت لفتات كلاوس الى ان الكل حاليا «منهمك في إخماد النيران» بدون التخطيط للمدى البعيد، موضحا ان قمة دافوس هذه ستخصص للنظر بعيدا والتفكير في استراتيجيات جديدة. وحذر مؤسس الملتقى السنوي الذي يجمع على مدى خمسة ايام في المنتجع الصغير شرق جبال الألب السويسرية صانعي القرار في شتى المجالات ان هذه الاستراتيجيات الجديدة المزمعة ستأخذ في الاعتبار "انتقال مركز السلطة الجيوسياسية والجيواقتصادية من الشمال الى الجنوب ومن الغرب الى الشرق" في تطور يستوجب عمليات تكييف كبرى وعلى الأخص معايير جديدة. وتابع شفاب ان "الاجتماع سيطرح ايضا أفكارا وحلولا لآلية مجموعة العشرين"، مشيرا الى انه سيتضمن للسنة الثانية على التوالي مداخلة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرئيس الحالي لمجموعة العشرين التي تجمع كبرى الدول الغنية والناشئة في العالم. وفي مؤشر الى تنامي نفوذ القوى الاقتصادية الجديدة التي تعزز موقعها مع الأزمة الاقتصادية والمالية، سوف تشارك الدول الناشئة مثل الصين والهند وروسيا بوفود ضخمة. وسيتولى الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف افتتاح الاجتماع في حضور كبرى شخصيات العالم من رؤساء دول وحكومات بينهم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيسا الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والياباني ناوتو كان والأمين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه ووزير الخزانة الاميركي تيموثي غايتنر. وسيتطرق المنتدى ايضا الى مسألة اليورو والانتعاش الاقتصادي الاوروبي الشاق بعد خطتي انقاذ اليونان وايرلندا. وتنتظر مداخلة ميركل بهذا الصدد بترقب شديد بعد التحفظات الالمانية على تعزيز صندوق دعم منطقة اليورو الذي يجري بحثه حاليا. كما ستدور المناقشات حول حرب العملات في وقت جددت الولاياتالمتحدة هذا الاسبوع مطالبة الصين برفع سعر صرف اليوان لاعتباره دون قيمته الفعلية ما يعزز الصادرات الصينية. وباتت هذه المسألة مطروحة بشكل ملح، الى حد حمل وزير المالية البرازيلي غويدو مانتيغو اخيرا على اصدار انذار بهذا الصدد، محذرا من انه اذا ما واصلت الحكومات الرهان على خفض أسعار الصرف لدعم صادراتها، فإن حرب العملات ستتحول الى "حرب تجارية". وسوف يعمل وزراء التجارة العديدون الذين ينتظر حضورهم الى دافوس وبينهم وزراء أستراليا والبرازيل والصين والهند واليابان والولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الاوروبي، على بحث هذه المسائل قبل التطرق الى دورة الدوحة لتحرير المبادلات التي أعربت مجموعة العشرين عن أملها في اختتامها هذا العام. وستجري مناقشات المنتدى على خلفية ارتفاع أسعار المواد الغذائية الذي يشكل أحد المخاطر الكبرى هذه السنة إذ يهدد الاستقرار الاجتماعي، مثلما تبين في تونس، حيث اطلقت المطالب الاجتماعية حركة احتجاج شعبية أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي بعد حكم استمر 23 عاما.