في منصة «تراضي» بمركز المصالحة بوزارة العدل، يعمل مصلحون ومصلحات من المؤهلين في تخصصات القانون والشريعة والأنظمة على مباشرة ملفات الخصومة والإصلاح قدر المستطاع، وجمع شمل المتخاصمين من الإخوة الأعداء من التجار وأبناء العمومة أو في محيط الأسرة أو بين الأصدقاء في مجالات كثيرة وأسباب عديدة، في خطوة تهدف إلى إنهاء النزاعات صلحاً قبل وصولها إلى أروقة المحاكم تسهيلاً وتيسيراً على المتقاضين وتخفيفاً عليهم، وفي حال وصول المصلح إلى حل مرضٍ لطرفي الخصومة يُصْدر قراراً بالصلح ويعد سنداً تنفيذياً يعمل به أمام محاكم التنفيذ. منصة «تراضي»، التي تعمل مجاناً وتباشر عملها إلكترونياً عن بُعد، وتغلق ملفات الخصومة بسرية، نجحت نجاحاً باهراً في أن تكون واجهة حضارية لوزارة العدل وصمام أمان لفلترة القضايا قبل وصولها للمحاكم. ثمة قصص مضيئة ومشرقة داخل مركز المصالحة بوزارة العدل، تعكس رقي ومكانة منصة «تراضي» كعمل عدلي إنساني اجتماعي أخلاقي، ومن بين الوقائع قصة المصلحة «أثير الأحمري»، التي تعد واحدة من عشرات المصلحين والمصلحات في مركز المصالحة، والتقتها «عكاظ» بعد فراغها من إنهاء نزاع بين تاجرين صديقين، فأصلحت بينهما في خلاف على مبلغ 35 مليون ريال، وأسهمت في إنهاء الدعوى صلحاً بعيداً عن المحاكم. أثير الأحمري، قانونية سعودية، التحقت قبل 3 سنوات بالعمل في مركز المصالحة بوزارة العدل، لتعمل مصلحة عبر «تراضي»، كانت تتشوق دوماً لإشباع طموحها في أن تكون مؤثرة في المجتمع لها بصمة اجتماعية إنسانية وقانونية، متسلحة في ذلك بذكاء فطري وعزيمة لا تلين وطموح كبير وشهادة جامعية في تخصص القانون، وسرعان ما وجدت أثير نفسها تدير جلسات الصلح بين الخصوم بكل اقتدار. وأسهمت أثير بشكل كبير في رأب الخلافات وتقريب وجهات النظر وأصدرت عدداً من سندات الصلح التي تعد سندات تنفيذية أمام المحاكم لا طعن عليها ولا اعتراض. ومن أحدث وأبرز ما تعتز به نجاحها في الوصول إلى الصلح بين اثنين من التجار الأصدقاء عقب أن نشب بينهما خلاف مالي في مبلغ 35 مليوناً لتسوية ديون في عملهما، تم سداد جزء منها والتأخر عن سداد البقية، بسبب تباين في وجهات النظر بين الطرفين في موعد وآلية استحقاق المبلغ، وتطور خلاف الأصدقاء إلى ما يشبه القطيعة وظهرت بوادر التوجه للمحاكم، قبل أن يأخذ أحد الخصوم بنصيحة قانونية باللجوء إلى منصة تراضي العدلية، وعرض الخصومة أمامها إلكترونياً من خلال خطوات ميسرة وسهلة. وتسلمت المصلحة أثير القضية عبر منصة «تراضي»، على مدى 3 جلسات متتالية لم تستغرق أكثر من أسبوع كل جلسة لم تستغرق أكثر من ساعة، نجحت في تقريب وجهات النظر بين التاجرين، ووصلت بمعيتهما إلى حل وسطي اقتنع كلاهما به ووافقا عليه، وانتهت الخصومة بينهما بصدور سند صلح تنفيذي منهي للنزاع لتعود المياه إلى مجاريها وتتحول الخصومة إلى تواد وثناء، كل طرف يشيد بالطرف الآخر، وفي النهاية يشيد التاجران بمنصة «تراضي»، التي أسهمت في حفظ الود والصداقة بينهما وكذا حفظ حقوق كل طرف. وقالت المصلحة أثير ل «عكاظ»، إنها تميل إلى القضايا التجارية في عمليات الصلح عبر منصة «تراضي»، وإن أكثر من 50 % من القضايا التجارية التي تباشرها تنتهي صلحاً دون الحاجة إلى اللجوء للمحاكم.