أعلن أمس في بغداد عن تشكيل تحالف رباعي بين الاكراد والشيعة قاطعه السنة والعلمانيون، لكن الباب أبقي مفتوحا امام مشاركة"من يشاء". ومع فشل مساعي ضم"الحزب الاسلامي"الى الرئيس جلال طالباني، زعيمم"الاتحاد الوطني الكردستاني"، ومسعود بارزاني، زعيم"الحزب الديموقراطي الكردستاني"، ورئيس الحكومة نوري المالكي، زعيم"حزب الدعوة الاسلامية"، ونائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي، ممثلاً عن"المجلس الاعلى الاسلامي"برئاسة عبدالعزيز الحكيم، أعربت واشنطن عن تشاؤمها بإمكان نجاح الحل المنفرد وقال سفيرها في بغداد ايان كروكر ان"الحلف لن يتمكن بمفرده من حل مشكلات البلاد". واضاف"هذا تجمع شيعي كردي"لكن"المشاكل الرئيسية التي تواجه العراق لا يمكن ان يحلها سوى تعاون بين الشيعة والسنة والاكراد معاً". راجع ص2 و3 ولا يزيد عدد نواب الاحزاب التي وقعت الاتفاق على 110 من اصل 275 نائباً في البرلمان، ما يفتح الباب امام حركة استقطابات في حال تشكيل حكومة غالبية ربما تحسمها اصوات المستقلين في الائتلاف الشيعي 30 نائباً وتيار الصدر 30 نائباً وكتلة الفضيلة 15 نائباً ومجموعات من"القائمة العراقية"بزعامة اياد علاوي. وأعلن"الحزب الاسلامي العراقي"تحفظه عن توقيع الاتفاق وحذّر من قيام تحالفات مضادة وقال عمر عبد الستار عضو المكتب السياسي للحزب ان"الحزب الاسلامي يتحفظ عن تشكيل الجبهة الرباعية التي جرى اعلانها". وحملت وثيقة"المبادئ الوطنية لاتفاق القوى الاربع وآليات العمل"جملة مبادئ في جوانب سياسية وامنية واقتصادية وخدمية، قالت ديباجتها انها كانت حصيلة مداولات توصلت اليها هذه الاحزاب تمثل اتفاقاً"لتوحيد الصف من أجل تحقيق الوفاق الوطني وتعزيز مؤسسات الدولة الدستورية... وانجاح الحكومة وترشيدها". وقال طالباني في حفل التوقيع ان هذه الوثيقة"مفتوحة للجميع ولكل الذين يؤمنون بهذه المبادئ والمسيرة السياسية". وكانت"جبهة التوافق"، التي تخلت عن التعاون مع حكومة المالكي وسحبت وزراءها منه، حققت نجاحا في كسب عشائر سنية لصالح موقفها الرسمي من الحكومة، فيما خلص اجتماع لزعماء من الجبهة وخارجها وممثلين عن تنظيمات عشائرية ومسلحة عقد في الانبار امس، الى قرارات وتوصيات أبرزها حل"مجلس انقاذ الانبار"وفصل احد قادته والاتفاق على عدم الاشتراك في حكومة لا تلتزم تنفيذ ما اتفق عليه. وكانت الخلافات نشبت اخيراً بين القادة العشائريين في الانبار على خلفية سعي بعضهم الى تعويض وزراء"جبهة التوافق"المنسحبة من حكومة المالكي. وأكد أحد الحاضرين في الاجتماع ل"الحياة"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، ان"ممثلين عن الكيانات المنحلة وبعض قياديي حزب البعث شاركوا في اعمال المؤتمر"، مشيراً الى"حضور فيصل فرحان العيساوي ممثلا عن حزب البعث فضلاً عن مشاركة بعض قياديي المقاومة والفصائل المسلحة". من جهة ثانية ارتفعت حصيلة ضحايا الهجمات الانتحارية بشاحنات مفخخة التي استهدفت الثلثاء قرى أيزيدية في الشمال الى اكثر من 400 قتيل، وتواجه فرق الإنقاذ صعوبات في البحث عن ناجين. وقال مدير مركز القيادة الوطنية في وزارة الداخلية العراقية اللواء عبدالكريم خلف ان"عدد ضحايا التفجيرات الاربعة التي استهدفت القرى الايزيدية وصل الى اكثر من 400 قتيل"اضافة الى اصابة نحو 375 شخصاً، واكد ان"اكثر من طنين من المتفجرات استخدمت في التفجيرات الدامية"في قريتي القحطانية والعدنانية في شمال العراق قرب الحدود السورية. وقال نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح، الذي زار المنطقة أمس لتفقد الدمار، ان موقع الحادث"يشبه موقعاً ضرب بقنبلة نووية". وقال ضابط العمليات الأميركي في المنطقة الميجور رودجر ليمونز ان المهاجمين قادوا شاحنات قمامة معبأة بالمتفجرات الى كل من قريتي القحطانية والجزيرة. وأضاف أنه في قرية الجزيرة قتلت قوات الامن العراقية سائق احدى الشاحنات قبل وصولها الى القرية لكن في القحطانية انفجرت شاحنتان داخل القرية.