قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس: «إن كل إنسان له أمنية لا تفارق خياله ولا تنفك أن تكون في مقدمة تطلعاته في هذه الحياة وهي أن يعيش حراً كريماً عزيزاً»وأوضح أن: «شريعتنا الغراء كفلت لكل مسلم هذه الأمنية ورعايتها وجعلت كل إنسان مسلم حراً عزيزاً كريماً لا سلطان لأحد عليه غير سلطان الشريعة، فهو في حرية مطلقة ما لم يخل بواجباته تجاه ربه ودينه وبني ملته، وما لم ينتهك من الموانع والمحاذير ما يوقف عنه هذا الخصيصة التي يتطلع إليها». ومضى إمام وخطيب المسجد الحرام يقول إن: «الناس قد تواطؤوا للبحث عن الحرية والكرامة غير أن كثيراً منهم ساروا في غير مسارها والتمسوا أنماطاً غير أنماطها، وحسبها بعضهم في اللهث وراء الدنيا وزينتها وبعضهم ذهب ليصبح مفهوم الحرية عنده إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب وإن لم تجهل يجهل عليك، وإن لم تتغد بزيد تعشى بك، وأن الحرية عندهم أن تقول ما تشاء وتفعل ما تشاء وتكتب ما تشاء وتتكلم في من تشاء من دون زمام ولا خطام حتى ولو كان في ِأمور الدين والعقيدة وحق الله وحق رسول الله صلى الله عليه وسلم». وزاد الشيخ الشريم ان: «الحرية الحقة دين يتبعه عمل ويصحبه حمل النفس على المكاره وجبلها على تحمل المشاق، وتوطينها لملاقاة البلاء بالصبر والشدائد بالجلد وحفظ الحدود، والتسليم للشريعة والتمسك بها».وأفاد الشيخ الشريم أن: «من أساسات الحرية أن يؤدي المرء حق الله على ما أراد سبحانه، وأن يؤدي حق العباد وفق ما شرع الله له، فلا حرية في التحليل والتحريم وليس لمخلوق الحرية في ما يخص أعراض الناس فقد يترتب على ذلك جلد في القذف أو رجم في الزنا، ولا في ما يخص العقل فقد يترتب على ذلك جلد في المسكر أو قتل في المخدرات، ولا حرية مطلقة في المال فقد تقطع اليد في السرقة أو يعزر امرئ في غصب مال ولا حرية مطلة في النفس فقد يقتل قصاصاً أو يصلب حرابة ولا حرية مطلقة في الدين. وقال: «إن من أراد الحرية الحقة فلينظر إلى مدى توافقها مع شرعة الله وصبغته ومن أراد أن يحسن سياج الحرية فليستمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدوداً فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة غير نسيان فلا تبحثوا عنها» لافتاً النظر إلى أن الحرية ترابط وثيق بين أفراد المجتمع وأسره وبيوتاته يشتركون في الواجبات والحقوق، لا يتعدى بعضهم على بعض ولا يظلم بعضهم بعضاً، ولا يبغي بعضهم على بعض أمامهم فسحة واسعة من المباحات هي عفو قد سكت عنها الشارع الحكيم. وفي المدينةالمنورة أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس أن: «المسلمين ابتلوا في بعض البلدان ببلاء عظيم من ظلم وقتل وتعذيب وتشريد وإراقة دماء وسفك أرواح أبرياء . وعلى المسلمين المضطهدين في كل مكان أن يعلموا ان النصر مع الصابر وأن الفرج مع الكرب وان مع العسر يسر». وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي أن: «على المسلمين في كل مكان وقد تداعت عليهم قوى الشر والعدوان وأحاطت بهم الكروب من كل جانب وتكاثرت عليهم الفتن من كل حدب وصوب، أن يجددوا التوبة إلى الله جل وعلا، وأن يلجؤوا إليه فهو الجبار، وأن يتضرعوا إليه، وأن ينطرحوا بين يديه فهو سبحانه القاهر فوق عباده وهو عز شأنه العزيز القادر الذي يجير ولا يجار عليه.