اتهمت الكتلة الصدرية القوات الاميركية بعرقلة اوامر قضائية لاطلاق سراح عشرات المعتقلين من التيار الصدري في سجني كروبر ببغداد وبوكا في البصرة، فيما تسود المخاوف في الديوانية 160 كلم جنوببغداد من خطة امنية جديدة تستهدف التيار الصدري. وافاد النائب من الكتلة الصدرية فلاح شنيشل ل"الحياة"ان القوات الاميركية"رفضت اخلاء 44 معتقلا من نزلاء في سجني المطار وبوكا قرر القضاء العراقي الافراج عنهم أخيراً لبراءتهم"واعتبر ذلك"مخالفا لكل ادعاءات المحتلين في احترامهم ارادة الشعب والمؤسسات الدستورية ومنها القضاء ناهيك عن انتهاك القوانين والاعراف الدولية الخاصة بحقوق الانسان". واشار شنيشل الى وجود"1045 معتقلاً من تيار الصدر في سجون الاحتلال، منهم 898 في بوكا ويوجد الآخرون في المطار ومعتقلات اخرى للجيش الاميركي"وأكد"ان اكثر من 250 معتقلا تجاوزت فترة احتجازهم الثلاث سنوات من دون التحقيق معهم الى الآن ولم تحل قضاياهم الى القضاء". واضاف:"استوضحت من رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي مدحت المحمود عن السبب فرد بأنه تأخر القوات الاميركية في رفع عدد من القضايا الى القضاء لعدم وجود ادلة ضد المعتقل"مشيراً الى"عدم جواز استمرار اعتقال أي شخص اكثر من 24 ساعة من دون اذن القضاء". واتهم شنيشل من سماهم"مرتزقة وعملاء تستخدمهم قوات الاحتلال في توفير المعلومات الاستخباراتية، يحاولون تضليلها بزج الابرياء في مشاكل واتهامهم بالباطل سعيا للحصول على اكبر قدر ممكن من المال كمكافأة على عملهم"وطالب الاميركيين"بالاستعانة بالمؤسسات الامنية والاستخباراتية الحكومية او التنسيق معها على اقل تقدير في تدقيق المعلومات والتحقق ما اذا كانت كيدية". ودعا الحكومة الى"التدخل ومنع المحتلين من استخدام الآليات العسكرية الضخمة والدبابات والطائرات في غاراتها على المناطق السكنية لاعتقال مطلوبين واستبدالهم بقوات عراقية". وتسود المخاوف اهالي مدينة الديوانية من شن حملة امنية جديدة دعا اليها محافظ المدينة الشيخ حامد الخضري ورئيس مجلس المحافظة، اللذان ينتميان الى المجلس الاسلامي الاعلى، قد تفضي الى تجدد الاشتباكات بين افراد"جيش المهدي"التابع للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر والقوات الحكومية والاميركية بعد توجيه اتهامات مبطنة للتيار الصدري باغتيال محافظ المدينة. وقال الناطق الاعلامي باسم مكتب الشهيد الصدر في الديوانية الشيخ ابو زينب ل"الحياة""ان التيار الصدري صار شماعة تعلق عليه كل تهمة"واضاف ان"انصار الصدر باتوا محط انظار الحكومة المحلية. فالمؤامرات تحاك علينا من كل جانب"مشيراً الى الاعتقالات والمداهمات من دون سبب او تهمة تذكر. وجدد ادانة التيار وبراءته من اغتيال محافظ الديوانية السابق، مشيراً الى ان المسؤولين لم يجروا اي تحقيق في الحادث ووجهوا تهماً خفية وعلنية الى التيار بارتكابه عملية الاغتيال، محذراً من ان هدف الخطة الامنية الجديدة"القضاء على جيش المهدي الذي وجهت له اوامر مباشرة من مقتدى بعدم القيام بأية عملية عسكرية والتزام الهدوء وضبط النفس"محذراً من ان"هذا الهدوء لن يدوم الى ما لا نهاية بحيث يبقى فريسة سهلة للاعداء والعاملين مع الاحتلال". وكان محافظ الديوانية السابق خليل جليل حمزة وقائد شرطتها اللواء خالد حسن عبد لقيا مصرعيهما اثر انفجار لغم ارضي على موكبهما على الطريق الرئيسي بين مدينة الديوانية وقضاء عفك، والمحافظ خليل جليل حمزة عضو في المجلس الاسلامي الاعلى ايضا. الى ذلك، قال مصدر امني في مدينة الديوانية ل"الحياة"ان الخوف والحذر يسودان الاهالي من انطلاق الخطة الامنية الجديدة، اذ يتوقع حدوث اشتباكات مسلحة واسعة بين افراد جيش المهدي والاجهزة الامنية العراقية من جهة والقوات الاميركية من جهة ثانية. واضاف ان مديرية الشرطة اقترحت على المحافظ تأجيل الخطة الى اشعار آخر لأن وضع الديوانية لا يسمح بالقيام بأعمال مسلحة جديدة بعد انتهاء عمليات"النسر الاسود"قبل شهر. وتشهد الديوانية منذ فترة توتراً حيث تتواصل الاغتيالات بين الاطراف المتنازعة التي آخرها عملية اغتيال عقيد في استخبارات الديوانية ومسؤول منظمة العمل الاسلامي فيها.