ابدت كافة الاطراف المعنية بالملف النووي الايراني مواقف تشير الى امكانية استئناف المفاوضات بشأنه هذا الخريف بالرغم من تجديد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد استفزازاته الخميس من منبر الاممالمتحدة. وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس ان "الباب ما زال مفتوحا للدبلوماسية ان اختارت ايران سلوكه". وحين خلفه احمدي نجاد على المنبر بعد الظهر لم يتطرق الى الملف النووي الا بشكل عابر، واعلن نجاد ان ايران لطالما كانت مستعدة للتفاوض مؤكدا في المقابل ان بلاده لا ترضخ للضغوط. وقال "لم نرضخ يوما لضغوط تمارس علينا بصورة غير شرعية ولن نفعل ابدا. قيل انهم يريدون الضغط على ايران لحملها على التفاوض". وتابع "اولا، لطالما كانت ايران على استعداد للدخول في حوار مبني على الاحترام والعدالة. وثانيا، فان الوسائل القائمة على التقليل من احترام الامم لم تعد منذ فترة طويلة تجدي". وفي طهران نقلت وكالة الانباء الطلابية عن احمدي نجاد قوله ان ايران قد تجري مفاوضات مع الدول الست في تشرين الاول/اكتوبر. كما كان الرئيس الايراني اكد في وقت سابق لشبكة تي بي اس اليابانية انه "يجري الاعداد" للمفاوضات مع الدول الست الكبرى المعنية ببحث برنامج بلاده النووي مضيفا انها "ستجري على الارجح في تشرين الاول/اكتوبر". وكانت مجموعة الست التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولاياتالمتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) والمانيا دعت الاربعاء الى "حل تفاوضي سريع يكون شاملا وبعيد الامد" مع طهران. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير لشبكة سي ان ان الاميركية ان الطرف الايراني هو الذي طلب من الدول الست استئناف المفاوضات وقد وافقت. واكد "لقد طلبوا الاجتماع معنا". وجرى اخر اجتماع للدول الست مع ايران في الاول من تشرين الاول/اكتوبر 2009 في جنيف وقد قدمت الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا لايران عرضا برعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية يقضي بمبادلة 1200 كلغ من اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيب بوقود نووي اعلى تخصيبا لاستخدامه في مفاعل طهران للبحث الطبي. وبعدما ظهرت مؤشرات توحي بان النظام الايراني سيقبل بالعرض، عاد ورفضه. وقامت واشنطن بعد ذلك بتحركات دبلوماسية مكثفة افضت في حزيران/يونيو الى اقرار عقوبات جديدة بحق ايران هي الاشد حتى الان. وقال دبلوماسيان من مجموعة الدول الست طلبا عدم كشف اسمهما ان اجتماعا بين ايران والدول الكبرى قد يعقد هذا الخريف في فيينا او حتى "بعد شهر في جنيف". وتعتزم الدول الست تقديم صيغة "معدلة" لعرضها السابق تاخذ في الاعتبار مواصلة ايران عمليات التخصيب منذ 2009 وزيادة حجم مخزونها من اليورانيوم المخصب. والهدف الاساسي كما لخصه باراك اوباما الخميس هو اعطاء ايران فرصة "لتؤكد للعالم الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي". وقالت المصادر ذاتها ان الغربيين يأملون ان يكون الاجتماع هذه المرة فاتحة لسلسلة لقاءات "تثبت للايرانيين اننا نرغب في التفاوض".