لجم تدخل البنوك المركزية حول العالم تراجع البورصات التي سجلت خسائر كبيرة لكن مضبوطة، رغم استمرار المخاوف من تداعيات أزمة سوق الرهن العقاري في الولاياتالمتحدة. وفتحت سوق"وول ستريت"على تراجع، لليوم الثاني على التوالي، فتراجع مؤشر"داو جونز"الصناعي 146.08 نقطة، أو 1.10 في المئة، إلى 13124.60 نقطة، علماً أنه خسر أول من أمس 387 نقطة، أو 2.83 في المئة. وتراجعت بورصتا باريس ولندن 3.19 في المئة و3.20 في المئة على التوالي، وخسرت بورصات فرانكفورت 1.61 في المئة وأمستردام 3.40 في المئة وزوريخ 2.81 في المئة. وفي آسيا خسرت بورصات طوكيو 2.37 في المئة وسيول 4.20 في المئة وهونغ كونغ 2.88 في المئة وتايبيه 2.74 في المئة. وأفادت صحيفة"وول ستريت جورنال"ان الوسطاء يرون ان الهيئة المشرفة على البورصة الأميركية قررت فتح تحقيق حول المصارف الخمسة الأميركية الكبرى لتقويم خسائرها المحتملة المرتبطة بأزمة القروض العقارية. وقال الاقتصاديون في مؤسسة"أوريل ليفين"في مذكرة إلى زبائنهم ان هيئة البورصة"تتساءل خصوصاً عن صلاحية إعلاناتها الأخيرة عن مدى خطورة منح القروض وفتح هذا التحقيق ابعد من ان يطمئن المستثمرين". ورأت"كانتري فاينانشال"، اكبر هيئة مالية أميركية في هذه السوق، ان الظروف الحالية في سوق العقارات في الولاياتالمتحدة"لا سابق لها". وانخفضت الأسهم اليابانية أكثر من اثنين في المئة إلى أدنى مستوى إقفال في خمسة أشهر. وأغلق مؤشر"نيكاي"على انخفاض 406.51 نقطة أو 2.37 في المئة إلى 16764.09 نقطة. وهبط مؤشر"توبكس"الأوسع نطاقاً 2.96 في المئة إلى 1633.93 نقطة. واكتسب الين الياباني زخماً تصاعدياً إذ دفع استمرار الاضطراب في أسواق المال العالمية المستثمرين إلى تجنب المخاطرة وتقليص قروضهم بالعملات المنخفضة العائد المستثمرة في أصول أعلى مردوداً. وشهدت العملات المرتفعة العائد مثل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي تراجعاً حاداً مع انحسار إقبال المستثمرين على مخاطرة أكبر بسبب الخسائر الكبيرة في أسواق الأسهم العالمية وسط مخاوف بشأن أزمة في السيولة والتمويل. وصعدت أسعار الفائدة على الودائع القصيرة الأجل بالدولار فوق ستة في المئة أمس متجاوزة كثيراً سعر فائدة الأموال الاتحادية لمجلس الاحتياط الفيديرالي 5.25 في المئة، ومع تهافت المصارف على السيولة وسط مخاوف متزايدة بشأن خسائر سوق الائتمان ضغطت على الأسهم وفجرت تدافعاً على تصفية المعاملات العالية الأخطار في العملة. وتراجع الدولار 0.5 في المئة عن الإغلاق السابق في السوق الأميركية مسجلاً 117.49 ين ليقترب مجدداً من أدنى مستوى في أربعة أشهر 117.16 ين. وتراجع الدولار الأسترالي واحداً في المئة إلى 99.21 ين في حين خسر الدولار النيوزيلندي 1.6 في المئة إلى 87.15 ين وهو أدنى مستوى في ثلاثة أشهر. وهبط اليورو 0.6 في المئة إلى 160.55 ين بعدما لامس في وقت سابق أدنى مستوى منذ منتصف نيسان أبريل عند 160 يناً واستقر من دون تغير أمام العملة الأميركية عند 1.3674 دولار.