سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المفتي قباني اعتبرها استفتاء وسلام أكد دستوريتها وصولانج الجميل وجهت نداء للمشاركة . انتخابات بيروت تستمد حرارتها من التكتلات الطائفية وبعض ناخبيها يسألون عن معركة المتن ... من "شدة الملل"
كان التفاوت في الإقبال على صناديق الاقتراع في دائرة بيروت الثانية، كبيراً جداً وجاء وفقاً للتكتلات الطائفية في أحياء المدينة. فالباحث عن الزحمة وجلبة الحملات الانتخابية وتجمعات المناصرين في مكاتب انتخابية، وجد مطلبه في أقلام اقتراع فيها غلبة سنية كمركز"خديجة الكبرى"في عائشة بكار، وثانوية عمر فروخ في محلة الكولا. لكن هذا المشهد غاب تماماً في مراكز خصصت لطوائف أخرى كالموارنة والروم الأورثوذكس والشيعة في الباشورة والرميل. وقابلت نسبة الاقبال التي لامست 40 في المئة في مراكز السنة نسبة لا تتجاوز 3 في المئة في اقلام اقتراع الشيعة والمسيحيين، ما جعل النسبة المرتفعة تتآكل ليستقر المعدل العام عند نحو 20 في المئة. وفي بعض اقلام تلك المراكز، كان الملل ظاهراً على الموجودين، ولم يتوان بعضهم عن سؤال الصحافي الداخل إليهم"ما أخبار انتخابات المتن؟". وعلى رغم الزحمة في مراكز وندرتها في أخرى، فإن المعركة الانتخابية لملء المركز الشاغر باستشهاد النائب وليد عيدو، بين المرشحين محمد الأمين عيتاني تيار المستقبل وابراهيم الحلبي حركة الشعب وزهير ابراهيم الخطيب ومحمد رشيد قردوحي، لم تكن معركة فعلية خصوصاً بعد انسحاب المرشحين صالح فروخ وماهر أبو الخدود لمصلحة المرشح عيتاني، إضافة الى أن قوى المعارضة المتمثلة ب"حزب الله"وحركة"أمل"كان مناصروهما غائبين من أمام مراكز الاقتراع ومن داخلها، واقتصر الحضور المتراخي على مناصري"المستقبل"بقمصانهم البيض التي خط عليها"بيروت خط أحمر". في مركز"خديجة الكبرى"حيث اقترع مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني، سجلت أعلى نسبة مشاركة. وقال رئيس أحد الأقلام ان النسبة زادت على 40 في المئة، موضحاً أن عدد الناخبين المسجلين في قلمه 579 اقترع منهم 215 ناخباً حتى ال 12 ظهراً و"لا تزال هناك 6 ساعات على اقفال الصندوق". ووصف رئيس قلم آخر الاقبال ب"المعتدل، فهو ليس كثيفاً وليس قليلاً". وعلى رغم نسبة المشاركة التي اعتبرها مناصرو المتنافسين عيتاني وحلبي"مرتفعة"، جدد المفتي قباني بعد اقتراعه دعوته البيروتيين الى"المشاركة الواسعة". وقال:"إن المشاركة في الانتخابات واجب وطني ومسؤولية وطنية"، داعياً اللبنانيين الى"حمل الأمانة والمسؤولية الملقاة على عاتقهم عبر المشاركة الواسعة في الانتخاب وبكلمة وحدة، وعدم التهاون في آداء هذا الواجب لأن وطنهم في حاجة إليهم، وأهل بيروت هم أوفياء لمدينتهم وعاصمتهم". وشدد على"أن وحدة كلمة بيروت في الانتخاب هي إعلان لوحدة كل لبنان بمسلميه ومسيحييه"، معتبراً"أن هذا اليوم هو استفتاء على حرية وسيادة لبنان". المشهد نفسه بزحمته واقباله تكرر في مدرسة عمر فروخ، حيث اقترع النائب السابق تمام سلام الذي اقترع لمصلحة عيتاني. وقال:"نقوم إلى جانب إخواننا البيروتيين بدورنا في هذه الانتخابات، ونحن عندما انطلقنا بالتأييد الكبير والعارم لقرار وحدة بيروت المتمثلة اليوم بمرشح"المستقبل"عيتاني، أملنا بأن يتمكن من الاستمرار في حمل المشعل تعويضاً عن الذي خسرناه باستشهاد النائب وليد عيدو ونجله في مواجهة الجريمة، وفي مواجهة الإرهاب الذي لن ينال من بيروت طالما هناك وعي عند أبناء هذه المدينة، وهذا الوعي يتجسد في هذه الانتخابات فهنيئاً لبيروت وهنيئاً للبنانببيروت". وأضاف سلام:"لا بد لي من أن أسجل في هذه المناسبة، وعلى رغم كل أجواء الصراع القائم في البلد والأزمة المستعصية، للحكومة قرارها إجراء هذه الانتخابات، وبالتالي هذا الاقرار يأتي ليس من قبلي فقط بل من قبل كل القوى السياسية العاملة في البلد، وشهدنا المعارضة في المقدمة تلبي الطلب وتتفاعل مع هذه الدعوة للانتخابات، فبالتالي هنيئاً للبلد بأن هناك حكومة يمكن أن تأخذ هكذا خطوة وأن تستمر في السعي إلى تدعيم الديموقراطية وتدعيم نظامنا في الاتجاه الصحيح". ودعا"الجميع الى المشاركة، فالانتخابات هي استحقاق مفتوح لكل المواطنين، ونحن نأمل بأن تكون المشاركة للجميع، ولكن سمعنا أن بعض القوى السياسية اتخذت موقفاً بعدم المشاركة في هذه الانتخابات لأسباب تعود ربما إلى شعورها بأن موقعها في المعارضة يلزمها عدم المشاركة ومن ثم ربما لأن ليس لها مرشح لتقود فيه الانتخابات". وتطرق سلام الى انتخابات المتن حيث"تشارك قوى كثيرة، وخوض الانتخابات في المتن يؤكد أن الانتخابات شرعية وديموقراطية وقانونية ودستورية". وأضاف:"أنا من موقعي المعتدل والوسطي أدعو إلى الوفاق لأننا لن ننهض بلبنان إلا من خلال التوافق خصوصاً أننا مقبلون بعدما نطوي صفحة الانتخابات، على الاستحقاق الرئاسي ولن يكون هناك رئيس جديد لتغليب فئة على أخرى فإما أن يكون رئيس لكل اللبنانيين وإما لا انتخابات رئاسية وذلك يعود بالسوء على الجميع". المرشح عيتاني الذي لا يحق له الاقتراع لأنه من الدائرة الأولى، دعا الى"الانتصار لدم الشهيد عيدو ويجب أن نقول لأداة القتل: نحن في بيروت خط أحمر"، معتبراً أن"المعركة لا تحسم إلا في صناديق الاقتراع". أما منافسه المرشح الحلبي الذي جال على صناديق الاقتراع وأدلى بصوته، فدعا الى"إفساح المجال للجميع بالمشاركة في التصويت في الانتخابات، وعدم استعمال الترهيب والترغيب في كثير من الأحيان، الترغيب في معنى انهم يدفعون رشاوى هنا وهناك، والترهيب إذا كنت ستترشح ستكون من القتلة". دعا الحلبي المفتي قباني الى"ابعاد دار الفتوى عن الانحياز، هو انحاز الى مرشح السلطة، وهذا معروف وهو حر في كل الحالات، إذا كنا نتكلم عن السيادة والحرية والاستقلال". وأضاف:"أنا حر في ترشيحي، وعلى القوى السياسية كلها في بيروت أن تأخذ قرارها ويكون لها خط ويكون لها مرشح ووجود، من هذا المنطلق نتكلم عن السيادة، السيادة الحقيقية". هذا المشهد بحركته وناخبيه بمن فيهم زعامات بيروتية ومرشحوه، يعود كله الى السنة المعنيين مباشرة بالمقعد النيابي، بينما الطوائف الأخرى كانت شبه غائبة حضوراً واقتراعاً. فحركة الناخبين في مدرسة المعمدانية ومدرسة مار ساويريوس، وهما للناخبين المسيحيين للروم الارثوذكس والسريان الارثوذكس، ظلت ضيقة جداً ولم تتعد 3 في المئة. وجهد رئيس قلم اقترع في قلمه 23 من أصل 605، في حساب النسبة المئوية الدقيقة للناخبين وخلص الى أنها 3.4 في المئة. وهذه الحال كانت مشابهة تماماً في اقلام مدرسة بيروت العالية في البسطة، وهي مخصصة للطوائف المسيحية والشيعة. وفي أحد الأقلام المخصصة للموارنة اقترع 8 من أصل 546. وفي قلم مخصص للشيعة اقترع 22 من أصل 708. ويجري رئيس القلم مقارنة بين العملية الحالية وعملية سابقة ويقول:"حتى الآن العاشرة صباحاً كان يجب ان تبلغ نسبة الاقتراع 20 في المئة، قد يكون هناك التزام بعدم المشاركة"، في اشارة الى قرار"حزب الله"و"أمل"مقاطعة الانتخابات نظراً الى عدم اعترافهما بشرعية الحكومة التي دعت إليها. ورأى الشاب علي سرحال أن"أمل"وپ"حزب الله"لم يقررا المقاطعة، وان توجهاتهما الى الناخبين كانت بالاقتراع لمصلحة الحلبي. ولا يخفي علي الذي كان متوجهاً الى مركز الانتخابات للاقتراع للحلبي، وجود انقسام داخل عائلته حول المرشح الذي سيقترعون له. وقال:"نحن نؤيد الرئيس رفيق الحريري وليس ابنه سعد، لهذا جزء منا يؤيد الحريري وجزء يؤيد الحلبي الذي طلب منا ان نقترع له، لكن المؤكد ليس هناك مقاطعة". واذا بدا معظم مؤيدي"المستقبل"مطمئنين الى فوز عيتاني، بدا بعض القدماء البيروتيين من ذوي التجارب في المعارك الانتخابية حذرين، وكانوا يترقبون الحركة التي ستحصل بعد الظهر. وقال مختار المزرعة يوسف زين:"لا يمكن أن نقول ان النتيجة معروفة، فللانتخابات خطط وألعاب تقلب النتائج رأساً على عقب في فترة بعد الظهر، فقد يعلن طرف أنه على حياد، لكنه يخفي تحالفه مع طرف معين، وبعد الظهر تأتيه توجيهات بالاقتراع فتصب الأصوات صباً، والمفروض لجبه هذه الأمور أن يقوم الجميع بالاقتراع وعدم القول إن النتيجة معروفة". وكان ضعف الإقبال واضحاً في مراكز محلة الرميل وظلت النسبة شبه معدومة حتى الظهر تقريباً، ما حدا بالنائب صولانج الجميل الى توجيه نداء الى أبناء المنطقة دعتهم فيه الى المشاركة. وقالت:"أقول لهم إن صوتكم مهم جداً لدعم مسيرة ثورة الأرز. والمطلوب من الجميع ان يساهموا في هذه المسيرة التي بدأناها معاً منذ العام 2005، مع انتفاضة الاستقلال ومعهم سنكملها. وأوجه ندائي الى أبناء منطقة الرميل وأقول لهم إن المرشح عيتاني يمثل توجهنا اللبناني وتوجه فريق 14 آذار، وعلى الجميع المشاركة والتصويت لمصلحته".