وزّعت قوات الأمن في مدينة الديوانية أقراصاً مدمجة على مواطنين في المحافظة، تحوي اعترافات عناصر في"جيش المهدي"بارتكاب أعمال قتل وخطف في المدينة. جاء ذلك فيما أكد مسؤول في المحافظة فرار أعداد كبيرة من المسلحين إلى محافظات أخرى لتجنب عملية أمنية واسعة تشنها القوات العراقية بمساندة من القوات المتعددة الجنسية. وجدد الناطق الاعلامي باسم مكتب الصدر في الديوانية، الشيخ أبو زينب الكرعاوي اتهاماته ل"المجلس الاسلامي الأعلى"بتشويه سمعة التيار من خلال نشر تلك الأقراص وإجبار المعتقلين على الادلاء باعترافات عبر أساليب تعذيب. وقال"أبو زينب"ل"الحياة"إن هنالك جهة سياسية متنفّذة في الحكومة المحلية ملمحاً الى المجلس الاسلامي الاعلى تحاول وبشتى الطرق تشويه سمعة التيار الصدري وجيش المهدي أمام الرأي العام لإفراغ الساحة أمامها في الانتخابات المقبلة. وأضاف أن هذه الجهة وزّعت آلاف الأقراص التي تحوي اعترافات بعض المعتقلين الذين أجبروا على الادلاء بأقوالهم بطرق لا أخلاقية وبأبشع أنواع التعذيب الجسدي والترهيب النفسي والتهديد بالاغتصاب أيضاً، مشيراً الى أن الوقت حان لتلك الجهات للتوقف عن هذه الاعمال وعليهم أن يحذروا"من ثورة الحليم اذا غضب". وكانت حدة التوتر بدأت تتصاعد منذ حوالي عام بين ميليشيا"جيش المهدي"الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر و"منظمة بدر"الذراع العسكرية ل"المجلس الاعلى الاسلامي العراقي"بزعامة عبدالعزيز الحكيم. يذكر أن الصراع بين الفريقين أدى إلى تحوّل المدينة إلى ساحة قتال خلال الشهور الماضية على رغم اتفاق أُبرم بين التيار الصدري و"المجلس الأعلى"في تشرين الأول أكتوبر الماضي ل"حقن الدم العراقي". وقال قائد شرطة الديوانية العميد صفاء عكموش إن"لجنة مكلفة من وزير الداخلية وصلت إلى شرطة الديوانية للتحقيق في ما أثير من انتهاكات لحقوق الإنسان في السجون والمعتقلات في الديوانية". وأضاف أن هذه"اللجنة تعكف لليوم الثاني على التوالي على درس أوراق التحقيقات وأوامر الاعتقال التي صدرت في حق مشتبه بهم، والتقت عدداً منهم"، مشيراً إلى عدم ثبوت أي خرق للقانون حتى الآن في عموم أجهزة الشرطة في الديوانية. وكشف عكموش أن"هناك أكثر من 15 قضية قضائية رفعها مواطنون فقدوا ذويهم على أيدي العصابات والمسلحين"، لافتاً الى أن غالبية"هؤلاء في قبضة الشرطة". وأكد ضابط استخبارات منطقة الرميثة أحمد الحساني اعتقال عدد من المسلحين الذين فروا من الديوانية، مشيراً إلى اعتراف هؤلاء المسلحين بقتل أكثر من 20 منتسباً إلى الجيش والشرطة العراقيين خلال الفترة الماضية. وأضاف أن المسلحين الذين اعترفوا بانتمائهم إلى"جيش المهدي"كانت في حوزتهم بنادق"كلاشنيكوف"ومسدسات كاتمة للصوت. ونقل بيان عسكري عن اللواء في الجيش عثمان علي فرهود أن الأخير عثر في المنطقة أيضاً على مخابئ أسلحة خلال عملية استمرت من السبت الى الاثنين الماضي في كبرى مدن محافظة القادسية. وتابع البيان أن"الاحياء الشمالية الشرقية للديوانية حيث جرت العملية كانت تخضع إلى سيطرة مجموعة من المجرمين والناشطين"في التيار الصدري، مشيراً الى أن القوات العراقية لم تتكبد أي خسائر. وأكد مسؤولون أمنيون أن ثلاثة آلاف جندي وشرطي تدعمهم قوات اميركية وبولندية شاركوا في العملية التي هدفت الى إعادة السلطة المحلية على الديوانية التي يقطنها حوالي مليون نسمة. وأفاد شاهد من المنطقة أن الطيران الأميركي ألقى رسائل تدعو السكان إلى التعاون مع السلطات. وكان مصدر أمني في محافظة القادسية ذكر أن قوات الأمن"فرضت سيطرتها على مناطق حي الوحدة وشارع سالم وسط وحي الصدر الثالث شمال والنهضة جنوب، والتي كانت تعاني توتراً أمنياً كبيراً". وأكد هذا المصدر انسحاب قوات الشرطة التي يقدّر عددها بحوالي 3500 عنصر من الديوانية إلى محافظات أخرى بعد إنجاز 80 في المئة من أهداف خطة"وثبة الاسد". وكان رئيس اللجنة الأمنية في محافظة القادسية حسين البديري أعلن الاثنين الماضي اعتقال 49 من عناصر التيار الصدري خلال عملية"وثبة الاسد".