تحركت ديبلوماسية "الطرق الصوفية" لتطويق الأزمة الناشئة بين المغرب والسنغال. ورأت مصادر ديبلوماسية في الزيارة التي قام بها وفد مغربي رفيع المستوى، يضم المستشار مزيان بلفقيه وعضو الديوان الملكي رشدي الشرايبي ووزير الشؤون الاسلامية أحمد التوفيق، إلى السنغال لتقديم تعازي العاهل المغربي الملك محمد السادس في وفاة الخليفة العام للطريقة التيجانية سوري سالم مباكي مؤشراً إلى إنهاء خلافات طارئة نشأت في أعقاب مشاركة وفد عن الحزب الاشتراكي السنغالي في مؤتمر جبهة"بوليساريو"في تيفاريتي، ما أدى الى دعوة الرباط سفيرها في داكار، وردت السنغال بسحب سفيرها في الرباط. ولفتت المصادر الى أن زيارة الوفد المغربي لداكار توجت باجتماعه الى الرئيس السنغالي عبدو اللاي واد، في أول اجتماع من نوعه منذ اندلاع الأزمة الشهر الماضي. غير أن وزير الخارجية السنغالي الشيخ تيديان غاديو استبعد وجود أي خلاف اقتصادي أو تجاري بين البلدين الصديقين، ونقل عنه القول إن دعم بلاده موقف الرباط في قضية الصحراء"حازم وثابت وغير قابل للتفاوض"، في إشارة الى مساندة خطة الحكم الذاتي ودعم خيار المفاوضات لإنهاء النزاع، في حين أكد وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري أن دعوة سفير بلاده للتشاور كانت تخص تحليل الموقف الذي اتخذه الحزب الاشتراكي السنغالي"وليس لها أي طابع للتشاور كما هو متعارف عليه ديبلوماسياً". وأوضح أن دعوة السفير تعلّقت بدرس التغيير الذي طرأ على موقف الحزب الاشتراكي، في اشارة الى كونه التزم مواقف مؤيدة للمغرب عندما كان مشاركاً في الحكومة وشارك الآن في مؤتمر ل"بوليساريو". الى ذلك، وصف العاهل المغربي الدور الذي كان يضطلع به الخادم العام للطريقة المريدية في السنغال بأنه"يعزز روابط الأخوّة والوحدة الاسلامية"بين الرباط وداكار. ورأى ان هذه العلاقة الروحية تؤسس علاقات الأخوة الصادقة التي تجمع مريدي الطريقة التيجانية في أقطار افريقية عدة، في اشارة الى امتدادها الى بلدان غرب افريقيا، إذ يعتبر ضريح الشيخ سيدي أحمد التيجاني في مدينة فاس مركزاً لاستقطاب اتباع هذه الطريقة الصوفية ويقصده ملايين الأفارقة من السنغال ومالي والنيجر والسودان. وكان خلاف نشأ بين المغرب والجزائر في مثل هذا الوقت من العام الماضي حول أصول الطريقة التيجانية، واستضاف المغرب مؤتمراً لاتباع الطريقة في حضور أبرز شيوخها المنتشرين في العالم. الى ذلك، ذكرت مصادر رسمية ان المغرب سيشارك في الجولة المقبلة من مفاوضات مانهاست في ضواحي نيويورك مطلع الاسبوع المقبل. واستبعدت أي تأثير للمؤتمر الأخير لجبهة"بوليساريو"في تيفارتي على مسار المفاوضات، على رغم ما سبقه من تلويح بمعاودة مجلس السلاح. وعزت المصادر مشاركة الرباط أنها تطاول احترام أجندة الأممالمتحدة وعلاقات التعاون التي تربطها مع المغرب، مؤكدة أن موقف الرباط من التطورات الأخيرة أبلغ رسمياً الى الأممالمتحدة التي"توجد الكرة لديها"الآن.