قالت مصادر مقربة من "حزب الله" وحركة "أمل" انهما غير معنيين، ترشحاً واقتراعاً بالانتخابات الفرعية لملء المقعد النيابي الشاغر باستشهاد النائب وليد عيدو عن الدائرة الثانية في بيروت، وأن قرارهما نهائي ولا عودة عنه، وكانا يتمنيان على رئيس"حركة الشعب"النائب السابق نجاح واكيم العزوف عن خوض المعركة بترشح نائبه ابراهيم الحلبي ضد مرشح تيار"المستقبل"محمد الأمين عيتاني. وعزت المصادر موقف الحزب والحركة من الانتخاب الفرعي في بيروت الى الأسباب الآتية: - ان قرارهما ينطلق من قناعتهما بعدم شرعية حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وبالتالي عدم الاعتراف بالقرارات الصادرة عنها، بما فيها دعوة الهيئات الناخبة الى انتخاب نائب جديد خلفاً للشهيد عيدو. فمجرد الاشتراك في العملية الانتخابية ترشحاً يشكل انقلاباً مكشوفاً على موقفهما المبدئي من الحكومة وقراراتها. - لا مجال أمام التحالف الشيعي للاستنساب في تعاطيه مع قرارات الحكومة لجهة تحييد مشاركته في انتخابات بيروت عن سائر قراراتها منذ تاريخ انسحاب الوزراء الشيعة منها في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، خصوصاً انه لا يزال يشترط في حال تم التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، اعادة النظر في جميع القرارات باستثناء تلك المتعلقة بإنشاء المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. - ان التحالف الشيعي ليس في وارد الطلب من محازبيه التوجه في 5 آب اغسطس المقبل الى صناديق الاقتراع في بيروت لانتخاب مرشح"حركة الشعب"ابراهيم الحلبي، ويعتبر نفسه غير معني بالانتخاب ويتصرف في العلن على انه خارج اللعبة الانتخابية، فالمشاركة فيها تتناقض مع موقفه وتضفي الشرعية الشعبية على الانتخابات. - كما ان"حزب الله"لن يكرر ما حصل في الانتخابات النيابية الأخيرة، عندما خاض الانتخابات في بيروت متحالفاً مع تيار"المستقبل"، والحزب التقدمي الاشتراكي وپ"أمل"، ولقي إحراجاً إزاء تجيير عدد كبير من محازبيه ومناصريه، ومن دون قرار مركزي، اصواتهم في الدائرة الثانية لمصلحة واكيم ضد منافسه مرشح تيار"المستقبل"النائب عاطف مجدلاني، لأن مجرد حصول كثافة في الإقبال الشيعي على الانتخاب الفرعي سيدفع خصومه الى التعاطي مع النتيجة وكأن الحزب مني بخسارة سياسية من خلال عدم فوز الحلبي، فيكون بهذا، باعتباره القوة الانتخابية الثانية بعد"المستقبل"، خاض المعركة بالنيابة عن واكيم، وخلافاً لموقفه المبدئي من الحكومة إكراماً لقرار أخذته حركة الشعب. - إن قرار التحالف الشيعي، وإن كان لا يؤسس في المدى المنظور، لعلاقة سياسية جديدة مع تيار"المستقبل"بزعامة النائب سعد الحريري في ظل استمرار الاختلاف في المواقف الأساسية من تشكيل حكومة وحدة وطنية أو الاستحقاق الرئاسي، فإنه في المقابل يصب في خانة عدم تطييف المعركة وإظهار نتائجها من خلال فرز صناديق الاقتراع كعينة من تصاعد الاحتقان بين السنّة والشيعة، الذي أخذت وطأته تتراجع في الآونة الأخيرة. كما ان التحالف الشيعي يرفض ان يتحول الى رأس حربة ضد الشارع السني في بيروت إرضاء لموقف حليفه واكيم في ظل صعوبة تسجيل اختراق لهذا الشارع في ضوء المواقف البيروتية الداعمة لمرشح تيار"المستقبل"، وأبرزها تلك الصادرة عن النائب السابق تمام سلام وپ"الجماعة الإسلامية"، والتي تقطع الطريق على إمكان إظهار المعركة كأنها صراع داخل الساحة السنية، وعلى رغم ان هناك من يراهن على موقف الرئيس سليم الحص وجمعية"المشاريع الخيرية الإسلامية"في بيروت الأحباش. فالحص بحسب ما قالت مصادر بيروتية لپ"الحياة"، لن يدخل طرفاً في المعركة خلافاً لما يتردد عن ان"الأحباش"سيقترعون لمصلحة الحلبي، علماً ان محاولات أجريت في السابق لتطبيع العلاقة بينهم وبين تيار"المستقبل"ولم يكتب لها النجاح. اما بالنسبة الى موقف القوى المسيحية، فإن واكيم الذي يصر على خوض معركة إثبات وجود في بيروت، لا يزال يراهن على الحضور الفاعل لپ"التيار الوطني الحر"بقيادة العماد ميشال عون في العاصمة، خصوصاً ان قراره الترشح في الانتخاب الفرعي في المتن الشمالي يشجعه على الاصطفاف في المعركة الى جانب واكيم، بينما يتريث حزب الطاشناق في تحديد موقفه، وهناك من يقول إنه يربط موقفه بالرهان على إمكان تفاهمه لاحقاً مع الحريري في الانتخابات في بيروت.