فجر مسلحون أمس قنبلة زرعت تحت سيارة مصطفى كرطالي الأمير السابق ل "كتيبة الرحمان" المنشقة عن "الجماعة الإسلامية المسلحة" في الجزائر، ما أدى إلى فقده إحدى رجليه وإصابته بجروح خطيرة. ورجح مراقبون أن يكون"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"وراء محاولة الاغتيال تنفيذاً لتهديدات سابقة بتصفية قادة"الجماعة الإسلامية المسلحة"الذين تخلوا عن العمل المسلح بعد إعلان السلطات عفواً عمن يضع السلاح من الإسلاميين في العام 1999. وأفادت مصادر أن القنبلة فجرت عن بعد بهاتف نقال في حدود الساعة الرابعة والنصف فجراً بعدما أنهى كرطالي صلاة الفجر في"مسجد حمزة"القريب من منزله وسط مدينة الأربعاء 30 كلم جنوب العاصمة. وأشارت إلى أن القنبلة انفجرت عندما كان كرطالي في طريق جبلي يؤدي إلى بلدة تابلاط الجبلية، ونقله بعض سكان المنطقة إلى عيادة قريبة لتلقي الإسعافات الأولية، ومنها إلى مستشفى سليم زميرلي، حيث خضع لعملية جراحية معقدة انتهت ببتر رجله اليمنى. وقال أطباء في المستشفى إن حياته"تجاوزت مرحلة الخطر ولا خوف عليه الآن". ويعتبر كرطالي 61 عاماً أحد أبرز القيادات المرجعية في أوساط الإسلاميين الجزائريين. وهو متزوج وأب لسبعة أبناء، بينهم مفقود الابن الأكبر اختطف في العام 1996 ولم يعرف مصيره، وينتمي إلى عائلة معروفة بكفاحها خلال ثورة التحرير ضد الاحتلال الفرنسي، كما أنه أحد أهم قادة"الجماعة"التاريخيين الذين قرروا التخلي عن العمل المسلح. وفي العام 1990، انتخب رئيساً لبلدية الأربعاء تحت لافتة"الجبهة الإسلامية للإنقاذ"المحظورة، ثم اعتقل في 7 شباط فبراير 1992. وقرر بعد إطلاقه في أيار مايو من السنة ذاتها الالتحاق بالعمل المسلح، فانضم إلى إحدى المجموعات المسلحة القريبة من"جبهة الإنقاذ"قبل أن يلتحق ب"الجماعة الإسلامية المسلحة"في 1994 في إطار"الوحدة الأولى"، لكنه خرج منها في نهاية العام 1995، بعد إصدار أمير"الجماعة"جمال زيتوني المكنى"أبو عبدالرحمن أمين"فتوى بقتل نساء أعوان الشرطة والعدالة لترويع أزواجهن. وبدأ بعد هذا التاريخ في تقليص نشاط مجموعته التي عرفت باسم"كتيبة الرحمان"وكانت هدفاً لاعتداءات كثيرة من"كتيبة الموت"التابعة ل"الجماعة الإسلامية المسلحة"، قبل أن يقرر التخلي عن العمل المسلح في العام 1999 للإفادة من عفو عرضته السلطات على الإسلاميين، ووضع قراره نهاية لمشاركة قيادات"الإنقاذ"في"الجماعة"والعمل المسلح. ورأى محللون أن محاولة اغتيال كرطالي هي"إشارة تحذير"من تنظيم"القاعدة"ضد عناصره الذين يفكرون في وضع سلاحهم، خصوصاً بعد إعلان أجهزة الأمن تخلي أمير المنطقة التاسعة في التنظيم"مصعب أبو داوود"عن العمل المسلح. وتخلى أربعة آخرون من قيادات"القاعدة"عن العمل المسلح بسبب قناعتهم بأن التنظيم"انحرف عن النهج السلفي". وكشف بعض"التائبين"صراعات كبيرة بين تيار"الضباط الشرعيين"و"القادة الميدانيين"الذين لجأوا إلى أسلوب العمليات الانتحارية من دون الحصول على فتوى.