اتهم المرشد الروحي لحزب "الفضيلة" الشيخ محمد اليعقوبي المراجع الشيعة بأنهم "يؤدون دوراً سلبياً في شرعنة السياسيات الظالمة والمنحرفة للحكومة"، فيما ركز خطباء المساجد والجوامع والحسينيات في خطب أمس على سوء الأوضاع الأمنية في البلاد وعجز الحكومة عن توفير الخدمات للمواطنين. وقال إمام الجمعة في النجف القيادي في"المجلس الأعلى"السيد صدر الدين القبانجي، إن"العراق في حاجة الى جبهة موحدة لمواجهة المحن، واليوم هناك حركة جادة لاحتضان المكون السني في جبهة لإنقاذ العراق". وانتقد بشدة أعضاء البرلمان العراقي، وقال إن"فيهم الإرهابي وفيهم القاتل والتاجر والصالح، انه برلمان العجائب. راتب شهر لعضو البرلمان يكفي لإعمار قرية كاملة، وعندما يظهر أن العضو إرهابي ويهرب الى خارج العراق، فإن راتبه يستمر، وآخر يعرضون عليه أربعين الف دينار شهرياً مقابل الاستقالة وهو يرفض ويطالب بخمسين". ولفت الى ان عودة كتلتي"التوافق"والصدر الى البرلمان"يجب أن تكون ضمن ثوابت يلتزم بها كل الأطراف، أي العمل المشترك لبناء العراق الجديد وانهاء الاحتلال وصيانة الدستور والقانون". وفي كربلاء، هاجم ممثل المرجعية الدينية العليا السيد أحمد الصافي"المسؤولين في وزارات الدولة العراقية الذين يعطلون تنفيذ فقرات الموازنة الانفجارية التي بلغت 42 بليون دولار"، وقال:"لدينا معلومات تفيد بأن واحداً في المئة فقط من هذه الموازنة صُرف ونحن في الشهر السابع من هذه السنة، فمتى يصرف الباقي ولماذا لا يصرف؟". وتساءل:"إن لم يكن المزاج الشخصي للمسؤول هو السبب في عدم الموافقة على إقرار المشاريع التي تخدم المواطنين فبماذا نفسر هذا الأمر؟"، ودعا المسؤولين إلى"الالتفات إلى الشعب لأن الخير كل الخير في قضاء حاجات الناس". ودعا أصحاب القرار في الحكومة إلى"وقفة وصرخة مدويتين في وجه الفتن الطائفية، لأنها تريد تدمير البلاد ولأنها من صنع أناس تتلذذ بنزيف الدم العراقي"، مضيفاً"ان أي نفس طائفي سيكون وباله على جميع العراقيين من دون استثناء لذا يجب محاربة هذا النفس". وطالب ممثل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في كربلاء ب"عقد مؤتمر مصالحة يضم كل العشائر الشيعية والسنية في أي مدينة يرونها مناسبة ولتكن كربلاء أو الرمادي أو بعقوبة، وان يكون الحضور فيه للشخصيات التي أرهقها الإرهاب". الى ذلك، اتهم الشيخ علي حسن، خطيب وإمام جامع سعاد النقيب في بغداد، قوات الجيش بقتل شاب سني في الثانية والعشرين يدعى عمر غالب في سوق المائدة، وقال ان"الشاب قتل حينما اطلق جندي في نقطة تفتيش عراقية النار عليه أثناء سيره في السوق المذكور"، مشيراً الى تصرفات"غير اخلاقية متكررة لبعض منتسبي نقاط التفتيش التابعة للجيش، منها اطلاق العيارات النارية في الهواء وفوق رؤوس الناس داخل السوق"، وطالب الحكومة والمسؤولين الامنيين ب"تدارك هذه الحالة ومعالجتها في الحال"، وأكد أن"الهدوء النسبي في الغزالية لم يمنع تعرض الأهالي لهجوم الميليشيات، وان عناصر الأمن من الجيش والشرطة لا تقوم بإغاثة السكان عند تعرضهم لهجوم من هذا القبيل". من جانبه، أكد السيد علي المدامغة، خطيب وإمام المدرسة الخالصية،"رفض قانون النفط والغاز"، وطالب الحكومة بإجراء"استفتاء شعبي عليه بعد اجراء التعديلات اللازمة على بعض بنوده التي منحت الشركات الأجنبية امتيازات كبيرة في استخراج واستثمار النفط". واتهم الحكومة ب"اهمال مقومات الحياة الرئيسية في البلاد والسكوت عن تدهور الخدمات، مثل الكهرباء والماء وانتشار الأمراض والأوبئة في عدد من المناطق"، وشدد على ضرورة"تمسك العراقيين بوحدتهم الإسلامية والتوقف عن الحرب المذهبية بين الاخوة"، وقال إن"المسلم لا يحارب اخاه المسلم بل ينصره ويشد من أزره". من جهته، قال المرشد الروحي لحزب"الفضيلة"الشيخ محمد اليعقوبي خلال استقباله وفداً إعلامياً، إن الحكومة برئاسة نوري المالكي"باتت فاقدة للشرعية"، مُتهما رجال دين شيعة، لم يسمهم، ب"محاولة شرعنة عمل الحكومة واخضاع المواطنين لها". وقال:"مع الأسف الشديد فإن هذا الدور السلبي تؤديه العمامة الشيعية التي تحاول إضفاء الشرعية على السياسات الظالمة والمنحرفة لهذه الحكومة". وأضاف:"كل من يريد أن يرفض هذا الظلم ويزيله تقابله الحكومة بالكلمات التي تحيله إلى السبات والنوم"، مؤكداً أن"العمامة الشيعية تؤدي دوراً سلبياً كبيراً". وزاد:"في كل مؤتمر صحافي واجتماع يعقده المسؤولون، تظهر صورة المرجعية الشيعية خلفهم، وفي كل احتفال يقيمونه تجد ممثلي المراجع جالسين معهم"، متسائلاً:"أي شرعية أكبر من هذه يعطيها هؤلاء المراجع لهذه السياسات الظالمة والمنحرفة".