أجمعت القوى السياسية على أهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية، للخروج من الأزمة التي اعقبت حادثة تفجير مقامين شيعيين في سامراء. وأكد راسم العوادي، الناطق باسم القائمة"العراقية"بزعامة اياد علاوي ان"اللقاءات المتواصلة بين الكتل السياسية الفائزة بمقاعد نيابية أجمعت على مبدأ الوحدة الوطنية لتشكيل الحكومة، بعيداً عن المحاصصة الطائفية". وقال ل"الحياة"ان"المشاورات التي أعقبت حادث سامراء خلال الأيام الماضية اقرت تشكيل حكومة وحدة وطنية على ان يتم البحث في برنامجها خلال لقاءات مقبلة". من جهته، أكد القيادي في"التحالف الكردستاني"محمود عثمان ان الاجتماعات التي رعاها الرئيس جلال طالباني خففت من حدة الاحتقان السياسي الذي رافق التصعيد الأمني الأخير. وقال عثمان ل"الحياة"ان"الاجتماعات كانت تصب في مجال بناء جسور الثقة بين جبهة"التوافق"و"الائتلاف"الشيعي من أجل التهدئة وتبديد الشكوك لا سيما ان التصعيد الأمني هدفه الفتنة بين الشيعة والسنة". واعتبر ان"تشكيل حكومة وطنية بمشاركة كل الأطياف العراقية سيكون رداً على الجهة التي ضربت المرقد الشيعي واعتدت على مساجد السنة وهي جهة تقتل السنة باسم الشيعة وبالعكس". وتوقع القيادي الكردي فؤاد معصوم"استئناف المفاوضات لتشكيل الحكومة خلال يومين بعد الاتفاق على ذلك خلال اجتماع القيادات السياسية برعاية رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري السبت الماضي. وأكد بيان أصدره مكتب رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في اربيل، عقب اجتماعه مع طالباني والسفير الاميركي زلماي خليل زاد"توحيد المواقف بين الأطراف العراقية لإنجاح العملية السياسية". وأضاف البيان ان بارزاني عقد اجتماعين الأحد في بغداد، الأول مع طالباني والسفير الاميركي والثاني مع طالباني ورئيس"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"عبدالعزيز الحكيم ل"تهدئة الأوضاع". ونقل البيان تأكيد زعماء الأحزاب السياسية على"العمل لإفشال مخططات المتآمرين الرامية الى خلق الفتنة بين مكونات الشعب العراقي والاسراع في تشكيل الحكومة". وأكد الشيخ خلف العليان، القيادي في جبهة"التوافق"عدم ممانعة الجبهة العودة الى طاولة المفاوضات ما دامت البنود ال24 المتفق عليها خلال اجتماع السبت تسير بالاتجاه الصحيح". وكان الجعفري رعى اجتماعاً حضره طالباني وبارزاني وقادة"التوافق"وعلاوي، فضلاً عن السفير الاميركي للبحث في وسائل الخروج من أزمة التصعيد الأمني الأخيرة. من جانبه، قال مستشار الأمن القومي موفق الربيعي في تصريحات صحافية ان"الحكومة واجهزتها الأمنية اثبتت قدرتها في التصدي للارهابيين ومروجي الفتن". واضاف ان"تنظيم القاعدة"يحاول منذ عامين"إحداث انقسام بين الشيعة والسنة لكنه اخفق"، واعرب عن قناعة حكومته ب"أهمية بقاء القوات المتعددة الجنسية للاشراف على تدريب القوات العراقية". الى ذلك، أكد جواد المالكي، القيادي في كتلة"الائتلاف"ان اللجنتين اللتين شكلتهما الكتلة للتفاوض مع"التحالف"الكردي و"التوافق"السنية،"ستبدأ اتصالاتهما لترتيب مواعيد للمفاوضات"، وأوضح ان"المفاوضات المقبلة ستتركز على حسم موضوع ترشيح رؤساء الجمهورية والوزراء ومجلس النواب، ونوابهم تمهيداً لانعقاد أولى جلسات البرلمان". على صعيد آخر، أكد عدنان الباجه جي، العضو في كتلة علاوي وأحد أعضاء الهيئة الحكومية المشكلة لاحتواء أزمة سامراء اتخاذ خطوات للتهدئة السياسية والسيطرة على الوضع الأمني. وقال ل"الحياة"ان الهيئة"المكونة من قادة الكتل البرلمانية وشخصيات سياسية وريفية بارزة حققت انجازات مهمة"، وأوضح انها"درست موضوع عديد العناصر الأمنية ومعداتها. واتخذت قرارات بالتنسيق مع وزارتي الدفاع والداخلية منها: منع التجول وحماية دور العبادة وتكثيف السيطرة على المناطق المتاخمة للسنة والشيعة، ودعوة القوات الاميركية لتحمل مزيد من المسؤوليات في حفظ الأمن".