رويترز، أ ف ب - تراجعت الأسهم الأوروبية أمس إلى أدنى مستوياتها منذ آب (أغسطس) 2017» مع اشتداد موجة البيع العالمية وزيادة التقلبات بفعل المخاوف المتنامية بشأن التضخم وارتفاع عائدات السندات. وتراجعت مؤشرات القطاعات ليهبط المؤشر «ستوكس 600» للأسهم الأوروبية للجلسة السابعة على التوالي، وخسر 2.6 في المئة، كما هبط مؤشر «فايننشال تايمز 100» البريطاني 2.5 في المئة و «داكس» الألماني 2.7 في المئة. ويخشى المستثمرون أن تدفع عودة التضخم البنوك المركزية إلى تشديد سياساتها النقدية بخطى أسرع من المتوقع، لتقلص برامج التيسير التي ساهمت على مدى سنوات في تعزيز قيمة الأسهم وصعدت بالأسهم الأوروبية إلى أعلى مستوياتها في سنتين في كانون الثاني (يناير) الماضي. ومن أكبر الخاسرين أمس سهم «أوكادو» الذي نزل 7.1 في المئة بعد أن استقرت الأرباح الأساس لشركة التجزئة الإلكترونية البريطانية للعام كاملاً لتأتي دون التوقعات، كما هبط سهم «بابكوك» 4 في المئة بعدما خفضت توقعاتها للإيرادات. وهبط المؤشر «نيكاي» للأسهم اليابانية إلى أدنى مستوياته في أربعة أشهر، ليواصل الخسائر التي تكبدها أول من أمس مع تضرر الأسهم من مخاوف من أن التضخم في الولاياتالمتحدة ربما يكتسب زخماً. وأغلق المؤشر «نيكاي» القياسي منخفضاً 4.7 في المئة عند 21610.24 نقطة، مسجلاً أكبر هبوط يومي منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2016. وهوت بورصة هونغ كونغ نحو 4 في المئة عند افتتاح جلسة التداولات، لتلحق بذلك بنظيرتها اليابانية وتلك النيويوركية التي شهدت حركة تصحيحية أول من أمس، خسر خلالها مؤشر «ناسداك» نحو 1600 نقطة، في حدث غير مسبوق، قبل أن يحدّ خسائره عند الإغلاق عند 4.6 في المئة. وفي الدقائق الأولى للتداولات خسر مؤشر «هانغ سنغ» الرئيس 3.77 في المئة من قيمته، أي 1216.56 نقطة، مسجلاً 3128.68 نقطة. وفي الصين القارية، خسر مؤشر شانغهاي المجمّع 1.99 في المئة، أي 69.49 نقطة، مسجلاً 3418.01 نقطة، في حين خسر مؤشر «شنزن» المجمّع 1.95 في المئة، مسجلاً 1771.08 نقطة. وهوت الأسهم الأميركية في تعاملات متقلبة ليل أول من أمس، وهبط المؤشر «داو جونز» الصناعي 1600 نقطة إلى أدنى مستوياته للجلسة، وهو أكبر هبوط على الإطلاق أثناء التعاملات من حيث عدد النقاط، مع تعمّق تصحيح نزولي طال انتظاره من مستويات قياسية مرتفعة. وأنهى «داو جونز» جلسة التداول في بورصة «وول ستريت» منخفضاً 1175.21 نقطة، أو 4.6 في المئة، عند 24345.75 نقطة، في حين هبط المؤشر «ستاندرد آند بورز500» الأوسع نطاقاً 113.19 نقطة، أو 4.10 ف المئة ليغلق عند 2648.94 نقطة، وأغلق المؤشر «ناسداك» المجمع منخفضًا 273.42 نقطة، أو 3.78 في المئة، عند 6967.53 نقطة. وسجل المؤشران «داو جونز» و «ستاندرد آند بورز» أكبر هبوط ليوم واحد منذ آب 2011. إلى ذلك، تفاعلت أسواق الأسهم العربية أمس مع التراجعات الكبيرة في معظم الأسواق العالمية والعملات الرقمية، ما أصاب مستثمري المنطقة العربية بحال من الذعر في بداية جلسات التداول، وسط مخاوف من أن تكون تراجعات الأسواق العالمية بداية لأزمة مالية عالمية جديدة كتلك التي شهدها عندما انهار بنك «ليمان براذرز» أواخر عام 2008، وفقاعة التكنولوجيا عام 2002، أو مقدمة لأزمة اقتصادية أو بداية لموجة تصحيح تستمر طويلاً. وأكد محللون ماليون ل «الحياة» أن «تراجعات الأسواق العربية لم تكن بالحدة التي شهدتها الأسواق العالمية، لأنها لم تشهد الارتفاعات الكبيرة كما الأسواق العالمية خلال العام الماضي، إضافة إلى أن معظم الشركات حققت أرباحاً قوية العام الماضي». وأشاروا إلى أن «الصورة ليست كما هي في أسواق العالم، حيث وصلت الخسائر القاسية إلى أسواق الأسهم الأوروبية بعد أن تهاوت الأسعار عند افتتاح الأسواق صباح أول من أمس متأثرة بالهبوط التاريخي في وول ستريت في الولاياتالمتحدة». وتكبد معظم الأسهم القيادية في المنطقة خسائر، أعادت بعضها إلى مستويات بداية العام الماضي، حيث تراجعت البورصة المصرية 2.14 في المئة، والسعودية 1.53 في المئة، والدبيانية 1.53 في المئة، والظبيانية 0.90 في المئة، والبحرينية 0.43 في المئة، والعمانية 0.77 في المئة، والكويتية 1.31 في المئة، والتونسية 0.34 في المئة. وكان المؤشر «داو جونز» الصناعي خسر أكثر من 2 في المئة في بداية جلسة التداول ببورصة «وول ستريت» أمس، بعد يومين من خسائر حادة قوضت الثقة في موجة الصعود التي شهدتها سوق الأسهم الأميركية على مدى عشر سنوات تقريباً. لكن المؤشرات الثلاثة قلصت خسائرها بشكل كبير في التعاملات المبكرة. وبعد تعافيها من خسائرها الأولية، واصلت الأسهم الأميركية الصعود خلال النهار. إلى ذلك، انخفض سعر «البتكوين» إلى أدنى مستوياته منذ ثلاثة أشهر مع خسارته 20 في المئة من قيمته أمس، بينما اعتبر حاكم مصرف التسويات الدولية أنه فقاعة مضاربات، مشدداً على ضرورة أن تقوم السلطات بحماية ثقة السكان في النظام المالي. وتراجعت «بتكوين» إلى 6100 دولار للمرة الأولى منذ أواسط تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بحسب شبكة «بلومبرغ» الإخبارية، في تناقض كبير مع صعودها الصاروخي ب26 ضعفاً قبل سنة. ويأتي تراجع أمس بعد ستة أسابيع على ارتفاع سعر الصرف إلى رقم قياسي من 19,511 دولار بدفع من المتعاملين الذين تهافتوا لتحقيق ربح سريع، وذلك وسط تحذير من أنه يمكن ان يتراجع بنسبة 50 في المئة إضافية.