سقط ثلاثة قتلى على الأقل في اشتباكات واسعة شهدتها مدينة السماوة الجنوبية بين "جيش المهدي"، الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وقوات الأمن المحلية. جاء ذلك في وقت تشهد مدينة النجف إجراءات أمنية مكثفة تحسباً لتصعيد أمني متوقع، فيما يثير تسلم القوات الأميركية موقعين مهمين في الكوفة قلقاً في أوساط تيار الصدر وأهالي النجف. وقال الناطق باسم الادارة المدنية لمحافظة النجف أحمد دعيبل ل"الحياة"إن مديرية الشرطة المحلية"اتخذت جميع التدابير الأمنية الاحترازية اثر ورود معلومات استخباراتية تفيد أن المدينة مستهدفة من مجموعات مسلحة". وأشار الى أن هذه التدابير تشمل نشر رجال الشرطة ونصب حواجز تفتيش ثابتة ومتحركة في نقاط التقاطع والشوارع الرئيسية والفرعية في أنحاء المحافظة وفي جميع نواحي المدينة وضواحيها. وكانت مدينة النجف شهدت حملة اغتيالات منظمة استهدفت عدداً من ضباط الشرطة وبعض أعضاء حزب"البعث"المنحل. وقال دعيبل إن عمليات دهم نُفذت في منطقة بحر النجف بتنسيق بين أجهزة الأمن في محافظة النجف اثر ورود معلومات عن وجود مجموعات ارهابية. الى ذلك، أبدى عدد من أهالي مدينة النجف والكوفة قلقه حيال تسلم قوات أميركية مقرين مهمين في الكوفة أحدهما يقع أمام مسجدها، وهو مقر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ومكان تجمع أنصاره، والثاني في دار الضيافة الخاص بالرئيس السابق ويسميه سكان المدينة"قصر صدام"الذي سيطر عليه"المجلس الاسلامي العراقي الاعلى"بزعامة عبدالعزيز الحكيم بعد غزو العراق. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن هذه الخطوة تهدف الى محاصرة التيار الصدري وضربه. وقال مسؤول عراقي، على صلة بالجانب الأميركي، ل"الحياة"إن"هنالك خطة معدة للهجوم على قادة جيش المهدي في النجف والكوفة بعد مدينة الصدر"، مشيراً الى أن"القوات الأميركية ستبدأ العمل بهذه الخطة نهاية شهر الجاري". ويرى مساعدون للصدر أن تنفيذ هذه العملية سيعني تورط الحكومة المحلية في التآمر ضد التيار. وقال مصدر في مكتب الصدر ل"الحياة"إن"الصدر على علم بما يجري من مخطط خطير للقوات المحتلة والحكومة العراقية لسحق التيار الصدري". واعتبر"تسليم هذه المواقع الحيوية الى القوات الأميركية""خيانة عظمى". وفي هذه الاثناء، اندلعت اشتباكات مسلحة في ضواحي مدينة السماوة بين"جيش المهدي"والقوات الحكومية في المدينة. وأسفرت الاشتباكات التي اندلعت فجر أمس عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم شرطي وإصابة مدنيين. وكانت الاشتباكات اندلعت بعدما حاولت الشرطة اعتقال مسؤول كبير في التيار الصدري. وأغلقت قوات عراقية وأميركية جميع منافذ المدينة الرئيسية، في حين أعلنت السلطات المحلية حظراً للتجول وأغلقت جميع المحال التجارية ابوابها. وتشهد مناطق جنوبية وخصوصاً البصرة والناصرية والسماوة والديوانية، اشتباكات بين"جيش المهدي"وقوات الامن في شكل متقطع خلال السنوات الثلاثة الماضية.