أفسد الزعيم وملحقاته على مجانين القلعة نشوة الفرح، والاحتفال بالفوز، بعد أن منحهم فرصاً للتقدم في غالبية دقائق المباراة.. تقديراً لحضورهم الطاغي في المدرجات، ولكنه انقض عليهم في غفلة بعض من نجومهم المتواضعين، وبمساعدة مدربهم اليافع يايسله، وخطف منهم نقاط المباراة، ليواصل التنمر الفني على أندية روشن، التي تعاني فوارق عناصرية، وإدارية، أمام جاهزية وقوة الزعيم. نستميح العذر للمجانين، وبقية المنتمين للأندية الأخرى، ونخص الأندية الأربعة الواقعة تحت ملكية الصندوق، من الاستسلام أمام الزعيم، المدعوم مادياً ولوجستياً، ليواصل سلسلة الانتصارات متفوقاً على الجميع، وتكرار سيناريو الموسم الماضي، وربما يختلف المونتاج والإخراج قليلاً، ولكن يبقى البطل واحداً، وعادة البطل في أفلام الأكشن لا يموت.. البطل نفس البطل ما طرى علم جديد، الامتعاض مستمر والجدل، وتوقعات الجماهير والمتابعين والمحللين بارتفاع حدة المنافسة، عطفاً على الدعم الكبير، والزخم منقطع النظير، للخروج بمشروع رياضي كروي عالمي الصناعة، بمشاركة نجوم شباك الملاعب، لن تتحقق، والسبب التفاوت في توزيع الحصص، ناهيك عن تشابك عوامل تنظيمية أخرى، مع بعضها، من بينها الجدولة وتطبيق الأنظمة واللوائح، والتي تلعب دوراً هاماً في تحقيق عدالة المنافسة، حيث الميول والتحيز يخلقان ثغرات في القوانين، قد تؤثر على نتائج المباريات، وتخدم مصالح أندية على حساب أخرى، ومن هذا المنطلق، تفقد المسابقات الشغف والإثارة والتشويق، وتصبح بعض النتائج معروفة مسبقاً، بسبب تفاوت المستويات، وتضعف فرص تحقيق البطولات للأندية الأخرى، وقد يساعد عدم تطبيق نظام سقف الرواتب، وتعديل قوانين الاحتراف، وتطوير البنية التحتية خاصة للأندية الصغيرة، كذلك في غياب الندية.. وإذا كنا نطمح لتحقيق مستهدفاتنا، لا بد من تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الأندية واتحاد كرة القدم، والرابطة والجماهير، فمن خلال العمل الجماعي يمكن بناء دوري سعودي قوي ومتنافس، يمثل مصدر فخر واعتزاز للجميع.