في الوقت الذي اعلنت فيه القوات العراقية والاميركية بدء المرحلة الثالثة من "عملية السهم الخارق"، المطبقة في محافظة ديالى 57 كلم شمال بغداد منذ حزيران يونيو الماضي، لتطهير"ضواحي ديالى من عناصر تنظيم"القاعدة"، كما اعلن مسؤول في هذه القوات، رفض القادة العسكريون العراقيون اعطاء موعد محدد لانتهاء العمليات العسكرية في المحافظة، فيما انتقد بعض شيوخ العشائر هناك بدء عمليات الاعمار قبل تحرير المحافظة من"القاعدة". واكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية عبدالكريم خلف ل"الحياة"ان"عملية السهم الخارق، التي كان مقررا لها ان تنتهي في ايلول سبتمبر المقبل،"لا تزال مستمرة في ديالى وان الموعد المحدد لانتهائها غير مقدس". مشيراً الى ان العمليات العسكرية قد تستمر لوقت اطول من الموعد الذي سبق تحديده، لأن"المتمردين ما زالوا يتمركزون في ضواحي ديالى واطرافها البعيدة". واضاف"ان المرحلة الثالثة من العملية تستهدف تطهير اسفل حوض نهر ديالى من الفصائل المسلحة وملاحقتهم في مناطق بهرز وحمرين والمقدادية وبلد روز". واكد خلف ان"غالبية مناطق محافظة ديالى اضحت محررة الآن من الارهابيين، وان الخدمات عادت الى قلب المحافظة وبدأت عملية الاعمار فعلاً هناك". وزاد"ان الحكومة العراقية تعول كثيراً على مجلس انقاذ ديالى، الذي تأسس اخيراً في مسألة السيطرة على الارض بعد تحريرها، وسيقوم هذا المجلس بترشيح ابناء العشائر من الراغبين للتطوع في القوات المسلحة العراقية حيث سيُجند هؤلاء للدفاع عن مناطقهم بعد تطهيرها". واعتبر شيخ عشيرة العنبكية حامد هزبر ان الحديث عن اعمار محافظة ديالى وبدء مشاريع تنموية فيها لا يزال مبكراً جداً، وقال"ان الذي يتحدث عن الاعمار عليه اولاً ان يوقف التمرد على الحكومة الشرعية المنتخبة ثم يأتي الى الخدمات والمشاريع وأي امر آخر بخلاف ذلك غير صحيح وغير واقعي". واضاف"اننا نطالب بتطهير مدن المحافظة من العناصر الارهابية اولاً وعودة ابناء المحافظة الى ديارهم"مشيراً الى ان الفترة الماضية شهدت عمليات"قتل ذهب ضحيتها المئات من ابناء العشائر فضلاً عن تهجير مئات الاسر الى مخيمات للنازحين في اطراف بغداد وفي ناحية الحسينية". وكانت مناطق شمال بعقوبة شهدت الاسبوع الماضي معارك ساخنة بين عناصر تنظيم"القاعدة"وكتائب ثورة العشرين فيما ازدادت عمليات القتل والتهجير في قرى الكبة والمخيمة وابو كرمة. واعلن مجلس انقاذ ديالى امس عن استكمال الموافقات الرسمية لافتتاح 12 مقراً فرعياً داخل مناطق بعقوبة والخالص والمقدادية وبلدروز وخانقين لتنظيم تطوع ابناء العشائر لقوات وزراتي الدفاع والداخلية. وقال عواد نحم الربيعي، احد اعضاء المجلس، ان"المقرات الجديدة ستأخذ على عاتقها التنسيق بين ابناء العشائر والاجهزة الحكومية وتقديم اسماء المتطوعين للانخراط في الاجهزة الامنية بعد تزكيتهم من قبل مقرات المجلس وشيوخ العشائر". واشار الى ان مجلس انقاذ ديالى"يسعى بالتعاون مع زعماء العشائر والوجهاء لانجاز مشروع المصالحة الوطنية في ثماني قرى من ديالى التي شهدت اعمال عنف خلال الفترة التي اعقبت زوال النظام السابق وبعد سيطرة الجماعات الاسلامية المتطرفة". يُذكر ان مجلس انقاذ ديالى عقد مؤتمره التأسيسي الاسبوع الماضي بمشاركة 70 زعيم قبيلة وعشيرة و600 من الشخصيات السياسية والاكاديمية وعدد من قادة القوى الامنية العراقية والقوات الاميركية، وستكون المهمة الاساسية لهذا المجلس القيام بتجنيد ابناء العشائر لمحاربة تنظيم القاعدة في محافظة ديالى.