تأخر اختيار رئيس الحكومة العراقية الجديد اياماً لاتاحة المجال امام مزيد من الاتصالات بين مختلف القوى المؤثرة في العملية السياسية وانتهاء احتفالات عاشوراء وانتظار"الضؤ الاخضر"من واشنطن الذي تأخر لانشغالها بتعيين السفير جون نيغروبونتي مديراً للاستخبارات الوطنية. ومع تحديد موعد انعقاد الجمعية الوطنية يمكن ان يؤدي اجتماع، يُعقد الثلثاء المقبل، بين نواب الائتلاف المؤثرين الى تسمية رئيس الحكومة. في الوقت نفسه يُعقد اليوم في بغداد اجتماع تمهيدي لقيادات سنية سيُمهد في حال نجاحه الى عقد مؤتمر موسع للسنة العرب، بدعم من العشائر الرئيسية في الفلوجة والموصل وتكريت قد يؤدي الى قرار للاشتراك في الحكومة الجديدة وصوغ الدستور. سيعين مجلس المفوضين اليوم الأحد موعداً لدعوة"الجمعية الوطنية"الجديدة إلى الانعقاد. وقال الناطق الرسمي باسم المفوضية فريد آيار ل"الحياة"ان تحديد الموعد"سيتم بالتنسيق مع جميع المرشحين الفائزين بمقاعد الجمعية". وأكد"المجلس السياسي الشيعي"ان اجتماعاً لاختيار رئيس الوزراء سيُعقد الثلثاء المقبل قد يحضره جميع المرشحين الفائزين من لائحة"الائتلاف العراقي الموحد". وقال سكرتير المجلس حسين الموسوي ل"الحياة"ان"الاتصالات مستمرة بين اللجنة الاستشارية وجميع المرشحين الفائزين للتوصل إلى صيغة توافقية بين المرشحين ابراهيم الجعفري وأحمد الجلبي". واكد ان اجتماع الثلثاء سيكون حاسماً .... ونفى وجود خلافات حادة بين المرشحين واستبعد انسحاب الجعفري من كتلة اللائحة في حال اخفاقه في نيل منصب رئاسة الوزراء مؤكداً"ان النتائج التي حققتها اللائحة في الانتخابات كانت حصيلة هذا الاتفاق". وحذر الموسوي من ان أي فشل مبكر"سيحمل الشعب العراقي خسائر اضافية هو في غنى عنها، بالاضافة إلى الأضرار التي ستلحق بكل القوى السياسية المؤتلفة ما سينعكس سلباً على مستقبلها". وأشار الأمين العام ل"الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق"عباس البياتي، أحد مرشحي"الائتلاف"، إلى"ان المجلس الأعلى وحزب الدعوة الاسلامية اتفقا على تسمية الجعفري رئيساً للوزراء وان الاقتراع السري للهيئة العامة للائحة الائتلاف سيكون اضطراراً في حال فشل المشاورات التوافقية". وشدد على ضرورة أن يلتزم رئيس الحكومة المقبلة تنفيذ البرنامج السياسي اضافة إلى تنفيذ الاتفاقات التي تعقدها اللائحة مع الكتل الأخرى في الجمعية عند اختيار الحكومة ولجنة صوغ الدستور. ووصف رئيس الوزراء المقبل بأنه"رئيس المبادئ التي حملها إياه الناخب العراقي". انقسام واعترف أحد مرشحي لائحة"الائتلاف العراقي الموحد"سلام المالكي في اتصال مع"الحياة"بوجود انقسامات في الرأي بين مرشحي اللائحة في شأن اختيار رئيس الوزراء. وقال:"ان وكلاء المرجع الشيعي السيد علي السيستاني المرشحين ضمن اللائحة منقسمون بين مؤيد للجعفري والجلبي". من جهة ثانية انتقد البياتي تصريحات رئيس الوزراء أياد علاوي، التي حذر فيها من أن يصبح العراق تابعاً لايران، ووصفها بأنها"جزء من الصراع السياسي والتنافس"وقال:"ما أورده رئيس الوزراء لا يستند إلى حقائق ووقائع وان لائحة الائتلاف واضحة في برنامجها"مشيراً إلى تأكيد رموز اللائحة مراراً"اننا لسنا بصدد اقامة دولة اسلامية في العراق". وعما أثاره الجلبي من ان"لجنة اجتثاث البعث ستقاضي المفوضية العليا للانتخابات لفشلها في تطبيق نصوص قانون الانتخابات وعدم اتخاذها الاجراءات القانونية بحق المخالفين لشروط الترشيح". أكد فريد آيار"ان المفوضية تعمل بشكل مركزي وبما ان هيئة اجتثاث البعث هي من دوائر مجلس الوزراء كان عليها مفاتحة المفوضية من خلاله". وأشار إلى تلقي المفوضية شكاوى مشفوعة بوثائق وأقراص مدمجة لكنها"وصلت بطريقة غير رسمية وظلت للاطلاع عليها فقط". "الفيديرالية والدين والمرأة" وعُلم ان معهد السلام الأميركي عقد طاولة مستديرة الاثنين والثلثاء من الاسبوع الماضي في عمان دعا إليها عدداً كبيراً من أعضاء"مجلس الحكم السابق"وعدداً من اعضاء"المجلس الوطني"المنتهية ولايته نوقشت فيها آراء وتوجهات العراقيين في شأن صوغ الدستور. وتركزت المناقشات على قضايا"الفيديرالية والدين والمرأة". التحرك السني في المقابل تنادى عدد من زعماء السنة الى عقد أول اجتماع موسع ل"السنة العرب"بعد اعلان نتائج الانتخابات التي فازت فيها أغلبية شيعية. وقال نائب"الحزب الاسلامي العراقي"أياد السامرائي ل"الحياة"ان معلوماتي"تشير إلى مساع بين العشائر، لا الاحزاب، لعقد مؤتمر للسنة العرب"واضاف:"يُجري وجهاء عشائر في الموصل شمال العراق تنظيم اجتماع موسع للسنة". وعلمت"الحياة"ان الرئيس العراقي الحالي غازي عجيل الياور"أجرى اتصالات مع وجهاء عشائر في الفلوجة والموصل وتكريت للهدف ذاته وانه يدعم التوجه الى عقد اجتماع للسنة العرب". ويقود الياور حملة سياسية لحض المزيد من القوى العشائرية في المناطق السنية على الاشتراك في تشكيل الحكومة الجديدة وصوغ الدستور الدائم"بعدما حذر من"عواقب استمرار السنة العرب في انتهاج سياسة العنف ورفض العملية السياسية الراهنة". وقال خالد فخري الجميلي، أحد وجهاء مدينة الفلوجة، ل"الحياة"ان مؤتمراً للسنة العرب سيُعقد اليوم الأحد في بغداد و"ان شخصيات من وجهاء العشائر في المحافظات السنية العراقية من الموصل والأنبار وتكريت وديالى ستحضر المؤتمر". وزاد:"هدف المؤتمر هو التأكيد على دور حيوي للسنة العرب في تحديد مستقبل العراق خصوصاً اننا نشكل 45 في المئة من المجتمع العراقي وكل ما يُقال عن ان السنة أقلية غير صحيح". واشار إلى وجود شبه اتفاق كردي - شيعي لاقتسام السلطة بعدما حصدت قوائم الائتلاف العراقي الموحد والتحالف الكردستاني والعراقية بزعامة أياد علاوي 255 مقعداً من مقاعد البرلمان العراقي المنتخب. وقال:"ان مؤامرة كردية - شيعية ربما تؤدي إلى تقسيم العراق واقامة فيديراليات للأكراد والشيعة في شمال البلاد وجنوبها". ولفت إلى ان هيئة علماء المسلمين وافقت على عقد مؤتمر السنة اليوم حسب آخر التوقعات. مؤكداً"ان رجال دين سنة عرباً بارزين سيحضرون هذا المؤتمر". وكشف ان وجهاء من العشائر، فوضتهم جماعات المقاومة، يشاركون في المؤتمر السني الموعود في مؤشر إلى ان هجمات المقاومة المقبلة ستتركز على اغتيال قيادات في"الائتلاف العراقي الموحد"والحزبين الكرديين الرئيسيين بزعامة مسعود البارزاني وجلال الطالباني. ونفى الجميلي أي دور للأحزاب السياسية السنية مثل الحزب الاسلامي العراقي وحزب عدنان الباجه جي في تنظيم المؤتمر. وأكد ان الزعامات العشائرية القريبة من جماعات المقاومة هي وراء هذا المسعى. ورأى ان وجود رئيس جمهورية في العراق هو جلال الطالباني، الذي أيد الحرب الأميركية الشرسة ضد الفلوجة بقوة، معناه ان العملية الأمنية ضد المناطق السنية العربية ستزداد ضراوة في الفترة المقبلة. هذا ووصف فرياد راوندوزي رئيس تحرير"الاتحاد"، الناطقة باسم الاتحاد الوطني الكردستاني، المطالب التي دعا جلال الطالباني الى تحقيقها في تصريحاته اول من امس بالشرعية"لأنها تضمن حقوق الاكراد التي حرموا منها لسنوات لكنها لا تعني اقامة دولة كردية في العراق او انفصال الاكراد عن باقي مدنه". من جهتها ترى جهات سياسية متعايشة مع النسيج الاجتماعي لكركوك"ان استقرار العراق ونجاح العملية السياسية وحل المعضلات مثل الأمن وتعزيز الاقتصاد أهم من تحقيق مصالح ذاتية". وقال شمائيل بنيامين، عضو المكتب السياسي في الحركة الديموقراطية الآشورية ل"الحياة""ان المسيحيين يعانون من ضغوط في المناطق الكردية إلا ان الأحزاب المسيحية لا تسعى إلى فصل القرى المسيحية وتغيير الطبيعة الديموغرافية للمناطق العراقية".