طرح الفيلم السينمائي السعودي "آخر البدو" الذي شارك في الملتقى الدولي الرابع لفيلم "عبر الصحراء" الذي اقيم خلال الفترة الماضية في مدينة زاكورة المغربية قضية وجود سينما من دون قاعات سينمائية، لا تزال تعد من المحظورات في السعودية. وخصص اليوم الثاني بعد نهاية عروض الفيلم لمناقشة موضوع السينما ودول الخليج الذي وصفه محرر صحيفة"الأحداث"المغربية أحمد رد سي بأنه موضوع تباينت فيه الرؤى ووجهات النظر وتراوح بين التركيز على التجربة والمصاعب الثقافية التي تواجهها. ولفت النظر وجود فيلم سينمائي سعودي، واعتذار فيلمين من البحرين والإمارات عن المشاركة ما دفع الى الحديث عن التجربة السعودية في مجال الفن والسينما والتي تواجهها الصعوبات الثقافية والاجتماعية بدءاً من نظرة مسبقة الى الفن منعت وجود دور السينما"وأضعفت التواصل الحضاري والإنساني من خلال هذا الفن الراقي". المخرج المغربي محمود فريتس مخرج فيلم"نانسي والوحش"علق على فيلم"آخر البدو"بقوله أعجبني الفيلم في قيمته الفنية والأدبية حيث يوثق جانباً مهماً من حياة المنصرفين الى حياة البادية تعلقاً بها كنمط معيشي له قيمته وآدابه. وعلى رغم وجود نوع من الرفاهية والتقنية إلا أن هؤلاء فضلوا ممارسة البداوة كسلوك ينم عن تعلقهم وحبهم تلك الحياة الصحراوية. ويرى فريتس أن عدم عرض تلك الأعمال السينمائية في دور السينما يعد"وأداً لها وقتلاً للإبداع". المخرج السعودي خالد الحارثي قال إن مشاركة فيلم سينمائي سعودي يعد إنجازاً كبيراً مؤكداً أن الجزء الأول من سلسلة أفلام"آخر البدو"قد نُفّذ في مناطق مختلفة من بوادي صحارى الربع الخالي بتقنيات عالية وبكوادر سعودية محترفة في مجال الإنتاج التلفزيوني واستغرق تصويره سنتين رصد فيها نماذج لمن تخلوا عن المدينة متمسكين بحياة الصحراء. وعن التجربة السعودية في مجال الصورة قال:" يوجد تنوع في الممارسة إذ هناك الذين تعاملوا مع السينما وصولاً الى التلفزيون أما نحن فبدأنا بالتلفزيون وتعاملنا مع عالمه وتقنياته لنجد انه مشابه الى حد كبير لفن السينما". وعن ضعف الأفلام السينمائية السعودية قال إن السبب الرئيسي هو غياب أهمية الفن السابع لدى الكثيرين ودوره في إيصال رسالتنا الحضارية للثقافات الأخرى حيث غيّب وصول قضايانا وأغلقت نوافذ الثقافة من دون تبرير منطقي. وكبرهان على أهمية السينما في عالم اليوم ذكر الحارثي كيف اعتذر الرئيس الفرنسي عن خطأ الفرنسيين في وضع الجنود المغاربة دروعاً بشرية لحماية فرنسا في الحرب العالمية الثانية بعض مضي أكثر من خمسين سنة على الحرب. والفضل في ذلك عاد الى إنتاج فيلم"السكان الأصليون"وعرضه في مهرجان"كان". وخلال حديثه لم ينس الحارثي ذكر أسباب أخرى في ضعف السينما السعودية كنقص الفنيين والممثلين وعدم وجود النص الجيد. جدير بالذكر ان عدد الأفلام السينمائية المشاركة أكثر من 16 فيلماً وثقت الحياة الصحراوية كفيلم"غابة"للمخرج الإيراني محسن مخملباف وپ"أقدام كبيرة وجميلة"للمخرج الصيني يانغ يازهو وپ"بابل"للمخرج الأميركي أليخاندرو اينيراتو.