واصلت باريس امس تصعيد لهجتها مع طهران، وأقرت بأن "التوتر على أشده" معها، مؤكدة أنها اتفقت وهولندا على السعي إلى إقناع اكبر عدد ممكن من الدول بتبني عقوبات جديدة ضد ايران خارج إطار الأممالمتحدة، بسبب أزمة برنامجها النووي. وردت طهران باتهام وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير باستخدام"ألفاظ استفزازية". وقال رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فييون ان"التوتر على أشده"، فيما أفاد وزير الخارجية الهولندي مكسيم فيرهاغن بأنه ونظيره الفرنسي يؤيدان فرض عقوبات اضافية على ايران خارج إطار الأممالمتحدة. في الوقت ذاته، استبعد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي امكان اللجوء الى القوة ضد ايران، وقال في اليوم الاول من اجتماعات الجمعية العامة للوكالة في فيينا:"علينا دوماً ان نبقي في اذهاننا انه لا يمكن التفكير في اللجوء الى القوة إلا بعد استنفاد كل الخيارات الاخرى، ولا اعتقد بأننا وصلنا الى هذه المرحلة". وإثر زيارة تفقدية لإحدى الثكن العسكرية في منطقة انغوليم قال فيون:"على الإيرانيين ان يدركوا ان التوتر على أشده"، خصوصاً في المنطقة، و"على صعيد العلاقة بين ايران والدول المجاورة لها والعلاقة بينها وبين إسرائيل". ورأى ان المواجهة مع ايران هي الحد الأقصى الذي لا يتمناه أي مسؤول، معتبراً ان العقوبات الحالية لم تبلغ مداها. وعلق على تصريح كوشنير معتبراً انه"محق"في حديثه عن حرب محتملة، وأن العالم بأكمله"يرى مدى التوتر الفائق الذي يطغى على وضع الشرق الأوسط ويتجه نحو المزيد من الخطورة". وفي وقت لاحق أعلن الوزير الهولندي فرهاغين، إثر محادثات أجراها مع كوشنير في باريس، تأييد بلديهما فرض عقوبات جديدة على ايران خارج إطار الأممالمتحدة. اما كوشنير فأوضح ان العقوبات الأوروبية ينبغي ان تتخذها كل دولة على حدة، بفضل نظامها المصرفي والصناعي والتجاري. ولفت الى ان ألمانيا وبريطانيا أبدتا اهتمامهما بهذا الطرح وسيكون هناك مسعى للتوصل الى موقف أوروبي موحد. وفي حين أيدت ألمانيا التحذير الفرنسي، انتقدت وزيرة الخارجية النمسوية اورسولا بلاسنيك، كوشنير. وقالت على هامش الجمعية العامة لوكالة الطاقة ان الوزير الفرنسي هو"الوحيد القادر على توضيح ما قصده. لا يسعني ان افهم لجوءه الى خطاب عسكري في هذه المرحلة... وأؤيد مواصلة العمل لحل بالتفاوض". وسيشكل ملف العقوبات على ايران أحد محاور محادثات كوشنير في واشنطن هذا الأسبوع. ورحبت الولاياتالمتحدة من جهتها بتصريحات كوشنير حول احتمال وقوع حرب ضد ايران لكنها اكدت مجددا انها تفضل الخيار الديبلوماسي. وقال الناطق باسم الخارجية شون ماكورماك ان"فرنسا تشاطرنا الاهداف نفسها: هذا النظام الايراني لا يمكن ان يمتلك سلاحا نوويا". واضاف ان تعليقات كوشنير"تؤكد جدية الموقف الفرنسي"، قبل ان يزيد"لا نزال نعتقد انه يمكننا بذل جهود اكثر على الصعيد الديبلوماسي"، مضيفا ان"الايرانيين يشعرون بان الضغط يتصاعد بسبب هذه الجهود الديبلوماسية، لم يغيروا رأيهم بعد لكنهم يشعرون بتصاعد الضغط". وقال"في ما يتعلق بأي نهج اخر، سأقدم الرد المعتاد نفسه: ان رئيس الولاياتالمتحدة لا يسحب اي خيار عن الطاولة لكننا نركز على النهج الديبلوماسي في الوقت الراهن". ورأى الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية مارك ريغيف إن تصريحات كوشنير"ايجابية إذ توجه رسالة واضحة الى طهران"التي لن توقف برنامجها للتسلح النووي، إلا حين تدرك ان المجموعة الدولية جدية وموحدة ومصممة على موقفها". ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن محافل سياسية بارزة، ان تصريح كوشنير"دليل صحوة في العالم الذي أخذ يدرك انه يجب التحدث إلى ايران بلغتها، لغة القوة، وأنه من دون التلويح بعمل عسكري، لن يكون للعقوبات الاقتصادية مفعول جدي". راجع ص 8 الناطق باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني أعلن أن تصريحات كوشنير"لا تتفق مع سياسات الاتحاد الأوروبي"، وان"استخدام عبارات استفزازية يتعارض مع موقف فرنسا الرفيع تاريخياً وثقافياً، ومع حضارتها". وقال الجنرال محمد حسن كوسهنشي، احد قادة"الحرس الثوري"في غرب إيران:"الأميركيون يحيطون ببلادنا، لكن ذلك لا يعني انهم يحاصروننا، فهم أيضاً محاصرون، وهم في مرمى نيراننا". وزاد"لسنا بحاجة الى صواريخ نووية، فباستخدام أسلحة قصيرة المدى، تصبح القوات الأميركية في مرمانا، وهيمنتنا على المنطقة وصلت حداً لا يجرؤ معه اي عدو على مهاجمتنا". واعلن وزير النفط الايراني غلام حسين نوزري لصحيفة"فايننشال تايمز"امس ان ايران تريد"اعادة النظر"باتفاق غاز مهم جدا ابرمته مع مجموعة توتال النفطية الفرنسية"يقضي بانشاء مصنع لتسييل الغاز في ساوث بارس في الخليج. وقال الوزير ان المشروع البالغة قيمته مليارات الدولارات يجب ان تتم"اعادة النظر به"، مشيرا الى ان الاسعار التي تنوي"توتال"فرضها على مبيعات الغاز الطبيعي المكرر الذي سينتجه المصنع مرتفعة للغاية.