سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بيانها الجديد يعزز اقتناع أجهزة الأمن وتصريحات "التائبين" بوجود "خلافات" في المنهج . الجزائر : "القاعدة" تتبنى الاعتداء على كرطالي وتعتبره "تصرفاً معزولاً" لم تأمر به القيادة
اعترف أمير"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"أبو مصعب عبدالودود بأن الاعتداء الذي استهدف الأمير السابق ل"كتيبة الرحمان"مصطفى كرطالي قبل أسبوع بمدينة الأربعاء 30 كلم حنوب الجزائر نفّذه أحد عناصر التنظيم لكن من دون تكليف من القيادة. وهي المرة الأولى التي يعترف فيها عبدالودود اسمه الحقيقي عبدالمالك درودكال باعتداءات ينفّذها أفراد من تنظيمه من دون علم القيادة. وأدى الاعتداء على كرطالي إلى بتر ساقه اليمنى. وقال عبدالودود في بيان بعنوان"بخصوص استهداف مصطفى كرطالي"صدر بتاريخ 19 آب أغسطس الجاري:"قدّر الله تعالى أن أقدم أحد جنودنا على استهداف مصطفى كرطالي زعيم المهادنين بمنطقة الأربعاء، من دون استشارة القيادة ولا موافقتها". ويوقع تنظيم"القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"بياناته عادة باسم"اللجنة الإعلامية"، لكن هذه المرة حرص"أبو مصعب عبدالودود"على تبرئة ذمته شخصياً ببيان حرره ووقعه بنفسه. وهو قال"إنّ حادثة التفجير التي استهدفت مصطفى كرطالي والتي لم نأمر بها وتمت من دون علمنا هي خطأ لا نقره ونتحمل أمام الله تعالى ثم أمام أمتنا المسلمة تبعاته الشرعية". وكشف أنه كان طلب من عناصر تنظيمه قبل هذا الاعتداء بعدم استهداف"هذا الصنف من الناكلين عن الجهاد تحت غطاء الهدنة والمصالحة، إلاّ من ثبت بالبينة تورطه في حرب وقتل المجاهدين". وأضاف:"وعلى هذا الأساس أُعطيت التعليمات للقيادات الفرعية". ومعلوم أن كرطالي تخلّى عن العمل المسلح في نهاية التسعينات وانخرط في سياسة المصالحة مع الحكم. وجاء اعتراف عبدالودود بحصول اعتداء لم يأمر به ليؤكد معلومات عن عدم سيطرته على كل الكتائب والسرايا المنضوية تحت لواء"القاعدة"والتي نفذت هجمات عززت اقتناع أجهزة الأمن بوجود تيار تكفيري داخل هذا التنظيم المسلح. وبرز هذا التيار بعد تفجيرات"الأربعاء الأسود"في 11 نيسان أبريل الماضي في العاصمة والتي خلفت 32 قتيلاً و226 جريحاً غالبيتهم من المدنيين الذين قُتلوا بسيارات مفخخة يقودها"انتحاريون". ويرى خبراء في الشأن الأمني ان صراعاً غير معلن داخل"القاعدة"بدأ أواخر شباط فبراير الماضي عندما طلب عبدالودود من السكان الذين يقيمون قرب المقرات الرسمية ومراكز الشرطة والدرك النزوح عنها لأنها ستكون، كما قال،"هدفاً للمجاهدين". وعكست رسالته مخاوف خبراء أمنيين من"أن يتحول إلى عنتر زوابري آخر، من دون إرادته، في إراقة دماء المسلمين"، في إشارة إلى الأمير السابق ل"الجماعة المسلحة"الذي عمم الردة على الجزائريين. وأكد عبدالقادر بن مسعود المكنى"مصعب أبو داوود"، الأمير السابق للمنطقة التاسعة الصحراوية لتنظيم"القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، في رسالة مطولة بعنوان"رسالة نصح وتبيين للشباب الجزائري"أن هذا التنظيم المسلح منقسم إلى جناحين، الأول سلفي والثاني"هجرة وتكفير"، ويحاول كل واحد منهما السيطرة على الآخر. وأعطى مثلاً على ذلك الوضع في"إمارة الجنوب"حيث دار صراع دام سنوات بين مختار بلمختار المكنى"خالد أبو العباس"أمير"كتيبة الملثمين"وأبو زيد عبدالحميد أمير"كتيبة طارق بن زياد"انتهى بتمكن الأخير من السيطرة على الوضع، الأمر الذي دفع"خالد أبو العباس"إلى تجميد العمل المسلح إلى غاية استكمال المفاوضات مع السلطات لتمكينه من تدابير ميثاق السلم والمصالحة ومساعدته في الاستقرار لاحقاً شمال مالي عند قبيلة البرابشة العربية.