أكدت مصادر أمنية جزائرية أن أجهزة الأمن تمكنت قبل يومين من قتل قياديين بارزين في "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" خلال عملية ناجحة شنتها في منطقة إيبودرارن في مرتفعات ولاية تيزي وزو، وضبطت بحوزتهما أسلحة أوتوماتيكية. وأشارت إلى أن"تحريات معمقة ودقيقة"بعد الاعتداء الذي استهدف ثكنة تابعة للجيش في منطقة الأخضرية،"أدت إلى تحديد الخلية التي قامت بهذا الاعتداء وتفكيكها والتعرف على هوية العقل المدبر الذي تبين أنه هو نفسه مهندس تفجيرات الأربعاء الأسود الانتحارية التي هزت العاصمة". وأضافت أن فرقة من قوة"النخبة"التابعة لقوات التدخل السريع نصبت كمينا للمطلوبين"علي الديس"و"هارون العشعاشي"في إيبودرارن، وتبادلت إطلاق النار معهما، قبل أن تقتلهما في أقل من ربع الساعة. ويعتبر"علي الديس"، واسمه الحقيقي سيد علي رشيد 33 عاماً، أهم خبير متفجرات في تنظيم"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"وكان قد بدأ نشاطه في صفوف"الجماعة الإسلامية المسلحة"التي التحق بها في مطلع العام 1994. وأشارت المصادر إلى أنه بمثابة"المشرف المنفذ"على سلسلة الاعتداءات الانتحارية التي هزت العاصمة الجزائرية في 11 نيسان ابريل الماضي وأدت إلى مقتل 32 شخصاً وجرح 226 آخرين، كما أنه"العقل المدبر"لتفجير شاحنة عند مدخل ثكنة الأخضرية في 11 تموز يوليو الماضي. ونقلت المصادر عن مسلحين سلموا أنفسهم لأجهزة الأمن بعد تفجيرات"الأربعاء الأسود"بغرض الاستفادة من تدابير"ميثاق السلم والمصالحة الوطنية"، أن"علي الديس"انتقل إلى العاصمة وحدد مواقع التفجيرات الانتحارية، كما دبر باقتناء السيارات التي تم تفخيخها ورسم مسار حركتها. ويشغل"الديس"منصب القائد العسكري للمنطقة الثانية التي تضم ولايات الجزائر وبومرداس والبويرة وتيزي وزو وبجاية. أما"هارون العشعاشي"، فاسمه الحقيقي نور محمد وهو من مواليد منطقة القادرية في ولاية البويرة، وكان يتولى تنسيق عمليات التزود بالأسلحة والذخيرة. ويعتبر"العشعاشي"من أقدم عناصر التنظيم، وهو كان عضواً سابقاً في كتيبة"الملثمون"التي تعتبر من أخطر الكتائب التي تنشط في جنوب البلاد.