سجلت أجور حفلات المطربين في مصر، ارتفاعاً استثنائياً بعدما قرر معظمهم زيادة بدله المادي، على رغم ضعف توزيع ألبوماته. وصار معظمهم لا يقبل بأن يتقاضى أتعابه المادية إلا بالدولار بدلاً من الجنيه المصري"الغلبان"كما يقول بعضهم. ويعزو هؤلاء الظاهرة التي كانت محصورة بالمطربين الكبار، أمثال عمرو دياب وهاني شاكر ومحمد منير، الى نشاط الحركة السياحية في مصر، خصوصاً أن السياح العرب يرتادونها بكثرة، بعدما كان جزء منهم يقصد لبنان، وغيّر وجهته بفعل الأحداث الأمنية والتوتر في هذا البلد. وبدأ المطرب تامر حسني أولى خطوات الارتفاع"الجنوني"للبدل المادي لحفلاته بعد خروجه من السجن، فبعدما كان يحصل على 30 ألف جنيه للحفلة، ارتفع المبلغ الى 150 الفاً و250 الفاً خارج القاهرة. وفي ظل المنافسة بينه وبين محمد حماقي على لقب"مطرب الجيل"، رفع الأخير أيضاً أجره من 25 ألف جنيه الى 80 ألفاً، و160 ألفاً خارج القاهرة. ولم ينته صراع المطربين، اذ شهدت الفترة الأخيرة تنافساً شديداً بينهم على من يغني في الأعراس، ويقصي الآخرين. وانتقلت عدوى ارتفاع الأسعار هذا الصيف الى آخرين، وشيرين عبدالوهاب باتت تحصل على 90 ألف جنيه بدلاً من 30 ألفاً، وحمادة هلال على 30 ألفاً بدلاً من 15 ألفاً، وحسام حبيب على 20 ألفاً بدلاً من 10 آلاف، بهاء سلطان 25 ألفًا بدلاً من 15 ألفاً، سعد الصغير 20 ألفًا بدلاً من 10 آلاف، هيثم شاكر 30 ألفاً بدلاً من 15 ألفاً، فريق"واما"25 ألفاً بدلاً من 15 ألفاً... مع مضاعفة هذه الأرقام في حال كانت الحفلة خارج القاهرة. ويبرر الموسيقار محمد سلطان ما يحدث ب"التدهور الواسع في حال الأغنية المصرية والعربية عموماً"بعدما سيطر عليها"أنصاف المواهب"و"أصبح الغناء بهز الوسط اذ يسمع الجمهور الأغنية بعينيه". ويرى أن"ما يحدث لا ينفصل عن حال التردي التي يعيشها المجتمع العربي من المحيط الى الخليج، والتي انعكست على سلوك ابنائه فأصبحوا يفرحون بكل ما هو سيئ ويتركون ما هو محترم". ويطالب سلطان بأن"يقف القائمون على صناعة الفن والاعلام في العالم العربي وقفة صارمة لإعادة الاغنية العربية الى مسارها الصحيح، بدلاً مما نسمعه من تلوث يفسد الذوق العام ويخلق أجيالاً مشوهة فنياً وفكرياً". ويقول حسام عبدالسلام، أحد متعهدي الحفلات:"المطربون ضاعفوا أجورهم بسبب تهافت الشباب عليهم وهم يمثلون نسبة 95 في المئة من جمهور الحفلات في مصر، لذا كان لا بد من أن نرضخ لطلبات المطربين، طالما هناك من يدفع ثمن التذكرة. المسألة تخضع للعرض والطلب".